تبحث شركتا صناعة السيارات اليابانيتان العملاقتان
هوندا ونيسان اندماجا محتملا في مسعى لإعادة هيكلة قطاع إنتاج السيارات في
اليابان مع المنافسة الكبيرة، لا سيما في إنتاج
السيارات الكهربائية لا سيما لدى شركة تسلا الأمريكية والشركات الصينية.
ما اللافت في الأمر؟
يعني اندماج هوندا ونيسان – إذا حدث - تأسيس
شركة بقيمة 54 مليار دولار وإنتاج سنوي يصل إلى 7.4 مليون مركبة، ما سيجعلها
ثالث أكبر مجموعة سيارات في العالم من حيث مبيعات المركبات بعد شركتي تويوتا
وفولكسفاغن.
مؤخرا
اتفقت هوندا ونيسان في آذار/ مارس الماضي، على دراسة جدوى شراكة استراتيجية في إنتاج السيارات الكهربائية وتطوير
برمجيات لتقليل التكاليف وتعزيز التنافسية، مع انضمام ميتسوبيشي إلى المحادثات في آب/ أغسطس الفائت.
ماذا
قالوا؟
◼ قال
متحدث باسم شركة هوندا إن الاتفاق لم يتقرر بعد وإن الشركتين تناقشان احتمالات
التعاون في المستقبل في مجموعة واسعة من الميادين والمجالات المختلفة.
◼ قال الزميل التنفيذي في معهد إيتوشو
للأبحاث سانشيرو فوكاو، إن الصفقة أقرب إلى إنقاذ شركة
نيسان، لكن شركة هوندا ليست في حال
أفضل بسبب وضع سياراتها الكهربائية.
◼ قال أستاذ الأعمال والاستدامة في مركز أبحاث صناعة السيارات بكلية كارديف
للأعمال بيتر ويلز لـ"CNBC"، إن نيسان كانت تكافح على مدى عام مضى في السوق الداخلي والعالمية، وهناك الكثير من العلامات
حولها في الوقت الحالي.
◼ قال مشغل منصة
التداول اليابانية عبر الإنترنت Monex Group غيسبر كول، إن الاتفاق ربما يكون إعادة ترتيب
كراسٍ على متن التايتانيك، لأن الشركتين لا تملكان أي منتجات أو تقنيات يريدها المستهلكون، والاندماج ربما يكون عملية إنقاذ لطيفة لا تخلق بطلا جديدا.
◼ قال رئيس
الرابطة اليابانية للمديرين التنفيذيين للشركات، تاكيشي نينامي، إن عمليات
الاندماج مزدهرة في اليابان بعد عقود من الركود وإنه يجب أن نرى المزيد من عمليات
الاندماج.
◼ قال سام
فيوراني نائب رئيس شركة AutoForecast Solutions إن نيسان لديها بعض التقنيات التي لا
تمتلكها هوندا وسنوات من الخبرة في البطاريات والسيارات الكهربائية، يمكن أن
تستفيد منها الأخيرة.
◼ قال مدير
المركز الألماني لإدارة السيارات، تيفان براتزل، إن نيسان وهوندا مختلفتان في
المسار لا سيما بخصوص السيارات الكهربائية، ومن غير الواضح ما إذا كان الاندماج سينجح.
الصورة الأوسع
تعاني شركتا هوندا ونيسان كلاهما تراجعا في مبيعاتهما داخل السوق الصينية، وقد استحوذت العلامات
التجارية المحلية التي تقدم سيارات كهربائية بأسعار أقل على حصة متزايدة من
السوق.
وفي تشرين
الثاني/ نوفمبر الماضي، خفضت شركة هوندا توقعاتها لصافي أرباح العام المالي الحالي،
الذي ينتهي في آذار/ مارس المقبل، إلى 950 مليار ين (6.2 مليار دولار)، ما يمثل
انخفاضا بنسبة 14.2 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، بسبب ضعف المبيعات في الصين.
وتراجع سهم شركة هوندا بسبب الأعباء المادية التي تواجهها شركة نيسان بعدما أعلنت في بداية تشرين
الثاني/ نوفمبر أنها ستلغي 9000 وظيفة من قوتها العاملة في العالم وستخفّض
قدراتها الإنتاجية وذلك للتكيف مع تراجعات واضحة في مبيعاتها.
وأعلنت شركة نيسان
الشهر الماضي عن خطة لخفض التكاليف بما يصل إلى 2.6 مليار دولار، تتضمن تسريح تسعة
آلاف عامل وتقليص قدرتها الإنتاجية العالمية بنسبة 20 بالمئة، بعدما أدى انخفاض
المبيعات في الصين والولايات المتحدة إلى تراجع 85 بالمئة في أرباح الربع
الثاني.
ماذا ننتظر؟
ينتظر سوق السيارات العالمي، والياباني على وجه الخصوص،
ما ستؤول إليه النقاشات بين الشركتين وإذا ما كان عملاق جديد سيظهر على السوق رغم
عدم التفاؤل الكبير لا سيما بخصوص السيارات الكهربائية التي فشلت نيسان في المنافسة
فيها لا سيما في سوق الولايات المتحدة الأمريكية.