يبدأ غداً الأربعاء، وزيرا الدفاع والخارجية الروسيين، ألكسندر لوكاشيفيتش، وسيرجي لافروف، زيارة للعاصمة
المصرية القاهرة، لعقد مباحثات مع مسؤولين مصريين، من بينها لقاء رباعي يجمعهما، ونظيريهما المصريين عبد الفتاح السيسي، ونبيل فهمي، يتناول كافة قضايا التعاون الثنائى والإقليمي، حسبما صرح المتحدث باسم الخارجية المصرية لوكالة الأناضول.
وقال بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية في تصريحات خاصة عبر الهاتف إن "الزيارة التي تستغرق يومين من المقرر أن يلتقي خلالها صباح الخميس وزير الخارجية المصري بنظيره الروسي ، لمناقشة قضايا التعاون الثنائي على المستوى الاقتصادي والسياسي والتجاري، وأيضاً قضايا التعاون الإقليمي وفي مقدمتها الملف السوري، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وأخرى دولية منها إصلاح منظومة الأمم المتحدة وتوسيع (عضوية) مجلس الأمن".
وذكر عبد العاطي أن تأجيل المؤتمر أكثر من ذلك غير مقبول بالنسبة لمصر، وأنه يجب على المجتمع الدولي أن يلتزم بمسؤولياته تجاه عقد هذا المؤتمر.
ومن المقرر أن يلتقي أيضاً "وزير الدفاع المصري مع نظيره الروسي لإجراء مباحثات ثنائية تتناول الملفات العسكرية والأمنية المختلفة، كما سيكون أيضا هناك لقاء أخر يجمع الوزراء الأربعة بالرئيس المصري عدلي منصور"، يليه لقاء أخير رباعي بين السيسي وفهمي ولوكاشيفيتش ولافروف، لبحث جميع ما تمت مناقشته خلال الزيارة، وفق المتحدث باسم الخارجية المصرية.
وحول هذا اللقاء الرباعي، قالت الخارجية المصرية في بيان لها، اليوم، إن الاجتماع "سيبحث قضايا ثنائية لتنمية العلاقات بين البلدين اقتصاديا وسياسيا وأمنيا وعسكريا، بالإضافة إلى عدد من الملفات بالمنطقة منها عملية السلام في الشرق الأوسط والأزمة السورية والحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط والأمن الإقليمي".
في السياق ذاته، وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت الزيارة الروسية تشمل التعاون على المستوى العسكري مع القاهرة، قال عبد العاطي لوكالة الأناضول: "علاقتنا العسكرية مع روسيا لم تتوقف على الإطلاق، وستشهد الفترة القادمة تعزيز للتعاون في كافة المجالات بما في ذلك التعاون الأمني والعسكري".
ولم يحدد عبد العاطي طبيعة هذا التعاون العسكري مكتفيا بالقول بأن "زيارة وزير الدفاع الروسي تحمل رسالة سياسية بشأن إرادة الجانب الروسي والمصري لدفع العلاقات قدما، وذلك ليس بغرض استبدال طرف بآخر، ولكن لتوسيع البدائل وتعميق التعاون بما يليق بمكانة روسيا وحجم مصر".
وكانت وسائل إعلام روسية وأمريكية قد تحدثت، مؤخرا، عن أن الزيارة المنتظرة ستشهد مباحثات حول "أكبر" صفقة لتصدير أسلحة روسية إلى مصر بقيمة 4 مليارات دولار، وذلك منذ إنهاء الرئيس الراحل أنور السادات التعاقدات مع شركات الأسلحة الروسية والاتجاه غربا نحو الشركات الأمريكية في العام 1977.
وتشمل هذه الصفقة : طائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي تضمن صواريخ مضادة للطائرات من طراز "تور"، بحسب صحيفة "فري بيكون" الأمريكية نقلا عن مسؤولين أمريكيين.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم إن الصفقة تشمل أيضا تحديث منظومة الدبابات التي يمتلكها الجيش المصري، وتعود إلى الحقبة السوفيتية.
ونفت الخارجية المصرية على لسان متحدثها أمس، ما تردد من تقارير صحفية حول موافقة مصر على إنشاء قاعدة عسكرية روسية في الأراضي المصرية.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استعداد بلاده التحضير لمناورة مشتركة مع الجيش المصري، ردا على إلغاء الولايات المتحدة مناورات "النجم الساطع"، التي كانت تجريها سنويا مع الجيش المصري، وألغتها بعد فض قوات الأمن المصرية اعتصامي مؤيدي مرسي في ميداني رابعة العدوية ، ونهضة مصر؛ بالقاهرة، مما أسقط قتلى جرحى.
وبدت القاهرة من جانبها حريصة على التقارب مع روسيا، مؤخرا، بحسب محللين، رأوا في ذلك رسائل تبعث بها القاهرة إلى واشنطن، حيث تأتي هذه الزيارة بعد أقل من شهر على قرار أمريكي بتجميد حزمة مساعدات عسكرية كان يفترض تقديمها لمصر، ضمن مساعدات عسكرية سنوية تقدر بنحو 1.3 مليار دولار، وذلك بعد أسابيع من الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في 3 يوليو/تموز الماضي.