يدخل النزاع في
سوريا الذي حصد اكثر من 146 ألف قتيل، السبت عامه الرابع من دون أي بارقة أمل بقرب انتهائه.
وينوي الرئيس السوري الذي يواجه ثورة شعبية عارمة الترشح لولاية جديدة في الانتخابات المقرر إجراؤها قبل تموز/يوليو، إلا أنه سبق أن قال لوكالة فرانس برس في كانون الثاني/يناير إن هناك "فرصا كبيرة" لترشحه للرئاسة.
ولم يعلن بعد عن الموعد المحدد لإجراء الانتخابات الرئاسية، إلا أن دعوة الناخبين يجب أن تتم قبل 60 إلى 90 يوما من انتهاء ولاية
الأسد في 17 تموز/يوليو.
وبدد احتمال ترشح الرئيس السوري بشار الأسد لولاية جديدة أحلام
اللاجئين السوريين في الأردن بعودة قريبة لبلدهم التي دخل النزاع المسلح فيها عامه الرابع، فيما أبدوا تشاؤمهم حيال مفاوضات جنيف "العبثية".
واعتبر لاجئون في مخيم الزعتري، الذي يؤوي نحو 110 الف سوري في منطقة صحراوية، ان احتمال ترشح الأسد يعني الاستخفاف بمجلس الأمن وعدم الاكتراث لدماء ضحايا النزاع الذين تجاوز عددهم 146 ألفا.
ويقول أبو محمد (54 عاما) من درعا في جنوب سوريا وهو يرتدي الزي العربي ويقدم شراب "المتة" السورية لضيوفه الجالسين تحت أشعة الشمس بجوار منزله المتنقل أن "ترشح الأسد يشكل قنبلة موقوتة من صناعته لكنها ستنفجر بالجميع معارضة ونظاما".
ويضيف الرجل الذي عمل 30 عاما في قوى الأمن الداخلي بوزارة الداخلية السورية قبل اللجوء إلى الأردن، لفرانس برس "لا نرى حلا لأزمتنا ولا عودة قريبة للاجئين فقد تخلى عنا الجميع"، مشيرا كذلك إلى أن مفاوضات جنيف بين ممثلي النظام والمعارضة والتي توقفت أخيرا "عبثية ولن تقود إلى أي نتيجة".
ويضيف أبو محمد وهو يشعل سيجارة ان "كل دول العالم تخلت عنا ونحن نواجه مصيرا غير معلوم، الغرب يهتم لحقوق الحيوان اكثر من حقوقنا وحديثهم عن حقوق الإنسان كان مجرد شعارات".
ولم يعلن الأسد رسميا عزمه الترشح لولاية جديدة في الانتخابات المقرر إجراؤها قبل تموز/يوليو، إلا انه سبق ان قال لوكالة فرانس برس في كانون الثاني/يناير ان هناك "فرصا كبيرة" لترشحه للرئاسة.
وأقر مجلس الشعب السوري الجمعة مشروع قانون يمهد الطريق أمام إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة ويقصي عمليا معارضيه في الخارج من حق الترشح. وتسلم الأسد عام 2000 السلطة بعد وفاة والده الذي حكم البلاد قرابة ثلاثة عقود.
وأعيد انتخابه في العام 2007 لولاية ثانية من سبع سنوات. ويرى اللاجئ أبو مراد (45 عاما) ان "ترشح الأسد اذا حصل يعني الاستخفاف بمجلس الأمن ودول العالم بأسرها وعدم الاكتراث بمشاعر أهالي ضحاياه".
ويضيف وهو يجلس إلى جانب أبو محمد "نريد وقف القتل والدمار قبل كل شيء، نريد حلا عادلا يسمح لنا بالعودة لديارنا، مللنا غربة ومعاناة". ورأى أن "لا جدوى من مفاوضات جنيف فالعالم يتاجر بالشعب السوري وبدمائه ويستغل ازمتنا لتحقيق مصالح في صراعات مراكز القوى". وفشلت مفاوضات جنيف في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير والتي جمعت للمرة الأولى ممثلين للنظام السوري والمعارضة في التوصل إلى حل سياسي للنزاع.
وحذر الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الخميس من إجراء الانتخابات الرئاسية، مؤكدا ان حصولها سينسف عملية التفاوض مع المعارضة.
وتتفق أم محمد (40 عاما) مع ما قاله أبو مراد وتقول السيدة التي لجأت إلى الأردن قبل عام ونصف عام مع أبنائها الـ11 بعدما فقد زوجها الذي كان ينوي الانشقاق عن الجيش النظامي أن "مفاوضات جنيف مجرد إضاعة للوقت فنظام الأسد لا يحترم أحدا ولا يعرف سوى مصالحه". وتضيف بأسى، وهي ترتدي ثوبا مغبرا وحجابا احمر داكنا، "إن ترشح الأسد ومددت رئاسته مرة أخرى فلن يعود لنا أي أمل بالعودة، ستكون مصيبة لا يتصورها عقل".
أما علاء الغوثاني (38 عاما) الذي قضى في مخيم الزعتري نحو عامين فيقول لفرانس برس "لا أمل لنا أبدا بالعودة قريبا ونشكر مجلس الأمن على عجزه داخل سوريا ونسياننا خارج سوريا، لا احد اليوم يشعر بمعاناتنا وكأن العالم نسينا تماما".
واعتبر الغوثاني أن "ترشح الأسد استهتار بمعاناتنا وبما قاساه شعبنا من بطش وإجرام، هو أصلا فقد الشرعية منذ استخدم القوة ضد شعبه". ويشكو اللاجئون ظروفا معيشية قاسية في مخيم صحراوي وسط البرد القارس شتاء وقيظ الصيف، في بلد يعاني أصلا أزمة اقتصادية خانقة. وقدرت الأمم المتحدة كلفة استضافة اللاجئين السوريين في الأردن خلال عامي 2013 و2014 بنحو 5,3 مليارات دولار.
وخلصت دراسة أجرتها منظمة أوكسفام الإغاثية لمناسبة مرور ثلاث سنوات على اندلاع الأزمة السورية ونشرت الأسبوع الماضي إلى أن 65% من اللاجئين السوريين في الأردن يخشون عدم التمكن من العودة إلى سوريا. ووجدت الدراسة انه "رغم أن الأغلبية الكاسحة من اللاجئين ترغب بالعودة إلى سوريا، توقع ثلث من تم سؤالهم فقط ان يعودوا إلى الوطن.
إلا أن 78% من هؤلاء أوضحوا أنهم لا يعلمون متى يمكن أن يحدث ذلك". وأجريت الدراسة في الذكرى السنوية الثالثة للنزاع الذي بدأ بتظاهرات سلمية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 15 آذار/مارس 2011، قبل أن يتحول إلى نزاع مسلح أوقع حتى الآن 140 الف قتيل على الأقل.
وتخطى عدد السوريين الذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم بسبب النزاع تسعة ملايين شخص ما أدى إلى اكبر مجموعة من النازحين في العالم، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة الخميس.
وفر2,5 مليون سوري من بلادهم ونزح 6,5 ملايين شخص من منازلهم داخل سوريا. ويستضيف لبنان حاليا نحو مليون لاجئ سوري، والأردن 585 الف لاجئ وتركيا 632 الف لاجئ والعراق 226 ألفا.
في السياق ذاته سقطت، السبت، قذيفة من سوريا على مدينة الطرة الأردنية المحاذية لمدينة تل شهاب السورية دون حدوث خسائر بشرية.
وأوضح مراسل الأناضول، المتواجد في المدينة، أن "قذيفة سورية سقطت على مدينة الطرة المحاذية للحدود السورية، وارتطمت بجدار أحد المنازل وسببت أضرارًا مادية، إلا أنها لم تتسبب في خسائر بشرية".
وأضاف أن "الأجهزة الأمنية وصلت مدينة الطرة فور سقوط القذيفة، وفرضت طوقًا أمنيًا، كما وصل سلاح الهندسة الملكي الأردني للبدء في عملية تفكيك القذيفة التي لم تنفجر".
ولم تُعرف الجهة التي أطلقت القذيفة، ولم تعقب السلطات الأردنية.
ومنذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا في مارس/ آذار 2011، تشهد الأراضي الأردنية من آن إلى آخر سقوط قذائف من سوريا.