لليوم السادس على التوالي، تعيش بلدة "بيت اكسا" الواقعة بين مدينتي القدس ورام الله في عزلة عن العالم الخارجي؛ جراء انقطاع شبكات الكهرباء والهواتف نتيجة تراكم الثلوج، بحسب سكان في البلدة.
وقال بهاء غيث - الناشط في لجان المقاومة الشعبية وأحد سكان البلدة- لوكالة الأناضول إن "الطرقات الواصلة بين البلدة ورام الله مغلقة بشكل كامل؛ نتيجة الثلوج المتراكمة"، لافتا إلى وجود نقص في المواد الغذائية والأدوية.
وأضاف غيث "انقطاع للتيار الكهربائي أشبه ما يكون بقطاع غزة المحاصر والغارق في السيول، غمرتنا الثلوج وحاصرتنا"، مناشدا الجهات المختصة التدخل لإنقاذ السكان.
وبحسب الناشط الفلسطيني "فقد أصيبت فتاة في السادسة من عمرها بحروق نتيجة سكب المياه الساخنة عليها لتدفئتها، واضطر السكان لنقلها إلى رام الله مشيا على الأقدام وبمساعدة الخيول".
وعن ليل البلدة التي يقطنها نحو ألفي نسمة يقول "بعد موعد صلاة العشاء يخيم السكون، وتغرق المنازل في سواد الليل كأنها غير موجودة".
وقال غيث إنه "بعد انقطاع التيار الكهربائي أوشكت أنابيب الغاز على النفاد، وباتت نار الحطب وسيلة التدفئة الوحيدة، ووصل منسوب ارتفاع الثلوج في البلدة إلى ما يزيد على 60 سم".
وتعمل جرافة واحدة تتبع للمجلس البلدي على فتح طرقات البلدة، للتواصل مع العالم الخارجي.
وإلى جوار بيت اكسا تقع مستوطنة ريموت الإسرائيلية التي لم تنقطع عنها الكهرباء سوى بضع ساعات، وفقا لغيث.
وقال محمد موسى وهو أحد سكان البلدة وصاحب مزرعة تربية دواجن، " نفقت كافة الدواجن نتيجة البرد القارس، وانهارت البركسات (كرفانات) المصنوعة من الصفيح والحديد، وتدمرت مزارع عديدة خلال العاصفة"، مضيفا "نعيش في منطقة منكوبة".
وبحسب زياد جويلس مدير شركة كهرباء القدس في رام الله فإن طواقم الشركة تمكنت من إعادة التيار الكهربائي لما يزيد عن 80% من المناطق التي انقطعت عنها خلال المنخفض الجوي، مشيرا إلى أن قرى شمال غرب القدس سيتم إعادة التيار الكهربائي لها خلال ساعات اليوم الثلاثاء قدر المستطاع.
ولفت في تصريحات للأناضول إلى أن عددا من البلدات الفلسطينية تعاني من انقطاع التيار الكهربائي وجاري العمل فيها لإعادة التيار الكهربائي لها، في أقصى حد خلال اليومين القادمين.
وشهدت البنية التحتية في
الضفة الغربية أضرارا كبيرة نتيجة المنخفض الجوي، ولم يصدر بعد أي حصر للأضرار من قبل الجهات الرسمية بسبب صعوبة التنقل.
وغطت الثلوج مدن الخليل وبيت لحم ورام الله وسلفيت ونابلس، بينما وقعت السيول في محافظات أريحا والأغوار وطولكرم وقلقيلية وجنين بالضفة الغربية، نتيجة غزارة الأمطار.
وانتظم أمس الاثنين الدوام في مؤسسات السلطة الفلسطينية بعدما تعطل منذ الثلاثاء الماضي، فيما أعلنت الحكومة الفلسطينية تعطيل الدوام في مدراس الخليل وبيت لحم والقدس ورام الله وسلفيت ونابلس جراء تراكم الثلوج في الطرقات.
وتسود حالة من السخط في أوساط الموظفين في السلطة الفلسطينية بعد قرارها بانتظام العمل؛ لما واجهوه من صعوبة خلال الوصول العمل، حيث تحولت شوارع الضفة الغربية إلى لوحات جليدية مما تسبب في إعاقة الحركة.
وشهد الطريق الواصل بين مدينتي رام الله ونابلس في الضفة الغربية تزحلق عدد من المركبات؛ بسبب التجمد على الشوارع وعدم القدرة على السيطرة؛ مما تسبب في إعاقة حركة المرور، دون إن يبلغ عن وقوع إصابات.
وعقدت الحكومة الفلسطينية أمس اجتماعا طارئا لها في رام الله لبحث أثار المنخفض والاستماع إلى تقارير الجهات المختصة، وحضر الاجتماع مدير عام الدفاع المدني الفلسطيني.
وتوقعت دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية استمرار حالة التجمد والصقيع في الضفة الغربية حتى يوم الجمعة القادم.
وتعرضت فلسطين وبلاد الشام إلى منخفض قطبي روسي أطلق عليه "أليكسا" هو الأكثر قسوة منذ عشرات السنين.