أظهرت النتائج النهائية للانتخابات المحلية المعادة في مدينة الناصرة
الفلسطينية قبيل فجر الأربعاء، فوز مرشح قائمة "ناصرتي"، علي سلّام، على مرشح قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، رامز جرايسي، رئيس البلدية طيلة الـ20 عاما الماضية.
وتبين من نتائج
الانتخابات التي جرت الثلاثاء، أن سلام تغلب على جرايسي بفارق يزيد عن 10 آلاف صوت، وحصل على 27666 صوتا بينما حصل جرايسي على 17266 صوتا، فيما بلغت نسبة التصويت 83.6%.
وأعلنت وزارة الداخلية في
إسرائيل أنها فتحت "صناديق الاقتراع، الثلاثاء، الساعة السابعة صباحا، واستمرت عملية الاقتراع حتى العاشرة مساء، ويحق لـ53 الفا و825 من سكان المدينة التصويت في 86 صندوق اقتراع منها عشرون صندوقا لذوي الحاجات الخاصة".
وكانت جولة الانتخابات الأولى قد جرت في 22 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وأسفرت نتائجها الأولى عن فوز سلام، لكن جرايسي استأنف على النتيجة إلى المحكمة المركزية في الناصرة التي قررت أن جرايسي تفوق على سلام بـ 9 أصوات، ثم استأنف سلام على هذه النتيجة وقررت المحكمة العليا إعادة الانتخابات على رئاسة البلدية فقط بسبب حدوث تزوير في عملية الانتخاب.
وتحالفت القوى الحزبية المحلية، حزب التجمع الوطني الديمقراطي والحركة الإسلامية، مع سلام، وهو ما اعتبرته الجبهة مؤامرة ضدها.
وأقر جرايسي بخسارته الانتخابات، التي جرت في أجواء مشحونة بتوتر شديد، وقال لمؤيديه في أعقاب ظهور النتائج إنه" يجب استخلاص العبر وترميم البيت الجبهوي" وأنه "ستتواجد الجبهة في المعارضة وسنتصدى لجميع الأمور غير القانونية التي قد تحدث وسنعمل على بناء قيادة شابة في الجبهة لإكمال المسيرة في المستقبل ".
وكانت الجبهة قد فازت برئاسة البلدية في العام 1975 بقيادة الشاعر الفلسطيني توفيق زياد، وفي أعقاب مصرعه بحادث طرق في العام 1994 حل جرايسي مكانه حتى تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقال جرايسي لمؤيديه "هناك مؤامرة حيكت ضد الجبهة باقامة تحالف مع علي سلام من جانب الحركة الإسلامية والتجمع غير الوطني وغير الديمقراطي وحزب الليكود وحملة الإرهاب المنظم برعاية السلطة" على حد قوله.
من جانبه قال سلام بعد إعلان النتائج "سنعيد الناصرة إلى الطريق الصحيح وأقول لرامز جرايسي إنه مازال يعيش بالأوهام ويعتقد انه ما زال رئيس بلدية ولكن انتهى تاريخه" وهاجم رئيس الجبهة النائب في الكنيست محمد بركة قائلا "في انتخابات الكنيست سينتهي تاريخهم أيضا... وأنا سأخدمكم في الخمس سنوات القادمة وسنعدّ الشباب من اجل القيادة وتسلم الأمانة".
ومع إعلان النتائج فقد جرت الاحتفالات في أوساط الأطراف التي أيدت سلام، ومنها الحركة الإسلامية بجناحيها الشمالي والجنوبي داخل إسرائيل، وكتلة التجمع الوطني الديمقراطي.
بدورها قالت "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة " بعد إعلان النتائج على صفحتها الالكترونية على شبكة الإنترنت، "جبهة الناصرة الديمقراطية تتقبّل قرار الناخب النصراوي وتحترمه، وتعبّر عن اعتزازها بالثقة التي منحها آلاف النصراويات والنصراويين بطريق الجبهة وتحالف القوى الوطنية ومرشحها القائد الوطني رامز جرايسي".
وأضافت، "جبهة الناصرة ترى في هذه النتيجة بداية مرحلة جديدة، تستدعي اليقظة الشعبية والمحافظة على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي".
ويبلغ عدد سكان مدينة الناصرة التي تعد أكبر مدينة
عربية في إسرائيل 75 ألفاً ، بينهم 69% من المسلمين، والباقي مسيحيون، وذلك من إجمالي نحو مليون و600 ألف آخر موزعون على مدن وبلدات عربية أخرى، بحسب تقديرات لمركز الإحصاء الإسرائيلي.