نفى وزير الاتصال
الجزائري عبد القادر مساهل السبت بالجزائر العاصمة أن يكون وراء تسليم المملكة المتحدة لبطل "فضيحة القرن" عبد المؤمن خليفة للجزائر صفقة مربحة.
وقال مساهل في مؤتمر صحفي، أن "تسلم الجزائر لعبد المؤمن خليفة لا يحمل أي خلفية سياسية بل هو موضوع احترام القوانين".
ورد مساهل على أطراف سياسية وحقوقية في الجزائر، شككت في توقيت تسليم
بريطانيا لعبد المؤمن خليفة للجزائر، على أن الأمر يتعلق باستعمال المتهم كورقة رابحة في الحملة الانتخابية المقبلة لمرشح النظام ، سواء الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز
بوتفليقة أو من سيخلفه ويقوم هو باقتراحه.
وسلمت بريطانيا، بطل فضيحة القرن، عبد المؤمن خليفة، مساء الثلاثاء الماضي،24 ديسمبر/ كانون الثاني، بعد عشر سنوات من المد و الجزر، اثر فرار المتهم، صاحب "إمبراطورية
الخليفة" العام 2003 ويتعلق الأمر بفضيحة احتيال لمصرف كان يمتلكه عبد المؤمن، المتهم باختلاس مليار ونصف المليار يورو .
وكانت وزارة العدل قد أفادت في بيان لها بأن هذا التسليم تم "وفقا للإجراءات القانونية وأحكام الاتفاقية القضائية" بين الجزائر وبريطانيا.
واعتبرت بعض الشخصيات المعارضة في الجزائر أن توقيت تسليم عبد المؤمن خليفة "غير بريء حتى وان كان القضاء البريطاني مستقل".
غير أن عبد القادر مساهل، يرى أن "ترحيل عبد المؤمن خليفة من بريطانيا تم وفق إجراءات قانونية " مشيرا إلى أن الجزائر لديها اتفاقيتين مع العدالة البريطانية". وأثنى على السلطات البريطانية على الطريقة التي تم بها تسليم عبد المؤمن خليفة الذي لجأ إليها منذ 2003 وفق إجراءات قانونية، كما أوضح أن هذه العملية "أعطت مصداقية للعدالة الجزائرية" مؤكدا أن قضية الخلفية "الآن مطروحة أمام العدالة الجزائرية التي ستقوم بعملها بكل استقلالية وشفافية ومهنية".
ولا يتفق مصطفى عطوي، رئيس الجمعية الجزائرية لمكافحة الفساد، في الجزائر، وهي جمعية رفضت وزارة الداخلية، منحها اعتماد بدء النشاط، مع ما ذكره وزير الاتصال وقال لـ"عربي 21 " إن " التسليم جاء قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية، وربما هذه فرصة تستغلها السلطة لأغراض سياسية"، وتابع عطوي" نحن نربط مكافحة الفساد بطبيعة نظام الحكم في الجزائر، وبما أننا في نظام مبني على توزيع الريع، فالفساد هو الإستراتيجية التي يعتمدها لضمان ديمومته في الحكم، فلا إرادة سياسية لمحاربة الظاهرة هنا، قضية استقدام الخليفة تشكل في زاوية ما محاولة تبييض لصورة النظام في الخارج ، لما انه لا يعير اهتمام للداخل".
وردا عن سؤال حول ما إذا كان تسليم عبد المؤمن خليفة، ينم عن إرادة حقيقية للسلطة في مكافحة الفساد رد عطوي "أنا لا أؤمن بان السلطة الحالية تعمل فعليا على مكافحة الفساد، أتساءل بالنسبة لمذكرة التوقيف الدولية التي صدرت بحق وزير الطاقة والمناجم السابق شكيب خليل، وكيف لقانونيين أن يرتكبوا خطأ في حيثياتها؟، أنا اعتبر هذا ضحكا على الجزائريين".
وأشار وزير الاتصال في نفس السياق إلى أنه "لما تكون مسألة أو مشكلة ما أمام العدالة فعلى الحكومة التزام الصمت احتراما لمجرى العدالة".
من جهته ، يعتبر الناطق الرسمي للجمعية الجزائرية لمحاربة الفساد، جيلالي حجاج أن " السلطة تسلمت هدية مسمومة من بريطانيا"، وتابع في تصريح لـ"عربي 21" أن " الملف يمكن أن يدخل ضمن صراع أو تنافس سلبي بالنسبة للانتخابات الرئاسية، ويمكن لكل طرف أن يستعمل هذا الملف لإضعاف طرف أخر، ونحن نطالب بإخراج الملف من تصفية حسابات محتملة، على أن تطرح القضية في العدالة بعد الانتخابات".