دعا
إبراهيم صرصور، رئيس حزب الوحدة العربية، العضو العربي بالكنيست (البرلمان الكيان
الإسرائيلي)، الحكومة
الفلسطينية في رام الله إلى عدم تضييع الجهد والوقت في
مفاوضات مع حكومة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبرا أياها "عنصرية بكل مكوناتها ومركباتها".جاء ذلك في معرض رده على تصريحات أدلى بها يائير لبيد، وزير مالية الكيان، رئيس حزب "يش عتيد"، مؤخرا، أمام "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" بالعاصمة الأمريكية، وطالب خلالها بعدم النظر إلى الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أنه "صراع من أجل حقوق الإنسان وتحقيق العدالة والاستقلال" للفلسطينيين، زاعما أن بلاده تواجه الفلسطينيين الذين شبهم بـ"عناصر تنظيم القاعدة".وفي بيان أصدره مساء اليوم السبت وحصلت وكالة الأناضول على نسخة منه، اتهم صرصور، لبيد بـ"العنصرية والوقاحة"، معتبرا تصريحاته "غير مسبوقة في صلفها وعنصريتها وغياب الموضوعية فيها، وسفالة التحامل على الفلسطينيين في عباراتها، وتجاوزها اليمين المتطرف في انحطاطها".وأضاف: "لم أعلق الأمل لا على الوزير لابيد ولا على غيره يوما، فأنا ممن اقتنعوا منذ أمد بعيد بأن الأغلبية الساحقة من يهود إسرائيل ويهود العالم معادون للسامية، معادون للسلام الحقيقي، مولعون بالفاشية والعنصرية، مشبعون بالنزعات العدوانية".وخلص إلى أن "على حكومة (حركة التحرير الوطني الفلسطيني) فتح في رام الله أن تقرأ الخريطة جيدا، وألا تضيع الوقت والجهد في التنسيق والتفاوض مع حكومة عنصرية بكل مكوناتها ومركباتها"وأضاف: "على الرئيس (الفلسطيني محمود عباس) وحكومته، وعلى منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (الهيئة التمثيلية التشريعية العليا للشعب الفلسطيني بأسره داخل فلسطين وخارجها)، أن تتخذ القرار الشجاع على ضوء انكشاف الصورة، وألا تتردد في وضع كيان إسرائيل أمام مسؤولياتها عمليا، وأن تتوقف عن كل أشكال التفاوض حتى يعلن الكيان الإسرائيلي موافقتها على استحقاقات السلام المرتكزة على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".وفي تصريحاته أمام "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" بالعاصمة الأمريكية، قال لبيد: "سأحاول في محاضرتي هذه تبديد الأوهام القائمة في أوروبا وفي الولايات المتحدة التي تتعامل مع صراع الفلسطينيين مع إسرائيل على أنه صراع من أجل حقوق الإنسان، أو العدالة".ورأى أن "التشبيه الأقرب يكمن حقيقة في أن الفلسطينيين أشبه بالقاعدة ونحن أشبه بالولايات المتحدة، فكون أن الولايات المتحدة هي الأقوى بكثير من القاعدة، لا يجعل القاعدة على صواب والولايات المتحدة على خطأ" ولذلك، بحسب لبيد "نعم نحن الأقوى، ولكننا نحن على حق، وهم (الفلسطينيون) على خطأ".ومضى قائلا إن "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس صراعا على الحدود والمستوطنات والدولة، بل هو صراع أخلاقي يفترض أن يتخلى فيه الفلسطينيون عن كراهيتهم لكيان إسرائيل ووقف التحريض ضدها، والبدء بحوار- ربما بإشراف أطباء نفسانيين- لتجاوز هذه الكراهية، وأن ذلك يحتاج لوقت طويل جداً"، على حد قوله.