شهد
اليمن مؤخرا نشاطا وحراكا أمريكيا مكثفا، وتغيرا لافتا في وصف الحرب الدائرة بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة "أنصارالله"
الحوثيين، في مؤشر على تغييرات وتحركات مرتقبة ضد الأخيرة.
وخلال الساعات الـ 24 الماضية، نشرت السفارة الأمريكية لدى اليمن عبر حسابها بمنصة "إكس"، أخبارا عن لقاءات عقدها دبلوماسيون أمريكيون مع عدد من المسؤولين اليمنيين، بينهم رئيس مجلس القيادة الرئاسي الحاكم في البلاد، رشاد العليمي.
وذكرت السفارة أن السفير ستيفن فاجن (سفير واشنطن لدى اليمن) وجيسي ليفنسون، رئيس مكتب مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية، عقدا اجتماعا بالرئيس العليمي، وناقشا قضايا الأمن الإقليمي، و"مواجهة عدوان الحوثي داخل اليمن وخارجه".
وهذا النوع من التصريحات الأمريكية عن الحوثيين يبدو غير مألوف منذ سنوات. فيما ينظر إليها على أنها تحمل دلالات واضحة ورسائل معلنة، توحي بتغير ما إزاء الجماعة المدعومة من إيران.
من جانبه، ذكر الموقع الرسمي لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، أنه بحث مع رئيس مكتب الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية "ليفنسون" وسفير
الولايات المتحدة، فاجن، العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وآفاقها المستقبلية، خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة، وتعزيز الشراكة الوثيقة بين الجانبين على مختلف الأصعدة.
كما تطرق اللقاء إلى التهديدات الإرهابية التي تغذيها المليشيات الحوثية، والتنظيمات المتخادمة معها، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والاعتداءات، وأعمال القرصنة المستمرة على سفن الشحن البحري بدعم من النظام الإيراني.
وعبر العليمي عن تطلع مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لمضاعفة الضغوط الدولية على المليشيات الحوثية، بما في ذلك تصنيفها منظمة إرهابية، وتجفيف مصادر تمويلها، و تسليحها.
وبعد يوم من نشر خبر اللقاء بالرئيس العليمي، نشرت السفارة الأمريكية عبر منصة "إكس" أخبارا عن لقاءات أخرى عقدها السفير الأمريكي فاجن ورئيس مكتب الإرهاب بوزارة خارجية واشنطن ليفنسون بوزير الخارجية اليمني شائع الزنداني، ووزير الداخلية إبراهيم حيدان، تركزت نقاشاتها حول "مكافحة أنشطة الحوثيين الخبيثة، والعمل معًا في مجال مكافحة الإرهاب، والدعم الأمريكي لاستقرار وأمن اليمن".
كما نشرت سفارة واشنطن صورة تجمع الفريق الركن، محمود الصبيحي، وزير الدفاع الأسبق، بالسفير الأمريكي، مشيرة إلى أن اللقاء تناول أيضا "مواجهة الحوثيين في اليمن"، في تصعيد لافت ونشاط مكثف من الولايات المتحدة غير معهود.
وقالت السفارة عبر "إكس" : "في 12 ديسمبر، استضاف السفير ستيفن فاجن الفريق محمود الصبيحي؛ لمناقشة مواجهة الحوثيين، وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن".
وأضافت أن اللقاء ناقش محنة اليمنيين المعتقلين ظلماً من قبل الحوثيين، بما في ذلك الدبلوماسيون وموظفو المجتمع المدني والأمم المتحدة، ودعوا إلى إطلاق سراحهم فوراً دون شروط.
من جانبه، اعتبر الإعلامي اليمني في قناة "الجزيرة" القطرية، أحمد الشلفي، أن هذا النوع من التصريحات والمصطلحات يبدو غير مألوف من الجانب الأمريكي، حيث تُستخدم كلمات ومفاهيم تحمل دلالات واضحة، وربما رسائل رمزية.
وقال الشلفي عبر "إكس" متسائلا: "فهل يمكن أن يكون هذا مؤشرًا على تغييرات أو تحركات قادمة لمواجهة الحوثيين؟"
وقال: "بالتأكيد، المصطلحات التي يختارها الأمريكيون ليست عشوائية، بل تحمل دلالات تستحق التوقف عندها"، متسائلا بالقول: فما القادم؟
والخميس، حذر زعيم جماعة الحوثيين، عبدالملك الحوثي، من أي تحرك ضد جماعته.
وقال الحوثي في كلمة له: "سنقابل كل تحرك يستهدفنا، وسنتصدى لكل مؤامرة، ولكل استهداف"، مضيفا: "دربنا مئات الآلاف من أبناء شعبنا اليمني المسلم ليكتسبوا المهارة القتالية، والقدرة على القتال، وليصبحوا حاضرين نفسياً وثقافيا ووجدانياً للقتال".