يرصد
الإسرائيليون في الأيام الأخيرة التي تلت انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، ما يعتبرونه حقيقة حتى عودته إلى البيت الأبيض، فليس للولايات المتحدة سوى رئيس واحد وهو جو
بايدن، الذي أصبح الآن متحررا من كل القيود الانتخابية، والمعنى بالنسبة للإسرائيليين احتمال أن يواجهوا مزيدا من الضغوط غير المسبوقة لإنهاء الحرب، وإعادة المختطفين، وتعزيز التطبيع مع السعودية.
وقال الخبير في شؤون
الولايات المتحدة بجامعة "بار إيلان" البروفيسور إيتان غلبوع: إنه "فيما يتعلق بدولة إسرائيل، من المتوقع أن تكون إدارة ترامب الثانية أكثر تأييدا لسياسات إسرائيل بشأن قضايا الحرب والفلسطينيين والسلام الإقليمي، مع تغيير جوهري بأن التوقع الإسرائيلي بأن ولاية ترامب الأولى، التي كان
نتنياهو فيها رئيسا للوزراء، سوف تكرر نفسها، وهو أمر مشكوك فيه".
وأضاف في مقال نشره موقع "
واللا" وترجمته "عربي21" أن "هذا التشكيك الواقعي له عدة أسباب، أولها أن الرؤساء الأمريكيين في فترة ولايتهم الثانية لا يتصرفون بنفس الطريقة التي تصرفوا بها في الولاية الأولى، خاصة عندما كان ترامب خارج السلطة بين الفترتين، ويقدم نفسه كرجل سلام، مع العلم أن سياسته في القضايا المتعلقة بإسرائيل ستكون مماثلة لسياسة بايدن، فهو يريد إنهاء الحرب بحلول موعد دخوله البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير 2025".
وأشار إلى أنه "إضافة إلى ذلك، فإن ترامب مهتم بالتوصل إلى صفقة مع إيران، وهذا يتعارض مع المصلحة الإسرائيلية التي ترى أن الطريق إلى التعامل مع التهديد النووي الإيراني يجب أن يكون مصحوبا بالتهديد الحقيقي باستخدام القوة العسكرية".
وأوضح أن "ترامب سيسعى لأن يضيف السعودية ودول الخليج الأخرى إلى مزيد من اتفاقات التطبيع، وهذا يعني الضغط على إسرائيل لتقديم أفق سياسي على الأقل للفلسطينيين، وهو شرط السعودية للتطبيع، وبالتالي فإن ترامب سيكون مهتما بالعودة إلى صفقة القرن الخاصة به للتسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، التي تنص على أن السلام بينهما سوف يرتكز على إقامة دولة على 70 بالمئة من الضفة الغربية و100% من قطاع غزة".
واستدرك بالقول إن "هذه هي النقطة التي يمكن أن ينشأ فيها الخلاف بالتأكيد بين إدارة ترامب المستقبلية وحكومة نتنياهو، مع العلم أن بعض التسريبات الأمريكية والإسرائيلية تتحدث متوافقة على أن ترامب اتهم نتنياهو بأنه أفشل خطة السلام الخاصة به في ولايته السابقة".
وختم بالقول إنه "إلى حين دخول ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025، فإنه حتى ذلك الحين، لا يوجد سوى رئيس واحد في الولايات المتحدة، وهو جو بايدن، الذي أصبح الآن متحررا من أي قيود انتخابية، وعلى ضوء ذلك، فمن المرجح أن يضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، وإعادة المختطفين، وتقديم موقف يسمح بالتطبيع مع السعودية وإقامة المحور الموالي لأمريكا ضد إيران".