قالت صحيفة "التايمز"البريطانية إن وعود رئيس الوزراء العراقي نوري
المالكي بإنهاء الإنقسام السياسي أدت به إلى وضع البلاد مرة أخرى على حافة الحرب
الطائفية.
وأشارت إلى أن الأدلة حول طائفية المالكي قوية
لدرجة انتقده عليها الشيعة قبل السنّة، مؤكدة أن مظلومية السنّة حقيقية.
وتقول إن الأمريكيين وجدوا قبل 10 أعوام صعوبة في مواجهة المقاتلين السنّة
داخل الفلوجة، فما بالك بجيش المالكي الضعيف؟ وقالت إن المالكي يحصد ما زرعه، فهو
"طائفي حتى النخاغ وأن بدا بجلد وطني".
وفي افتتاحية بعنوان "العودة إلى شفير الهاوية" قالت إن "إخراج
العراق من الدكتاتورية والحرب الأهلية لم يكن أمرا سهلا، ولكن إعادته إلى دوامة
الحرب الأهلية ظل السيناريو الأسوأ، وهذا هو السيناريو الذي يواجهه نوري المالكي
اليوم".
وتقول: "على نوري المالكي أن يقرر في غضون أيام إن لم يكن ساعات، فيما
إذا كان سيسمح لمقاتلي القاعدة ومشايخ القبائل الذين خاب أملهم فيه، بتعزيز سيطرتهم
على المدينة الطوطمية- الفلوجة- أو استعادتها بالقوة".
وقالت الصحيفة إن نوري المالكي وصل إلى هذه الهاوية أو أوصلته إليها الدولة
الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وهي التنظيم التابع للقاعدة المعروف
بشراسته ووحشيته، وتحمل كما تقول الصحيفة "فانتازيا دولة الشريعة التي تمتد
من بغداد إلى شواطيء البحر المتوسط".
وترى الصحيفة أن المالكي فشل كقائد عندما سمح للقاعدة بالإستفادة من الإنقسام
الطائفي العراقي.
وقالت إنه مع بدء القوات الأجنبية بالانسحاب من العراق في نهاية عام 2009، فإن كل
ما كانت تحتاجه البلاد هو "قائد صاحب رؤية"، و"عراب سلطة،
ورجل تصالح". وبدلا من ذلك حصل العراق على رجل "يحمل جلد الرجل الوطني
وفي داخله شيعي متحزب ومتشدد، ولهذا فهو يحصد ما زرع".
وترى الصحيفة أن المواجهة في الفلوجة كانت متوقعة، فالتحالف غير المريح بين
مقاتلي (داعش) ومقاتلي القبائل السنيّة المحلية الذين سيطروا على المدينة في نهاية
الإسبوع الماضي بعد عام، يعتبر الأسوأ في تاريخ الحرب الطائفية منذ عام 2008، حيث
سقط في العام الماضي حوالي 8 آلاف شخص، وأكثر من 1000 عنصر أمني وعسكري قتلوا
نتيجة للتفجيرات الإنتحارية أو عمليات مخطط لها للانتقام من القوات الأمنية.
وتشير الصحيفة إلى أن القاعدة استفادت من دروس الماضيـ وتقوم بتكرارها حيث استغلت
مظالم السنّة من الحكومة التي يتسيّدها الشيعة، كما استفادت من الحدود المفتوحة
بين العراق وسورية وأمنت السلاح والمقاتلين.
وتقول الصحيفة إن الأمريكيين استطاعوا السيطرة على مد القاعدة أثناء فترة الاحتلال،
ولكن بمساعدة جماعات الصحوة من القبائل التي عبرت عن ضيقها من ممارسات القاعدة في
مناطقها. واستطاعت الولايات المتحدة شراء هذه الجماعات بالمال، وقدمت الصحوات
بالمقابل الجنود والخبرة الأمنية والمعرفة بطبيعة القبائل في مناطقها، وهو ما دعا
المسؤولين الأمريكيين إلى الزعم قبل انسحابهم من العراق أن القاعدة قد انتهت. وترك
الأمريكيون جماعات الصحوة في مواجهة مصير من التهميش والملاحقة من الحكومة التي
تسيّدها الشيعة. وتقول الصحيفة إنه تم تجريد هذه الجماعات من أسلحتها ونسيت دروس
مفيدة في حرب المدن.
وتتحدث الصحيفة عن سياسات المالكي الطائفية حيث تقول إنه "أعطى
الوزارات القوية والمؤثرة للشيعة، فيما تم اعتقال آلاف السنة من الرجال والنساء بدون
توفر الإجراءات القانونية، وفي حملات وصفتها الحكومة بأنها استمرار لملاحقة
الإرهاب".
وتنقل الصحيفة عن قادة السنّة الكبار، قولهم إن الواقع يؤكد عزم الأجهزة القضائية
والأمنية على الإنتقام من نظام صدام حسين السنّي، وهم محقون في هذا، وبالتأكيد
فالأدلة على طائفية المالكي قوية لدرجة أدت بالشيعة والسنّة إلى انتقاده.
وتقول "قبل عشرة أعوام لم يكن التفوق العسكري الأمريكي قادرا على
موازاة قوة المقاتلين داخل الفلوجة إلا بقدر، ومن هنا فالجيش العراقي يقدم مقارنة
ضعيفة، ويحتاج المالكي لنيل ثقة القادة الكبار من السنّة في الفلوجة، ولكن هؤلاء
لا يثقون به، ورفضت الولايات المتحدة أن تجرَّ مرة ثانية للصراع في العراق، ولو
كان المالكي بحاجة لفهم أهمية التصالح فهذه هي فرصته" على حد تعبير الصحيفة.
علاوي يدعو وزراء "القائمة العراقية" للاستقالة
مقتل 17 عراقياً برصاص قوات الأمن في الرمادي والفلوجة
الهاشمي: المالكي يسعى للرئاسة على حساب "دماء السنة"