لم يعد "
حزب الله" الطرف
اللبناني الوحيد التي يرسل عناصره للقتال في
سوريا إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد.
فقد ذكرت صحيفة الشرق الأوسط على موقعها الإلكتروني أن "الحزب السوري القومي الاجتماعي" شيع قبل يومين أحد مقاتليه ويدعى محمد علي عواد "أثناء قيامه بواجبه القومي في مواجهة الإرهاب والتطرف" في سوريا، بحسب بيان رسمي صدر عن الحزب المعروف بمواقفه المؤيدة للنظام السوري.
وأوضح بيان الحزب أن "الشهيد البطل عواد هو من سكان بلدة (علمات - جبيل) التابعة لمحافظة جبل لبنان"، مشيرا إلى أنه "انتمى إلى الحزب في عام 2007، وقد اتسمت مسيرته الحزبية بالإقدام والشجاعة والاندفاع"، في حين ذكرت مواقع إخبارية مقربة من المعارضة السورية أن "عواد قتل خلال معارك مع الجيش الحر في حي باب هود بمدينة حمص".
ورغم أن الحزب الذي تتوزع قياداته بين سوريا ولبنان، لا يخفي دعمه للنظام السوري على المستوى السياسي والإعلامي، فإن الإعلان عن تشييع عواد بعد مقتله خلال المعارك الدائرة في سوريا يعتبر إعلانا رسميا من قبل الحزب عن مشاركته بالقتال العسكري إلى جانب القوات النظامية ضد جماعات المعارضة المسلحة.
ويلاقي الحزب القومي في هذا الخطورة حليفه حزب الله الذي سبق له أن أعلن على لسان أمينه العام، حسن نصر الله مشاركته العسكرية بالصراع في سوريا.
وفي حين يستخدم الأخير عبارة "الواجب الجهادي" لتبرير قتال عناصره في سوريا، بدأ القومي باعتماد عبارة "الواجب القومي" في بيان نعيه.
لكن النائب عن كتلة الحزب القومي في مجلس النواب اللبناني، مروان فارس يؤكد لـ"الشرق الأوسط" أن "القوميين في سوريا موجودون تاريخيا قبل حزب الله لدعم النظام هناك.
ويعتبر الحزب القومي الذي يؤمن بإقامة "سوريا الكبرى" الممتدة من سيناء إلى إيران، من أقدم الأحزاب السياسية في سوريا ويمتلك حاليا، نحو 24 متنفذية تنتشر في معظم المدن السورية.
ويقاتل القوميون في سوريا عبر تشكيلات حزبية مسلحة، بحسب ما يؤكد فارس، مشيرا إلى أن "هؤلاء يتعرضون لاعتداءات من قبل الجماعات الإرهابية، مما يدفعهم للرد وحماية أنفسهم".
ويلفت فارس إلى أن "خريطة قتال القوميين في سوريا تمتد من حمص، منطقة القصير إلى منطقة القصر على الحدود اللبنانية حيث يوجد كثافة قومية"، دون أن يستبعد وجودا عسكريا لحزبه في محافظة درعا، جنوبا، ومدن سورية أخرى.
ويعتبر محمد علي عواد، القتيل السادس للحزب القومي الذي يسقط في سوريا، إذ يؤكد فارس "مقتل خمسة قوميين خلال معارك دارت في بلدة صدد، بريف حمص أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكانت القوات النظامية قد تمكنت بمساندة من عناصر "الحزب القومي" من طرد مقاتلي المعارضة السورية من بلدة "صدد" بعد معارك عنيفة، وقام مناصرو القومي بكتابة شعارات تدل على انتصارهم في تلك المعركة على الجدران، فيما نشروا راياتهم في البلدة. كما أقام قوميون آخرون حواجز على مداخل البلدة حيث وزعوا الحلوى احتفالا بما اعتبروه انتصارا.