قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونتيور" أن وصول المشير عبد الفتاح
السيسي المتوقع للحكم سيجعله واحدا من بين مجموعة من الحكام العسكريين الذين تعاقبوا على حكم مصر منذ ثورة يوليو 1952، وستضعه الرئاسة أمام تحديات جمة، مع أن المؤيدين له يتعاملون معه كمنقذ للوطن.
فيما يقول نقاد السيسي إنه سيكون حاكما ديكتاتوريا، ولن يتخلى عن المؤسسة العسكرية التي جاء منها.
وأضافت الصحيفة أن وصول السيسي للسلطة يعني القضاء على آمال وطموحات الشباب الذين قادوا الثورة وحلموا بتحقيق العدالة والحرية والكرامة للشعب المصري.
وتقول الصحيفة إن السيسي قد رفع سقف التوقعات التي ينتظر المصريون تحققها في ظل رئاسته، ولكنه رغم شعبيته لم يحدد برنامجا يوضح فيه خططه للقضاء على الفقر، والتصدي لنقص الكهرباء، والبطالة التي يعاني منها قطاع كبير من سكان مصر، البالغ 85 مليون نسمة.
كما لم يستطع السيسي لغاية الآن القضاء على المعارضة الإسلامية ومنع التظاهرات ولا وقف العمليات الإرهابية في سيناء.
ولا تستبعد الصحيفة أمام كل هذه التحديات سقوط المشير البالغ من العمر 59 عاما، في بلد يظهر سخطه على حكامه بسرعة ويتخلى عنهم بأسرع فرصة ممكنة.
وأشارت الصحيفة لصعود السيسي الذي لم يكن يعرف العالم عنه إلا القليل عندما وقف في 3 تموز/ يوليو لعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي. فقد عمل في الظل مع حسني مبارك كرئيس للاستخبارات العسكرية. وفي آب/ أغسطس رفعه مرسي لرتبة وزير دفاع في قرار يبدو أن مرسي نادم عليه. وأشارت إلى أن بعض الإسلاميين خدع بتقوى السيسي وأنه كان يصلي معهم ويبكي أثناء الصلاة.
وعندما تصاعد الغضب على مرسي في الشواع قام السيسي وبعملية مرتبطة بشكل محكم بإعطاء مرسي 48 ساعة للاستقالة أو مواجهة
الانقلاب العسكري، وبعد ذلك عزل الرئيس المنتخب ورماه في السجن حيث يواجه اليوم محاكمة قد تفضي لحكم بإعدامه.
وتضيف الصحيفة أن المصريين القلقين من استمرار الاضطرابات ظلوا يثنون على السيسي حتى عندما بدأت قوات الأمن حملة ضد مؤيدي الإخوان، والذين فازوا بكل عملية انتخابية منذ رحيل مبارك عن السلطة.
وقتل الأمن المئات من مؤيدي مرسي في الشوارع في العام الماضي في عملية تعتبر الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث.
ولكن عربة السيسي ظلت تسير وشعبيته تتزايد حيث انتشرت صورته بالنظارات السوداء والقبعة وأصبحت صوره تنتنشر على الجدران والمقاهي والمطاعم والقمصان والمجوهرات وملابس النوم والشوكولاتة.
ويقول مسؤولون غربيون إن السيسي اتخذ قرارا محفوفا بالمخاطر كي يترشح للرئاسة "فقد يتحرك الجيش ضده حالة رأى أن الأمور لا تسير كما هو مرسوم لها، أو تعرضت صورته للتشويه، وقد يقود هذا لسقوطه السريع والمفاجيء" حسب دبلوماسي أوروبي.
ولاحظت الصحيفة تصدعات حدثت في قاعدة دعم السيسي العلمانية التي دعمت تدخل الجيش وعزل مرسي، خاصة بعد صدور قرار حظر التظاهر التي حددت عقوبتها بأحكام شديدة، وهو ما أشار إلى عودة مصر للشمولية. ويقول جمال عيد المحامي في مجال حقوق الإنسان "انتهاكات حقوق الإنسان المتزايدة تثير قلقا شديدا حول حكم السيسي".
ورغم كل هذا يحظى المشير بدعم من الجيش ووزارة الداخلية والنخبة السابقة من المسؤولين في نظام مبارك –
الدولة العميقة.
وهناك الكثير من مؤيديه ممن يحلو لهم تشبيهه بجمال عبد الناصر رغم الهزيمة الكارثية التي تعرض لها أمام إسرائيل عام 1967.