سياسة دولية

القرم تصوت لصالح الانضمام إلى روسيا بنسبة 95%

مؤيدون لروسيا يحتفلون بنتائج الاستطلاع في سيفاستوبول القرمية - ا ف ب
 بلغت نسبة التصويت لمصلحة انضمام جمهورية القرم إلى روسيا، بعد فرز 75% من أصوات المشاركين في الاستفتاء، 95.7%.

ونقلت قناة (روسيا اليوم) الاثنين، عن ميخائيل ماليشيف/ رئيس لجنة برلمان القرم المشرفة على تنظيم الاستفتاء، أن نتائج فرز 75% من الأصوات أكدت أن 95,7% من المشاركين في التصويت أيدوا انضمام القرم إلى روسيا.

وقال ماليشيف إن نسبة المشاركة في التصويت بلغت 82%، مشيراً إلى أن اللجنة المشرفة على تنظيم الاستفتاء لم تتلق أي شكوى.

وأكد ان الاستفتاء أجري بنجاح. وفي سيفاستوبل، أعلنت اللجنة التنسيقية لإدارة المدينة أن نسبة حضور الناخبين فيها بلغت 89,5% .

وقال قادة موالون لروسيا في شبه جزيرة القرم، إن الاستفتاء "سيدخل التاريخ".

واشنطن ترفض استفتاء القرم وتعتبر التحركات الروسية في أوكرانيا "خطيرة"

وفي السياق، رفضت الولايات المتحدة بشدة الأحد الاستفتاء الذي نظم في القرم على انضمام شبه الجزيرة إلى روسيا، واصفة التحركات الروسية في الأزمة بأنها "خطيرة ومزعزعة للاستقرار".

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني: "هذا الاستفتاء يتعارض مع الدستور الأوكراني، والمجتمع الدولي لن يعترف بنتائج استطلاع جرى تحت المضايقات وتهديد العنف بسبب تدخل الجيش الروسي الذي ينتهك القانون الدولي".

وجاء بيان البيت الأبيض بعد إعلان سلطات القرم الموالية لموسكو أن استطلاعات الرأي عند أبواب مراكز الاقتراع أظهرت تاييدا بنسبة 93% لصالح الانضمام إلى روسيا.

وقال كارني إن "الولايات المتحدة تدعم بقوة استقلال وسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا منذ إعلان استقلالها في 1991، ونرفض الاستفتاء الذي جرى اليوم في منطقة القرم الأوكرانية".

وقال إن روسيا رفضت الحوار مع أوكرانيا ودعوات المجتمع الدولي، وبدلا من ذلك فإنها تصعد تدخلها العسكري في أوكرانيا وتطلق مناورات عسكرية على حدود أوكرانيا الشرقية".

واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض أن "تصرفات روسيا خطيرة ومزعزعة للاستقرار".

وأضاف" "كما أوضحت الولايات المتحدة وحلفاؤنا فإن التدخل العسكري لروسيا وانتهاكها للقانون الدولي سيجعل روسيا تدفع ثمنا أكبر لا يتمثل فقط في الإجراءات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، بل أيضا كنتيجة مباشرة ستترتتب على تصرفاتها المزعزعة للاستقرار".

هيئتان بالاتحاد الأوروبي: لن نعترف بنتائج استفتاء القرم

يذكر أن هيئتين بالاتحاد الأوروبي، قالتا إن إجراء استفتاء حول استقلال إقليم القرم الأوكراني "غير قانوني ولن يتم الاعتراف بنتائجه".

وأوضح بيان مشترك لرئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي، ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، حول استفتاء شبه جزيرة القرم، أنه "كما ذكر من قبل رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي خلال قمة 6 آذار/ مارس الماضي، فإن الاتحاد الأوروبي يعتبر الاستفتاء غير قانوني وغير شرعي ولن يتم الاعتراف بنتائجه".

وأفاد البيان بأن حل الأزمة في أوكرانيا يجب أن يستند إلى "مبدأ سلامة أراضيها وسيادتها واستقلالها، في إطار الدستور الأوكراني، فضلا عن الالتزام بالمعايير الدولية".

واعتبر البيان أن "المحادثات المباشرة فقط بين حكومتي أوكرانيا وروسيا، يمكنها أن تجد حلا للأزمة".

وذكر أن "الاتحاد الأوروبي يضطلع بمسؤولية خاصة في تأمين الاستقرار والسلام في كامل القارة الأوروبية، وسيواصل سعيه لتحقيق هذه الأهداف باستخدام جميع القنوات المتاحة".

وكرر البيان إدانته لـ"الانتهاك غير المبرر" لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، ودعا "روسيا إلى سحب قواتها المسلحة وإرجاع عددها إلى ما كان عليه قبل الأزمة وتحديد أماكن انتشارها حسب ما كان متفقا عليه وفقا للاتفاقات المبرمة".

ومن المنتظر أن يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين في بروكسل، تقييم الوضع في أوكرانيا واتخاذ قرار بشأن تدابير إضافية بما يتماشى مع إعلان رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في 6 آذار/ مارس الجاري.

وأوضح المتحدث باسم الحكومة الألمانية "ستيفين سيبيرت" في بيان صحفي، أنَّ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، "أجرت اتصالاً هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تناولا خلاله مسألة الاستفتاء في شبه جزيرة القرم وسيادة الأراضي الأوكرانية والحفاظ على الأمن في أوكرانيا.

وأدانت المستشارة الألمانية سيطرة الجنود الروس على مركز لإمداد الغاز الطبيعي في منطقة "غيرسون" جنوب أوكرانيا.

واقترحت ميركل على بوتين زيادة وجود منظمة التعاون والأمن الأوربي في أوكرانيا، وبالأخص زيادة عدد المراقبين في شرق البلاد، وبين سيبيرت أنَّ اجتماع فيينا يوم غدٍ، سيتخذ قرارات تتعلق بهذا الخصوص، ناقلا وجهة نظر بوتين للاقتراح الذي وصفه بالإيجابي.                        
  
تتار القرم يقاطعون استفتاء انضمام جمهوريتهم لروسيا

وشهد الاستفتاء على انضمام القرم لروسيا الذي بدء صباح الأحد، مقاطعة من السكان التتار. إذ لوحظ اقتصار الإقبال في المركز الانتخابي بحي "جيستينكايا" - ذي الأغلبية التتارية - على السكان من الروس والأوكران، مع انعدام شبه كامل للمصوتين التتار.

وأفاد رئيس صندوق في مركز مدرسة حي جيستينكايا ويدعى "الا فيديروف"، بأن أشخاصا معدودين فقط من التتار قدموا إلى المركز حتى اللحظة، مشيراً إلى أن معظم المصوتين هم من الروس والأوكرانيين في الأحياء المجاورة.

وأوضح بيان صادر عن المركز الصحفي لهيئة الانتخابات عن وجود 135 مراقباً من 23 دولة يتابعون سير عملية التصويت، كما أن الاستفتاء يحظى بتغطية 623 صحفيا أجنبيا، بحسب البيان.

وتحتوي ورقة الاستفتاء على سؤالين للمصوت، هما: " هل تقبل بانضمام القرم لروسيا؟"، والثاني: "هل تقبل أن يسري دستور عام 1992 للقرم وبذلك تصبح القرم جزءاً من أوكرانيا؟".

داود أغلو: عدم حل أزمات المنطقة يفرز نتائج غير محمودة

وقال وزير الخارجية التركي "أحمد داود أوغلو"، إن الأزمة في شبه جزيرة القرم هي بمثابة اختبار للنظام الدولي، وإن اختبار الأزمة السوريّة للأسف لم يكن ناجحا.

جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج بثته محطة (NTV) التلفزيونية التركية، قال فيه: " إن رؤية تركيا تتلخص في أن الأزمات التي لا يتم معالجتها في مراحلها الأولى، تفرز نتائج غير محمودة، وإن تصاعد التوتر في سوريا بالرغم من كل المساعي التي قامت بها تركيا؛ جاء نتيجة عدم التدخل لإيجاد حل لتلك الأزمة في مراحلها المبكرة، ما أزهق أرواح مئات آلاف البشر وخلق مأساة كبيرة".

وأضاف "داود أوغلو"، أن الأزمة في أوكرانيا يمكن حلها في مراحلها المبكرة، من خلال التفاهم المتبادل، إلا أن عدم التدخل وعدم اتخاذ الخطوات اللازمة، دفع بتلك الأزمة لأن تتحول اليوم إلى مرحلة حرجة، وأن تركيا تمتلك وضعاً خاصاً كونها بلد مرشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وعضو في حلف الشمال الأطلسي، وتربطها علاقة عميقة للغاية وعلاقات جوار مع روسيا.

وأشار داود أوغلو، إلى أن تركيا تربط بالقرم بعلاقات تاريخية خاصة، فهي مقابلة لتركيا على البحر الأسود، كما أن سكانها التتار (أتراك القرم) هم أبناء جلدتنا، لافتا إلى أن الخارجية التركية شاركت بالمساعي التي بذلت من أجل تأجيل الاستفتاء، إلا أن تلك المساعي لم يكتب لها التوفيق.

وتابع داود أغلو، بأن مشروع قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بأوكرانيا كان مشروعاً مخففا، إلا أن روسيا استخدمت حق النقد (الفيتو) حيال المشروع، فيما امتنعت الصين عن التصويت، وأن تركيا لا ترغب بعزل جارتها روسيا عن المجتمع الدولي، إلا أن السياسات الروسية المنفردة في الأزمتين السورية والأوكرانية ليست حالة صحية ضمن المجتمع الدولي، داعياً إيّاها إلى احترام وحدة التراب الوطني للدول المجاورة.

ولفت داود أغلو، إلى أن تركيا تنظر إلى التوازنات الموجودة في منطقة البحر الأسود وأوراسيا وإلى المنطقة ككل، وأن هنالك قضايا مماثلة في مولدوفا وأذربيجان وجورجيا، فنحن بالرغم من أننا نقف إلى جانب الاستفتاء، إلا أن الاستفتاء المذكور يجب أن لا يؤثر على وحدة التراب الوطني، أو أن يخلق حالة من الأمر الواقع في أوكرانيا.