قال الباحث الأمريكي ديفيد بارنيت إن النظام
المصري لا يتعاطى مع مشكلة "الجهاديين" بشكل ملائم، ويفضل إلقاء اللوم على الاخوان لتحقيق مكاسب سياسية.
ويقول الباحث في مقال بمجلة "ناشونال انترست" الأمريكية تحت عنوان "هل تستطيع مصر التعامل مع مشكلة جماعة
انصار بيت المقدس؟": "الطريقة الحالية التي يتعامل بها النظام المصري مع خطر الجهاديين غير ملائمة. فالتهديد الجهادي لم يعد مقتصرا على
سيناء، حيث امتد الى ما بعد قناة السويس. والتصريحات الاخيرة للمسئولين المصريين تشير الى ان الجهاديين السيناويين قد استطاعوا تخطي الحواجز الأمنية والوصول الى الدلتا والقاهرة وأماكن اخرى. وهذا يثير تساؤلات جادة حول ما إذا كان النظام المصري يسخر الموارد الكافية لمواجهة هذه المشكلة".
ويشير الباحث الى التفجيرات الاخيرة في مصر والتي تبنتها جماعة أنصار بيت المقدس الجهادية التي تتخذ من سيناء مقرا لها، مؤكدا ان كافة الدلائل تشير الى تورط الجماعة في كافة التفجيرات التي وقعت في مصر مؤخرا وآخرها تفجير مديرية الامن بالقاهرة. ويفسر الكاتب موقفه قائلاً ان جماعة انصار بيت المقدس قد أعلنت مرارا نيتها استهداف مقرات الشرطة والجيش. كما يؤيد هذا الرأي توقيت عرض الجماعة لفيديو تحذر فيه أفراد الامن وتطالبهم بالتوبة وإنقاذ أنفسهم، بحسب ما جاء على لسان عضو جماعة "أنصار المقدس" أسامة المصري في التسجيل. وتم نشر الفيديو قبل تفجيرات القاهرة بساعات.
كما قامت المجموعة بنفس الخطوة عندما أصدرت تحذيرا قبيل تفجيرات الدقهلية حيث وزعت بيانا قبل التفجير بيوم حذرت فيه أفراد جهاز الشرطة من استمرارهم في أداء وظيفتهم، قائلة إنهم يجب ان يلوموا أفسهم اذا حدث لهم أي مكروه.
ويرى الباحث الأمريكي أن النظام المصري يتجاهل مسئولية "انصار بيت المقدس" عن الاحداث، مفضلا القاء اللوم على جماعة الإخوان المسلمين لأنهم الفصيل السياسي الأكثر منافسة له. كما ان النظام يعتمد في ذلك على الدعم الشعبي لسياساته ضد الاخوان، حيث أنه من المنطقي ان تلوم الحكومة الاخوان إذا كانت الجماهير تطالب بإعدامهم أثناء الفعاليات المؤيدة للنظام. كما ان الاخوان يقومون بحملات تهدف الى اسقاط الشرعية عن النظام القائم، وبالتالي يشعر النظام انه في معركة وجودية، ولذلك قام بتصنيف الإخوان كجماعة ارهابية بعد تفجير المنصورة.
ويقول الباحث المتخصص في شئون الجماعات السلفية الجهادية في سيناء؛ إنه على الرغم من اصرار القادة العسكريين في مصر على ربط الاخوان بجماعة انصار بيت المقدس، إلا ان "الأدلة التي تم تقديمها حتى الآن ضعيفة للغاية ولا يمكن إثباتها".
وأضاف: "حتى وإن كانت جماعة انصار بيت المقدس تضم أعضاء سابقين من جماعة
الاخوان المسلمين، فإن ذلك بسبب ان هؤلاء الاشخاص قد تركوا الاخوان لأنها كجماعة لا تمارس العنف الجهادي".