اعلن وزير المال في السلطة الانتقالية الاوكرانية يوري كولوبوف الاثنين ان
اوكرانيا بحاجة الى 35 مليار دولار خلال السنتين المقبلتين مطالبا بتنظيم مؤتمر دولي للجهات المانحة.
وقال كولوبوف "ان قيمة المساعدة للاقتصاد الكلي التي تحتاج اليها اوكرانيا قد تصل الى 35 مليار دولار خلال 2014-2015" مضيفا "عرضنا على شركائنا الغربيين تنظيم مؤتمر دولي كبير للمانحين".
وتصل وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون الى
كييف لبحث الاجراءات الواجب اتخاذها لتهدئة الأجواء وإرساء الاستقرار في اقتصاد البلاد.
وبالرغم من أن هذا البلد الذي كان يدور في فلك الاتحاد السوفياتي، عرف هذا الاسبوع أعنف مواجهات، حيث قتل 82 شخصا في ثلاثة أيام، إلا أن المعارضة السابقة سارعت إلى الشروع في العمل للنهوض بالبلاد.
البرلمان يدير البلاد
وتولى البرلمان الذي بات تحت سيطرة معارضي يانوكوفيتش زمام الأمور الأحد، فعين أولكسندر تورتشينوف القريب من المعارضة يوليا تيموشنكو رئيسا انتقاليا للبلاد، ومن المقرر تشكيل حكومة في غضون أيام بانتظار تنظيم انتخابات رئاسية في 25 أيار/ مايو المقبل.
وأقر الرئيس الانتقالي الجديد بالصعوبات التي تنتظر البلاد، وقال في كلمة تلفزيونية إلى الأمة "أن أوكرانيا تنزلق إلى الهاوية وهي على شفير التعثر في السداد" لكنه أكد مجددا على أن الاندماج في أوروبا هو "أولوية" بالنسبة لأوكرانيا.
وقال "نحن جاهزون لإجراء حوار مع
روسيا وتطوير علاقاتنا على قدم المساواة، على أن يتم احترام الخيار الأوروبي لأوكرانيا".
وستلتقي آشتون، "الأطراف الرئيسيين" و"تبحث دعم
الاتحاد الأوروبي لحل دائم للازمة السياسية ولإجراءات ترسي الاستقرار في الوضع الاقتصادي" للبلاد.
ردود فعل غربية
في السياق ذاته ضاعف الغربيون، الأحد، التصريحات الداعية إلى احترام سلامة أراضي البلاد ومنع تقسيمها، محذرين روسيا من التدخل العسكري في أوكرانيا.
وأعلنت المستشارية الألمانية أن المستشارة أنغيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين "اتفقا على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة في أوكرانيا قادرة على التحرك مع وجوب الحفاظ على وحدة أراضي" هذا البلد.
من جهته دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى البحث في مساعدة اقتصادية وقال "ان اوكرانيا مفلسة ستشكل عبئا ضخما سواء على جارها الشرقي الكبير أو على الاتحاد الاوروبي".
واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أنه "لن يكون في مصلحة روسيا التدخل عسكرياً في أوكرانيا"، مضيفاً أنه "يتشاور على الدوام مع الروس".
كما حذرت سوزان رايس مستشارة الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن "عودة العنف" لن تكون في مصلحة أوكرانيا ولا روسيا ولا الاتحاد الأوروبي ولا الولايات المتحدة.
كذلك شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على ضرورة "أن تحترم جميع الدول سيادة أوكرانيا"، وفق ما أفادت وزارة الخارجية.
من جهته أشار لافروف لكيري إلى أن المعارضة الأوكرانية لم تطبق اتفاق 21 شباط/ فبراير لتسوية الأزمة بل "استولت حكما على السلطة في أوكرانيا رافضة تسليم السلاح واستمرت في المراهنة على العنف"، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية.
وقررت موسكو استدعاء سفيرها في كييف للتشاور "بسبب تصعيد الوضع".
وتخشى الأسرة الدولية أن تكون أزمة الأشهر الأخيرة عمقت الهوة بين الشرق الناطق بالروسية والقريب من روسيا وهو يمثل الغالبية في أوكرانيا، والغرب القومي والناطق بالأوكراني،. إلا أن المناطق الأقرب إلى موسكو لا تعطي أي مؤشرات تفيد أنها تسعى إلى الانشقاق.
خيانة ومحاولة هرب فاشلة
وقال ارسين أفاكوف القائم بأعمال وزير الداخلية الأوكراني الإثنين على صفحته على "فيسبوك" إن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش مطلوب القبض عليه بتهمة القتل الجماعي.
وكتب "فتح تحقيق رسمي في تهمة القتل الجماعي لمواطنين سلميين... مطلوب القبض على أشخاص آخرين ضالعين في هذه الجريمة".
وحاول يانوكوفيتش، السبت رشوة حرس الحدود في دونتسك المدينة التي يتحدر منها للسماح لطائرته بالإقلاع.
وقال سيرغي إستاكوف المتحدث باسم حرس الحدود لوكالة فرانس برس "إن طائرة خاصة كان من المقرر أن تقلع من مطار دونتسك لم تكن تراخيصها نظامية. وحين وصل مسؤولون للتثبت من الوثائق استقبلهم رجال مسلحون وعرضوا عليهم مالا لتمكينهم من الإقلاع دون تراخيص" ، مضيفا أن عرض الرشوة رفض، وتوقفت بعيد ذلك، عربتان مصفحتان قرب الطائرة التي غادرها الرئيس وغادر المطار".
أما أفاكوف فقال الإثنين ان الرئيس فيكتور يانوكوفيتش كان في منطقة القرم المؤيدة لروسيا والتي تمتع بحكم ذاتي في وقت متأخر من مساء امس الاحد حيث كان يستقل سيارة الى جهة غير معلومة.
وبحسب الرئيس الجديد للبرلمان ألكسندر تورشينوف، فإن يانوكوفيتش كان يحاول الفرار إلى روسيا.
حزب يانوكوفيتش الذي تخلى عنه أصدر بياناً قال فيه إن "أوكرانيا تعرضت للخيانة وتم تأليب الأوكرانيين بعضهم على بعض" مضيفا أن يانوكوفيتش "مسؤول عن الأحداث الدامية الأخيرة" و"عن الأحداث المأساوية" التي وقعت في اوكرانيا.
وبحسب حصيلة جديدة أعلنتها وزارة الصحة الأحد، فإن أعمال العنف أسفرت عن مقتل 82 شخصا منذ اندلاعها، وتم تحطيم حوالى أربعين تمثالا للينين، مؤسس الاتحاد السوفياتي الذي مثل على مدى عقود القوة السياسية لموسكو، منذ مطلع الأسبوع ولا سيما في شرق البلاد، بحسب وسائل الإعلام الأوكرانية.
من جهة أخرى عثر في مقر يانوكوفيتش بضاحية كييف على وثائق تكشف بشكل مفصل عن نظام منظم من الرشوة وقائمة صحافيين ينبغي مراقبتهم، وأفادت يوليا تيموشنكو ملهمة الثورة البرتقالية سابقا بعيد خروجها من السجن السبت أنها ستلتقي "قريبا جدا" المستشارة الألمانية التي دعتها للقدوم الى ألمانيا لتلقي العلاج.