قتل شخص وأصيب 12 آخرين في اشتباكات اندلعت بين مجموعات مسلحة بمحيط المدينة الرياضية في العاصمة
اللبنانية بيروت،الأحد. وكانت حصيلة الاشتباكات بين السنة والعلويين قد ارتفعت إلى 25 قتيلا و 140 جريحا في حصيلة تسعة أيام من الاشتباكات.
وقال شهود عيان، إن اشتباكات اندلعت بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية بين مجموعات مسلحة، في الحي الغربي، وزاروب الباشا، في منطقة الطريق الجديدة خلف المدينة الرياضية لبيروت.
وأضافوا أن أعمال القنص تجري على قدم وساق في بعض شوارع المنطقة، وأن عدداً من الأشخاص أصيبوا وتم نقلهم إلى المستشفيات.
وأشاروا إلى أن الجيش اللبناني طوق منطقة الاشتباكات.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن حريقاً كبيراً شب في منطقة الاشتباكات وأن سيارات الإطفاء والإسعاف هرعت إلى مكان الحادثة.
من جهة ثانية ارتفعت حصيلة الضحايا في الاشتباكات المتواصلة منذ تسعة أيام بين مجموعات سنية وعلوية في مدينة طرابلس في شمال لبنان على خلفية النزاع السوري، إلى 24 قتيلا و128 جريحا، بحسب ما افاد مصدر امني السبت.
وفي تداعيات النزاع السوري على لبنان، شن الطيران السوري السبت غارتين على جرود بلدة عرسال ذات الغالبية السنية في شرق لبنان، وهي غارات تكاد تصبح شبه يومية، ولا سيما منذ سقوط مدينة يبرود في منطقة القلمون السورية الحدودية مع عرسال، في أيدي الجيش السوري.
وقال المصدر الأمني في الشمال: "قتل شخص ليل الجمعة في سقوط قذيفة هاون على منطقة باب التبانة (ذات الغالبية السنية)، وتوفي جريح فجر السبت متأثرا بإصابة تعرض لها في المنطقة نفسها قبل يومين".
وأشار المصدر الى ارتفاع الحصيلة نتيجة ذلك منذ الخميس 13 آذار/ مارس، تاريخ بدء الجولة الحالية من المعارك في طرابلس، "الى 24 قتيلا و128 جريحا، بينهم عناصر من الجيش اللبناني".
وقال مراسل "فرانس برس" في المدينة إن حدة المعارك بين منطقتي باب التبانة المتعاطفة مع المعارضة السورية، وجبل محسن ذات الغالبية العلوية المؤيدة للنظام السوري، تشتد خلال الليل، وتتحول خلال ساعات النهار إلى أعمال قنص متقطع.
وبعد ليلة عنيفة نسبيا، تواصلت أعمال القنص منذ صباح السبت؛ ما أدى الى قطع الطريق الدولية بين طرابلس والحدود السورية.
وعقد نواب المدينة اجتماعا ليل الجمعة، اعتبروا فيه ان "ما يجري في طرابلس هو حرب استنزاف لكل مقدرات المدينة"، وان طرابلس "متروكة، ولا احد يسأل عنها، ولا أحد يسعى لوقف حمام الدم الذي يغطي مناطقها" -بحسب بيان وزعته الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية-.
وبحسب مراسل "فرانس برس"، تجمع صباحا نحو مئتي شخص قبالة السرايا الحكومية، مطالبين بوضع حد للقتال ونشر الجيش وسحب السلاح.
وبدأت هذه الجولة من المعارك إثر إطلاق مسلحين ملثمين على متن دراجة نارية، النار على رجل سني مقيم في جبل محسن، واردياه قتيلا في وسط طرابلس.
ومنذ بدء الأزمة في سوريا قبل ثلاث سنوات، تشهد منطقتا باب التبانة وجبل محسن جولات عنف منتظمة تسببت بمقتل العشرات. وينتشر الجيش بعد كل جولة في كل طرابلس، محاولا ضبط الأمن وإسكات مصادر النار.
وشهدت مناطق حدودية عدة مع سوريا حوادث أمنية متعددة.
في منطقة البقاع (شرق)، افاد مصدر امني لبناني بأن الطيران المروحي السوري "شن غارتين على منطقة وادي عجرم في جرود بلدة عرسال السبت"، وذلك بعد ساعات من أربع غارات سورية على المنطقة نفسها ليل الجمعة.
وتعرضت هذه البلدة ذات الغالبية السنية -المتعاطفة إجمالا مع المعارضة السورية التي تستضيف عشرات آلاف اللاجئين- لسلسلة من الغارات الجوية منذ بدء النزاع.
ومنذ سيطرة القوات السورية وحزب الله اللبناني في 16 آذار/ مارس على مدينة يبرود -أبرز معاقل مقاتلي المعارضة في القلمون شمال دمشق قرب الحدود مع لبنان- لجأ آلاف السوريين، بينهم مقاتلون، الى عرسال التي باتت تستضيف أكثر من ستين الف لاجئ، بحسب السلطات المحلية فيها.
وكثف الطيران السوري من استهدافه جرود عرسال خلال هذا الاسبوع. وترجح مصادر أمنية لبنانية أن يكون القصف يستهدف مقاتلين سوريين فارين من القلمون.
ويقول الإعلام الموالي للنظام السوري إن عمليات تسلل مسلحين وتهريب سلاح، تجري عبر الحدود اللبنانية المتداخلة في مناطق كثيرة مع الحدود السورية وغير المحددة بوضوح، والخارجة عن الرقابة الصارمة.
وينقسم اللبنانيون بحدة حول النزاع السوري بين موالين لنظام الرئيس بشار الاسد ولحزب الله المشارك في المعارك الى جانب القوات النظامية، ومتعاطفين مع المعارضة، وابرزهم انصار "تيار المستقبل" بزعامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري.
وندد السفير الأمريكي في لبنان ديفيد هايل بالتوتر الأمني في طرابلس والغارات على عرسال، محملا مشاركة "بعض الاطراف اللبنانيين" في القتال في سوريا، مسؤولية هذه التطورات.
واعتبر هايل أن دعم النظام "يؤخر في نهاية النزاع؛ وبالتالي يضاعف الاخطار على لبنان".