متظاهر يرفع شعار رابعة وعليه عبارة "يسقط حكم العسكر" خلال مظاهرات "جمعة إسقاط استفتاء الدم" (الأناضول)
قتل 3 أشخاص خلال الاشتباكات التي شهدتها الجمعة مدينتا الاسكندرية (شمال مصر) والسويس (شمال شرق) بين مؤيدي الرئيس المنتخب محمد مرسي وقوات الأمن، بحسب مصادر أمنية وطبية، في حين أعلنت وزارة الداخلية عن اعتقال 169 محتجاً خلال المظاهرات.
وكان تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب قد دعا للتظاهر الجمعة تحت شعار "جمعة إسقاط استفتاء الدم"، للتعبير عن رفضهم للمشاركة في الاستفتاء على الدستور الذي أعدته لجنة معينة من السلطات المصرية بعد الانقلاب على الرئيس مرسي.
وأحتل هتاف "حي حي .. 25 يناير جي (قادم)" الصدارة خلال المسيرات في القاهرة وعدة محافظات، في إشارة إلى قرب حلول الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير 2011، التي أنهت حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وقالت مصادر حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين" أن التظاهرات التي انطلقت اليوم الجمعة (10/1)، أفضت إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى، بسبب "لجوء قوات العنف في مواجهة المحتجين على الانقلاب العسكري".
وأوضح بيان صدر عن الحزب، إن اثنين من المحتجين توفيا، فيما أصيب 10 آخرين "نتيجة إطلاق الرصاص الحي عليهم من قبل مليشيات (وزير الدفاع المصري الفريق عبدالفتاح) السيسي والشرطة".
وأشعل المتظاهرون النار في عدة سيارات للشرطة في عدة مواجهات بالقاهرة والمحافظات المختلفة، وهربت قوات الشرطة في بعض المواجهات، فيما نجحت في اعتقال قرابة 50 ناشطا من المتظاهرين.
وخرجت المسيرات من المساجد والميادين الكبرى بالمدن والمحافظات، وسط هتافات منددة بالاستفتاء على التعديلات الدستورية التي وصفوها بـ"غير الشرعية"، معلنين تمسكهم بدستور 2012 الذي حاز على أغلبية أصوات المصريين في استفتاء شعبي، العام الماضي، إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.
كما دعا المشاركون في المسيرات إلى مقاطعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.
وشهدت أحياء مدينة نصر (شرقي القاهرة) والمعادي (جنوبي القاهرة) مسيرات لأنصار مرسي، وكذلك الحال في أحياء المهندسين والهرم والجيزة (غربي القاهرة).
وتظاهر كذلك طلاب السكن الجامعي بجامعة الأزهر (شرقي القاهرة)، وسط هتافات منددة بالحكم الصادر بحق 26 من زملائهم الخميس بالحبس لمدة عامين و6 أشهر بتهم "إثارة العنف والشغب داخل المدينة الجامعية"، خلال احتجاجات داعمة لمرسي.
لكن في حلوان (جنوب القاهرة)، قرر تحالف دعم الشرعية بشكل مفاجئ إرجاء مسيراته إلى المساء، على غير العادة خلال الأسابيع الماضية التي كانت تخرج فيها المسيرات عقب صلاة الجمعة.
وقال قيادي بالتحالف، لم يذكر اسمه، إن القرار يهدف إلى "إرباك قوات الأمن التي تكثف تواجدها بشوارع حلوان منذ صباح الجمعة"، مشيرا إلى أن هذا القرار تم اتخاذه منذ أول أمس، لكن لم يتم الإعلان عنه إلا قبيل صلاة الجمعة.
كما شهدت محافظات أخرى مسيرات لأنصار الرئيس مرسي شملت الإسكندرية (شمال)، بني سويف والمنيا (وسط)، السويس والإسماعيلية (شمال شرق)، وأسيوط وقنا (جنوب)، فضلا عن الدقهلية والغربية والشرقية (دلتا النيل).
من جهته، قال مدير مباحث الاسكندرية اللواء ناصر العبد في تصريحات صحفية، إن أحد الأشخاص سقط "خلال الاشتباكات التي شهدتها منطقة أبو سليمان (شرقي المدينة)"، وزعم أن قوات الأمن ألقت القبض على عدد من المحتجين وكان بحوزة أحدهم سلاحا ناريا، يشتبه أنه استخدمه في قتل المتظاهر، حسب قوله.
وقال بيان لمديرية أمن الإسكندرية إن قوات الأمن ألقت القبض على 25 من المشاركين في المسيرات التي خرجت بالمدينة، وإنها ضبطت بحوزتهم أسلحة نارية وخرطوش (طلقات نارية تحتوي على كرات حديدية)، وزجاجات مولوتوف وألعاب نارية وأقنعة واقية من الغاز ومنشورات محرضة ضد الجيش والشرطة"، وفق البيان.
وأشار البيان إلى أن أجهزة الأمن رصدت خروج مسيرات بأنحاء متفرقة بالاسكندرية ووقوع اشتباكات بين المتظاهرين ومعارضين لهم، مما استدعى تدخل الأمن لتفريقها وجاري اتخاذ الإجراءات القانونية تجاههم.
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه مصادر طبية بالسويس إن اثنين من المحتجين المؤيدين لمرسي قتلا جراء إصابتهما بالرصاص الحي، خلال قيام قوات الأمن بتفريق محتجين داعمين لمرسي بحي فيصل ومدينة الصباح، وسط المدينة.
وأضاف المصدر أن جثتي الضحيتين موجودتان بمستشفي "التأمين الصحي" بالسويس، مشيرا إلى أن أحدهما يدعى "محمد عويشة" (سائق - 34 عاما)، والثاني لم يستدل علي بياناتة لأنه لا يحمل أي بيانات شخصية.
وأضاف المصدر الطبي أن 8 من أنصار مرسي "أصيبوا بطلقات نارية وخرطوش (طلقات نارية تحتوي على كرات حديدية)، خلال الاشتباكات نفسها. ولم يتضح على الفور مصدر إطلاق النار.
واليوم هو بداية الأسبوع الـ29 من الاحتجاجات المؤيدة لمرسي، التي بدأت في 28 حزيران/ يونيو الماضي، واليوم الـ197 منذ ذلك التاريخ، والـ192 منذ عزل مرسي في 3 يوليو/ تموز الماضي، والـ 149 على فض اعتصامي مؤيدي مرسي في رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس/ آب الماضي.