قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنَّنا حملنا على عاتقنا ميراث تاريخ طويل، ونحن كحاملين لهذا الميراث المبارك، سنكون إن شاء الله في خدمة بلدنا وشعبنا ومدننا، حتى النهاية، وذلك بكلمته في الحفل التعريفي برؤساء الإدارة المحلية التابعة لبلدية إسطنبول.
وأضاف أردوغان أن مدينة إسطنبول ليس مجرد مدينة عادية بل تحمل معانٍ فلسفية وحضارية فإسطنبول حسب قوله "لها هويتها، ففيها تعاقبت الحضارات، وهي عاصمة القلوب وأم المدن، ولؤلؤة العالم، فالذي يريد خدمة إسطنبول عليه أن يفهم هذه المدينة، ومن ليس له علم بها ولا بفتحها ولا فاتحها لا يستطيع خدمتها، فإسطنبول أضافت ما أضافته عبر التاريخ للسياسة والفن، فالقرآن الذي نزل في مكة والمدينة وقرئ في القاهرة طبع إسطنبول" مشيرا إلى أنَّ ربيعا بانتظار مدينة إسطنبول في انتخابات 30 آذار/مارس المقبل.
وذكَّر أردوغان الحاضرين بما كانت عليه مدينة إسطنبول زمن حزب الشعب الجمهوري، قبل أن يتمكن من الفوز برئاسة بلديتها عام 1994، مشيراً إلى أن الاستثمارات التي شهدها المدينة كانت بعد ذلك العام، أما قبل ذلك فكانت إسطنبول مدينة تفتقد للبنية التحتية والطرقات إضافة إلى ارتفاع نسبة التلوث فيها، قائلا من أجل ما قدمناه لهذه المدينة جعلنا الشعب أمناء عليها.
وتطرق أردوغان على المشاريع التي قامت بها الحكومة في مدينة إسطنبول كمشروع مرمراي الذي يصل الطرف الأسيوي بالطرف الأوربي من المدينة وينقل حولي 150 ألف شخص يوميا، ومشروع المطار الثالث والجسر الثالث بين طرفي المدينة والذي سيحوي على سكة للقطار أيضا، ولفت إلى أن مشروع القطار السريع الذي يربط إسطنبول بأنقرة شارف على الانتهاء وهو تحت التجريب الآن.
وهاجم أردوغان حزب الشعب الجمهوري ومرشحه لانتخابات بلدية إسطنبول "مصطفى صاري غل" متهما الحزب بترشيح شخص ضالع بعمليات فساد.
داوود أوغلو يؤكد عزم الحكومة المضي قدما في مسيرة نهضة تركيا
وفي الأثناء أكد وزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو، على أهمية إصرار الدول على المضي قدما في طريق تطورها، بالرغم من اللحظات الصعبة التي تمر بها خلال مسيرتها التاريخية.
وأوضح داود أوغلو خلال حضوره ندوة في جمعية الصناعيين و رجال الأعمال الأتراك، بعنوان "دور السياسة الخارجية القوية في فترات إعادة هيكلة المنطقة والعالم"، أن أحداث منتزه "غزي بارك"، وحملة 17 كانون أول/ ديسمبر، لن يبقى لها ذكر بعد عدة سنوات، نظرا للإنجازات العملاقة التي قامت بها الحكومة خلال السنوات العشر الماضية، مؤكداً على عزم الحكومة المضي قدماً في الطريق الذي بدأته، في التمسك بمبادئها، مع امتلاك قابلية التجدد، بحسب الظروف المحيطة، من أجل نهضة تركيا.
واعتبر داود أوغلو أن تلك السنوات العشر، لا مثيل لها في التاريخ التركي الحديث، ووصفها بفترة تخزين القوة، في حين كانت كثير من الدول الأوربية تعاني في الفترة نفسها من هزات عنيفة، مشيراً إلى أنها تلت فترة التسعينات، التي كانت تركيا تعيش فيها حالة تشرذم، وعدم استقرار، و تنامي الإرهاب فيها.
وأوضح داود أوغلو أن التحركات المناوئة للحكومة ومحاولة زجها في أزمات، تأتي قبل انطلاق الانتخابات، في وقت عادت فيه تركيا لتكون لاعباً أساسياً في الاقتصاد والدبلوماسية الدولية، ودولة مركزية في المنطقة، بفضل التأييد والدعم الشعبي لذلك، مؤكداً على أن نجاح الحكومة في الانتخابات القادمة يعني 10 أو 20 سنة أخرى من الاستقرار، مضيفاً أن هناك أناس همهم أن يلحق الضرر بحكومة حزب العدالة والتنمية، مهما كلف ذلك وإن على حساب استقرار و رفاه البلاد.