أعرب "الحزب الديمقراطي العربي" في الداخل
الفلسطيني،عن رفضه لتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور
ليبرمان الداعية لتطبيق مقترح "
التبادل السكاني" عن طريق إخضاع أراضي المثلث شمال الأراضي المحتلة عام 1948 لسيطرة
السلطة الفلسطينية مقابل ضم الكتل الاستيطانية اليهودية المقامة على أراضي الضفة الغربية إلى حدود الدولة العبرية.
واعتبر الحزب في بيان صحفي تلقّت "قدس برس" نسخة عنه، اليوم الأربعاء (8|1)، أن تصريحات ليبرمان "تعبّر بشكل فعلي عن استمرار النكبة، حيث أنها تدعو لتهجير المزيد من الفلسطينيين، وهو بمفهوم الحركة الصهيونية تصحيح للخطأ الاستراتيجي عام 1948 المتمثل ببقاء 150 ألف فلسطيني داخل حدود الأراضي المحتلة حتى أصبحت أعدادهم اليوم تقارب المليون ونصف مليون فلسطيني".
وأضاف البيان "هذه التصريحات تعدّ تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء، كما أنها تؤكد فقدان تل أبيب لعقلية السلام؛ فبدلاً من مناقشة حق عودة المهجرين واللاجئين عام 1948 تطرح على لسان وزير خارجيتها تهجير أصحاب الوطن الأصليين، وتحاول إن تنفذ تحت شعار السلام ما فشلت تحقيقه خلال الحرب وهو تفريغ فلسطين من الفلسطينيين".
وحذّر "الحزب الديمقراطي العربي" برئاسة عضو "الكنيست" السابق طلب الصانع، من محاولة إسرائيلية لـ "استغلال الانقسام الفلسطيني والواقع العربي والظروف الإقليمية والدولية من أجل تصفية القضية الفلسطينية، بما في ذلك شطب حق العودة وإحلال الاحتلال في القدس، بالإضافة إلى واستغلال يهودية الدولة وتبادل الأراضي كمدخل لتهجير فلسطيني الداخل"، حسب ما جاء في البيان.
كما دعا الحزب إلى عقد اجتماع طارئ للجنة المتابعة العليا التي تشرف على شؤون المواطنين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، لمناقشة تصريحات ليبرمان "الخطيرة التي تعكس عقليه عنصرية تتنافى مع المواطنة ومعادية للجماهير العربية في الداخل"، وفق وصفه.
وفي وقتٍ سابق أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عن "سخريته" إزاء إعلان المواطنين العرب في المثلث ووادي عارة شمال إسرائيل رفضهم اقتراحه بأن يتم نقل مناطقهم إلى السيطرة الفلسطينية في إطار التسوية النهائية مع الفلسطينيين، وقال"فجأة أصبح العرب في وادي عارة من المحبين لصهيون".
وأضاف ليبرمان عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، الأربعاء، "في المقابلات التلفزيونية مع سكان أم الفحم (مدينة عربية كبيرة في المثلث) شاهدنا أولئك الذين كانوا يحيون ذكرى النكبة (ذكرى احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية عام 1948) ، ويلوحون بصور نصر الله (الأمين العام لحزب الله اللبناني) وأعلام حماس، وحزب الله، ونفس الأشخاص يثورون ضد الفكرة التي بموجبها سيصبحون مواطنين في الدولة الفلسطينية كجزء من اتفاق السلام".
وسخر بالقول: "تصرفاتهم توحي كأنهم أضحوا يعتبرون مؤسس الصهيونية السياسية المعاصرة تيودور هرتزل بطلهم الوطني، ويعتبرون النشيد الوطني الإسرائيلي (هاتيكفاه) نغماً مفضلاً لهم للغاية ".
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، قال في كلمة له أمام المؤتمر السنوي لسفراء إسرائيل، الأحد الماضي، إنه "لن يوافق على أي اتفاق فلسطيني-إسرائيلي يتضمن حق العودة ولو لشخص واحد، لأننا إذا سمحنا بحق العودة فإن الضغوط ستتصاعد علينا حول هذا الموضوع "، مشدداً على أنه "لن يدعم أي اتفاق لا يتضمن تبادل الأراضي والسكان".
وقال "عندما أتحدث عن تبادل الأراضي والسكان فأنا أقصد المثلث ووادي عارة" في إشارة إلى التجمع السكاني العربي الكبير في شمال إسرائيل.
وأضاف "هذا ليس ترحيلاً ، لن يتم إبعاد أو معاقبة أحد ، ولكن الحدود ستحرك إلى الجانب الآخر من شارع 6 " في إشارة إلى شارع في غور الأردن شرقي الضفة الغربية.
ورفض نواب عرب في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، مقترح ليبرمان، وقال جمال زحالقة، العضو العربي بالكنسيت، في تعليق له على صفحته على (الفيسبوك) إن "اقتراحات ليبرمان حول تبادل السكان، التي تناقلتها وسائل الإعلام ليست جديدة وهي وقحة ومرفوضة جملة وتفصيلاً".
وأضاف "نحن جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ومن قضيته العادلة، ومصيرنا مرتبط بمصير شعبنا، ونحن نريد على المدى البعيد أن يعيش الشعب الفلسطيني كله في كيان سياسي واحد وينتهي تشتته وتنتهي تجزئته، وإذ نعارض مشروع ليبرمان فلأنه يتناقض والمصلحة الوطنية الفلسطينية ومع المشروع الوطني الفلسطيني على المدى القريب والاستراتيجي".
بدوره فقد طمأن وزير إسرائيلي بارز، المواطنين العرب في إسرائيل بأنه لن يجري المس بحقوقهم في إطار اتفاق نهائي مع الفلسطينيين رغم تصريحات ليبرمان الذي طلب تحويل مناطق المثلث ووادي عارة إلى الدولة الفلسطينية.
وقال وزير الداخلية الإسرائيلي غدعون ساعر ، إن "المواطن الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية ليس للمقايضة أو للمساومة بأي شكل من الأشكال، ولا يمكن السماح بإجلائه عن منزله في إطار أي تسوية سياسية".
وأضاف خلال زيارة إلى مدينة سخنين (شمال إسرائيل) نقلتها الإذاعة الإسرائيلية الثلاثاء، أن "مواطني الدولة العرب هم متساوون في الحقوق، وعليه لا يجوز المساس بمواطنتهم، ولو كان ذلك في إطار اتفاق سلام".
وتابع أنه "من الممكن مناقشة مسألة الحقوق والواجبات المتعلقة بمواطني الدولة العرب، ولكنه لا يجوز البتة أن يتم سحب الجنسية منهم وينبغي عدم طرح هذه المسالة على جدول الأعمال".
يذكر أن المثلث ووادي عارة يضمان نحو 300 ألف عربي فلسطيني جميعهم يحملون الجنسيات الإسرائيلية، باعتبار أن المنطقة تقع ضمن إسرائيل أو ما يطلق عليه الفلسطينيون أراضي عام 1948.
والمثلث يتكون من قسمين، المثلث الشمالي ويضم مدن وقرى منها: أم الفحم، وعارة، وعرعرة، وكفر قرع، والمثلث الجنوبي ويضم مدن وقرى من بينها باقة الغربية، والطيبة، والطيرة، وقلنسوة، وجلجولية.