قال الرئيس
التونسي محمد المنصف
المرزوقي: "إن تونس حققت معجزة، وذلك عبر حفاظها على
الوحدة الوطنية، وعلى تماسك الدولة".
وأضاف أنه "في أصعب الظروف، قبل التونسيون التعايش مع بعضهم البعض، وبقي
الحوار الوطني مفتوحا".
وفي خطاب ألقاه مساء الاثنين، ونقله التلفزيون الرسمي، بمناسبة إحياء الذكرى الثالثة للثورة التونسية، قال المنصف المرزوقي: "إنه لن يسلم السلطة إلا لرئيس منتخب من قبل الشعب التونسي، بطريقة نزيهة وشفافة".
وأشاد المرزوقي بالدور الذي اضطلعت به المنظمات الراعية للحوار الوطني، حيث أشار إلى أهمية موقعها في تقريب وجهات النظر، بين الفرقاء السياسيين في تونس.
والرباعي الراعي للحوار الوطني هو الاتحاد العام التونسي للشغل - اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية - هيئة المحامين - الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.
وأردف المرزوقي "هذا ما سنقوله لعائلات الشهداء والجرحى، لقد حافظنا على وحدة الدولة واللحمة الوطنية والامن والديمقراطية والنمط الحداثي لمجتمعنا"، واصفا ذلك بـ"التاج الذي تحمله تونس على رأسها لا يراه شعبها لكن تراه كل الدول الأخرى التي تمر بمرحلة الانتقال الديمقراطي".
وبحسب المرزوقي فإن "الحرية بكل صعوباتها وانعكاساتها تبقى أفضل ألف مرة من الاستبداد والقمع".
وأضاف رئيس الدولة "حافظنا على الأمن والسلم الوطنيين وشهدت نسبة الجرائم انخفاضا كبيرا خلال هذا العام (2013) مقارنة بالعامين الماضيين".
مشيرا إلى أن "الأمن والجيش الوطنيين، يحكمان السيطرة على كل مناطق الجمهورية التونسية".
ورغم ذلك، أقر المرزوقي أن بلاده وبعد مرور 3 سنوات على اندلاع ثورتها التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين، مازالت بعيدة كل البعد عن ما تصبو له من أهداف اقتصادية واجتماعية"، بحسب تقديره.
وتابع المرزوقي أنه "في الفترة المقبلة ستنطلق عملية المحاسبة وما سيساعد على تطبيقها "قانون العدالة الانتقالية" الذي تم اقراه في أواسط ديسمبر/ كانون الاول الماضي".
وأعرب الرئيس عن "ضرورة محاسبة الفساد والفاسدين من دون تسامح أو تهاون"، مطالبا الحكومة المقبلة بأن "تجعل ذلك من أوكد أولوياتها".
واعتبر المرزوقي أن "قطار تونس على السكة الصحيحة"، مشيرا إلى أن "الفترة المقبلة التي ستنطلق بإعلان الدستور الجديد، وانجاز انتخابات رئاسية، وتشريعية، في أقرب الآجال ستشهد على ذلك".
ويرى المرزوقي أن "تونس اثبتت صلابتها ومتانتها رغم كل المصاعب"، مضيفا أنها ستصل حتما إلى تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها الثورة.
وفي سياق متصل، طالب المرزوقي المناطق البعيدة عن العاصمة بأن تتحلى بالهدوء والصبر، حتى تتمكن من تحقيق أهدافها، مؤكدا ضرورة دعم قيمة العمل.
وعن إنجازات التنمية، اعتبر المرزوقي أن "قطار التنمية يشهد تعثرات"، دون أن يغفل عن تعديد مئات المشاريع التي انجز بعضها وبعضها الاخر بصدد التنفيذ واخر قيد الدرس، على حد قوله.
وفي سياق اخر، أكد المرزوقي فشل المخططات الارهابية التي أريد من خلال تطبيقها زعزعة أمن واستقرار البلاد، قائلا إن "الارهابيين لم ينجحوا في شيء".
وأضاف أن "تونس تعد أرض جهاد لكنه جهاد من نوع اخر فهو جهاد ضد الفقر والتخلف والتعصب، وهو جهاد مسالم بالقانون وبالعمل، أدعوكم الى هذا الجهاد وترك العنف".
وتحتفل تونس الثلاثاء، بالذكرى الثالثة لهروب بن علي، ومن المنتظر أن يشهد الشارع الرئيسي الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس والشوارع المتفرعة منه عدة مسيرات رمزية، وأن تنفذ العديد من الوقفات الرمزية لمختلف الأحزاب إحياء لذكرى 14 يناير/ كانون الثاني 2011، بحسب ما أعلن عنه ناشطون وأحزاب.