لليوم الخامس على التوالي غطت
الثلوج، الأحد، أرجاء واسعة من محافظات
الضفة الغربية، وشلت حركة المرور بينها، وعلقت الدوام المدرسي والعمل الحكومي في مؤسسات السلطة
الفلسطينية، بالرغم من انحسارها جزئيا منذ مساء السبت.
وتعاملت طواقم الدفاع المدني مع 5211 حالة تقديم مساعدة أسفرت عن وفاة مواطن نتيجة السقوط على الجليد في مدينة الخليل، وإصابة 69 شخصا بجروح طفيفة نتيجة السقوط على الجليد والانهيارات، وإنقاذ 7119 شخصا عالقا منذ دخول المنخفض الثلاثاء الماضي وحتى صباح اليوم الأحد، حسب بيان لهيئة الدفاع المدني وصل وكالة الأناضول.
وكانت الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية أعلنت تعطيل الدوام في كافة المؤسسات الحكومية والمدارس، الأحد، "حرصا على سلامة المواطنين"، بسبب استمرار المنخفض الجوي القطبي وتراكم الثلوج، بحسب بيان صادر عن الحكومة السبت.
وأضافت الحكومة في بيانها أن قرار التعطيل "لا يشمل وحدات الطوارئ في المستشفيات والدفاع المدني".
يشار إلى أن الحكومة الفلسطينية قررت تعليق العمل في كافة مؤسساتها، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، بسبب سوء الأحوال الجوية.
ومنذ صباح الأحد، بدأت طواقم الدفاع المدني الفلسطيني بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والبلديات بفتح الطرقات داخل المدن، بحسب مدير العلاقات العامة والإعلام في الدفاع المدني لؤي بني عودة.
وقال بني عودة لوكالة الأناضول إن "الطواقم تبذل أقصى ما لديها لفتح الطرقات وتسيير المركبات ولتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من المنخفض القطبي وتسهيل حركة المركبات الضرورية لنقل الحالات الإنسانية"، مناشدا المواطنين عدم الخروج من منازلهم إلا للضرورة القصوى خشية السقوط على الجليد المتكون في الشوارع.
ووصف بني عودة الأجواء والطرقات في الضفة الغربية بـ"السيئة للغاية".
وقال بني عودة "تجمد سفوح وجبال الضفة الغربية، يزيد معاناة التعامل مع المنخفض".
وقالت شركة كهرباء القدس والتي توفر الكهرباء لمدن رام الله، والبيرة، وبيت لحم، وضواحي القدس، في بيان، إنها تعمل على إصلاح الأعطال العامة التي تسبب بها المنخفض الجوي مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة خلال اليومين الماضيين.
وشهدت البنية التحتية في الضفة الغربية أضرارا كبيرة نتيجة المنخفض، ولم يصدر بعد أي حصر للأضرار من قبل الجهات الرسمية بسبب صعوبة التنقل.
محافظة الخليل شهدت أعلى منسوب تراكم للثلوج في الضفة الغربية حيث وصل سمكه إلى 70 سم، حسب الأرصاد الجوية.
وغطت الثلوج مدن الخليل وبيت لحم ورام الله وسلفيت ونابلس، بينما تشكلت السيول في محافظات أريحا والأغوار وطولكرم وقلقيلية وجنين بالضفة الغربية، نتيجة غزارة الأمطار.
وفي حديثة للأناضول، وصف الكاتب الصحفي الفلسطيني، جميل ضبابات مدينة نابلس التي تشتهر باسم "جبل النار" بأنها مدينة الجليد، مطلقا عليها اسم "جبل ثلج"، يقول ضبابات "ولو ليومين".
أما المصور الصحفي علاء بدارنة فقال إن "جبال الضفة النسخة الثانية من جبال الألب"، مضيفا "بعض الصور لا يمكن أن تقلد، هي ماركة مسجلة" في إشارة إلى صور التقطها لأول مرة في العاصفة الثلجية.
وعن التنقل بين نابلس ورام الله، قال إبراهيم طه "سائق مركبة نقل" إن "السفر بين المدينتين يحتاج إلى حذر شديد نتيجة الجليد والانهيارات الثلجية بجانب الطرقات"، وتشهد شوارع رام الله صعوبة كبيرة في التنقل، كما لفت طه.
وفي شوارع رام الله مركز القيادة الفلسطينية انتشر سكان في شوارعها يلهون بالثلج ويصنعون منه التماثيل.
وقالت دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية على موقعها الالكتروني إن الطقس في فلسطين سيكون حتى يوم الثلاثاء غائما جزئيًا وباردًا، مع ارتفاع طفيف بدرجات الحرارة تدريجيا.
وحذرت الدائرة المواطنين من خطر تشكل السيول والفيضانات في الأودية والمناطق المنخفضة، ومن خطر التزحلق على الطرقات بسبب تشكل الجليد والصقيع، وتدني مدى الرؤيا الأفقية.
فيما تبدو الصورة أكثر قسوة في سفوح سلفيت ونابلس والخليل ورام الله البعيدة عن مراكز المدن، حيث حاصرت الثلوج خيما وبركسات لسكان يعيشون على تربية الحيوانات، وقطعت عنهم الطرقات بدون تدفئة، وتعذر الوصول إليهم بسبب الانهيارات في الطرقات غير المؤهلة وتراكم الثلوج، بحسب السلطات الفلسطينية.