زار المشير عبد الفتاح
السيسي، الرجل القوي في مصر، مدينة موسكو في الآونة الأخيرة، قاصداً الرجل القوي في روسيا فلاديمير بوتين. وأوردت التقارير أنّ بوتين قدّم للسيسي أسلحة بقيمة مليارَي دولار علماً بأنّ هذا ما تحتاج إليه بالتحديد الدولة المصريّة، حيث تطال الأمية نصف النساء. وقد لفتني الشبه بين هذا الاجتماع، وبين اجتماع عبد الناصر بخروتشوف في ستينيات القرن العشرين حيث تلاقى رجلان قويّان وعمد كلّ منهما إلى رفع معنويات الآخر، في عصر من الرجال الأقوياء وذوي الصلاحيّات الخارقة. ولكنّني أرى أنّه كان حريّاً بالسيسي وبوتين ألاّ يتفاوضا في صفقة سلاح، بل أن يجتمعا لمشاهدة أحد الأفلام.
وهنا، أتحدّث تحديداً عن ضرورة أن يأتي السيسي بنسخة عن فيلم «
الميدان» أول فيلم مصري يُرشَّح لجائزة أوسكار. وهو صدر في سياق السنة الجارية، ويملك السيسي نسخة عنه، أو بالأحرى، يمتلك مكتب رقابة الأفلام التابع له نسخة عنه، إن أردنا توخّي المزيد من الدقة. والملفت أنّ السلطات المصرية تدرس منذ شهور ما إذا كان عليها أن تسمح ببث الفيلم المذكور في مصر - وهو وثائقي ملهم ومؤثّر، يتتبع سيرة ستّة ناشطين منذ أوّل أيام ثورة ميدان التحرير في العام 2011، وحتّى تاريخ إطاحة السيسي بالإخوان المسلمين في العام 2013.
وبانتظار بثّ الوثائقي، تنتشر بكثافة في أرجاء مصر نسخ مقرصنة عنه، يتمّ تحميلها على شبكة الإنترنت، علماً بأنّه متوفّر أيضاً على موقع «نيتفلكس». وبالتالي، شاهده مصريون كثيرون في منازلهم وفي المقاهي، وشكّل محور نقاش عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما دُبلج مؤخراً إلى الأوكرانية وتم تحميله (نحو 300 ألف مرة) في أوساط المحتجين، وعُرض في الميدان، أي الساحة العامة لمدينة كييف. إلى ذلك، تنتشر نسخة مدبلحة عنه في روسيا، وفقاً لما أوردته مخرجة الفيلم جيهان نجيم، التي عملت أيضاً على إخراج فيلم «غرفة التحكّم».
(الوطن)