حاولت الصحف العربية قراءة التطورات التي جرت خلال العام الفائت كل بطريقتها. ففي السودان سلطت صحيفة الراكوبة المعارضة مثلا الضوء على إقصاء رؤوس كبيرة في السلطة مثل نائب الرئيس علي عثمان طه ومساعده نافع علي نافع، وربطت ذلك بإقصاء رياك مشار في دولة جنوب السودان الحديثة. وفي لبنان حاولت صحيفة السفير المقربة من نظام الرئيس السوري بشار الأسد المقارنة بين "انتصارات" إيران و"هزائم" تركيا خلال العام 2013.
الجربا للروس: عائلة الأسد لن يتعرض لها أحد
في مقابلة أجرتها الحياة اللندنية مع رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض أحمد الجربا قال المسؤول السوري إنه "سيبلغ المسؤولين الروس لدى زيارته موسكو يومي 13 و14 الشهر الجاري، أن نظام الرئيس بشار الأسد "انتهى، ولا يمكن أن تعتمدوا عليه.. دعونا نتفاهم على أن يرحل هذا النظام وتبقى الدولة وأسسها ونتفاهم على حل حقيقي"، وأن مصالح روسيا "ليست مع عائلة الأسد، ولن يتعرض لها أحد".
وبالنسبة لإيران جدد الجربا طلب "الائتلاف" منها مشترطا سحب حزب الله والمتطرفين الشيعة العراقيين والحرس الثوري من بلاده حتي يقبل السوريون حضورها مؤتمر "جنيف2".
وتساءل الجربا: "إذا لم تقدم على ذلك على ماذا نجتمع مع الإيرانيين؟".
ووضع الجربا شرطا ثانيا لقبول حضور مؤتمر "جنيف2" هو أن "تكون الدعوة على أساس "جنيف1" الذي نص على (تشكيل) حكومة كاملة الصلاحيات بما فيها الأمن والجيش والاستخبارات. ومن يريد أن يحضر المؤتمر يجب أن يحضر على هذا الأساس. وهذا موقفنا والموقف الفرنسي وما قاله الرئيس (الفرنسي فرانسوا) هولاند" لدى لقائهما في الرياض الأحد".
وكشف الجربا عن بعض ما ورد بينه وبين وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي اتصل به الأحد ليلاً بعد لقائه هولاند وقال: "تحدث عن مؤتمر "جنيف2". وتحدثت عن البراميل التي يلقيها النظام على الشعب وعن المعوقات التي تحدث، وقلت له: نحن لو ننتظر منكم فقط أن تشجبوا وتدينوا القصف فالعوض بسلامتكم. قلت له أنتم لستم (منظمة) أطباء بلا حدود، وقلت له إننا ننتظر من الولايات المتحدة أن تتخذ موقفا، فالإدانة فقط لا نتيجة منها، فقد طلبنا ممرات آمنة ولم نحصل على ذلك منكم ولم تستطيعوا، وطلبنا إطلاق سراح المعتقلين وخاصة النساء والاطفال، وهذا لم نحصل عليه منكم. الآن القتل والتدمير دائم ويومي في بلدنا والذبح على المكشوف، فاسمحوا لي ما هي المناخات الجيدة لإنجاح جنيف، هذا ما قلته له".
وأضاف أن كيري قال إنه "سيجتمع بوزراء خارجية الدول دائمة العضوية ووزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي وروسيا وسنتخذ موقفاً، وعلى النظام أن يتوقف عن القصف".
أكلة المقلوبة رمز قوة جماعة فتح الله غولين
تحت عنوان "مقلوبة".. أكلة "الجماعة" المفضلة كتب سمير صالحة في صحيفة الشرق الأوسط عن دور أكلة المقلوبة في كثير اجتماعات وقرارات جماعة فتح الله غولين السياسية.
ووليمة المقلوبة من أشهر أطباق منطقة فلسطين والأردن والشام، حيث تضم الدجاج والأرز المبهر والبطاطا أو الباذنجان أو الزهرة أو الفول الأخضر.
يقول صالحة: "ميزتها الأخرى والأهم بالنسبة لنا هنا هو كونها أكلة جامعة موحدة، وربما هذا هو سبب إعجاب فتح الله غولين بها أثناء التعرف إليها في منزل أحد أصدقائه الأردنيين خلال سنوات حظر الجماعة كما يقال، فحولها إلى الأكلة الرسمية والأكثر شعبية في صفوف جماعته".
ويكمل صالحة: "أكلة المقلوبة هي اليوم بالنسبة إلى الجماعة رمز قوتها وتماسكها وقدرتها. هي وسيلة وليست غاية، هدفها جمع طلبة النور حول "قعدة" واحدة يعقبها شرب الشاي ودرس ديني تثقيفي من خلال قراءة بعض النصوص للأب المؤسس سعيد نورسي. أمام وجبة الطعام هذه اتخذت الجماعة أهم قراراتها وأطلقت استراتيجياتها في الانتشار والتمركز".
ويحاول صالحة العودة إلى حادثة "7 شباط/ فبراير، المنصرم التي وترت العلاقة بين أردوغان وجماعة فتح غولين بعد محاولة الاحتكاك الفاشلة برئيس جهاز المخابرات فيدان، والتي كانت مؤشرا على استعداد الجماعة لضربة انتقامية جاءت في الـ17 من الشهر الفائت"، في إشارة إلى قرار توقيف عدد من الوزراء بتهم فساد عن طريق قادة شرطة وقضاة موالين لها.
ويلفت صالحة إلى تقرير وضعه مساعدو أردوغان حول الخسائر التي ستلحق به في حال واجه جماعة فتح الله غولين أواخر شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم، وعندما بدأت أجواء الخلاف بين أردوغان والجماعة تظهر إلى العلن.
وخلص التقرير حينها إلى أن "شعبية جماعة غولين لا تزيد عن واحد في المائة داخل صفوف حزب العدالة والتنمية، وأن ارتدادات القطيعة لن تكون كبيرة".
ويقول صالحة: "لكن حركة غولن ردت على الفور أن سر وقوفها على قدميها ليس عدد الأفراد، بل حجم الانتشار والتمركز والتحكم داخل أهم مؤسسات وأجهزة الدولة الرسمية والإمبراطورية الإعلامية التي تمتلكها، إلى جانب نفوذها التجاري والمالي داخل تركيا وخارجها".
ويضيف صالحة: "خطأ أردوغان أنه استخف بقوة الجماعة وقدراتها وتمركزها في أهم مؤسسات الدولة مثل جهاز الشرطة والجسم القضائي وقطاعات التعليم الرسمي والخاص والصحة والجامعات".
"الورقة التي يحاول رئيس الوزراء التركي أن يلعبها ضد الجماعة هذه المرة هي تحميلها مسؤولية الأزمة المالية ،في تراجع قيمة الليرة وانخفاض البورصة وانسحاب بعض المستثمرين الأجانب من الأسواق التركية التي بلغت قيمتها أكثر من مائة مليار دولار كما يقول إردوغان"، ويتساءل صالحة: فهل ينجح في ذلك؟
وينتهي صالحة إلى القول: "لكن ما يعرفه أردوغان هو أن الجماعة ماضية في لعبة تضييق الخناق حوله ومحاصرته بسيناريوهات سياسية وأمنية كثيرة، بينها ما يردد اليوم حول استعدادها للتعاون مع أقوى خصومه السياسيين في إسطنبول مصطفى صاري غل مرشح حزب "الشعب الجمهوري" اليساري المعارض في الانتخابات المحلية المقبلة، وهو قرار صدر حول جلسة مقلوبة أيضا كما تقول وسائل الإعلام التركية".
وطبق المقلوبة اليوم فقد روح الألفة، وغاب التسامح، وتقدم التنافر على التجاذب، وكثرت سيناريوهات الاستهداف والمؤامرة.