شددت الكاتبة الإسرائيلية سمدار بيري على أن ما يعرف باتفاق السلام بين
الاحتلال والأردن مر بعام صعب منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، موضحة أنها حاولت زيارة الأردن مؤخرا لكن مسؤولا أردنيا "رفيعا" حذرها من القدوم وقال لها "إذا أتيت فلا تتصلي بي".
وأشارت بيري في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إلى التوترات التي شهدتها العلاقات بين الجانبين خلال الأشهر الأخيرة بما في ذلك إقدام أردنيين على تنفيذ عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي كما حصل في معبر الكرامة وعملية البحر الميت.
وقالت الكاتبة الإسرائيلية، إنها "سنة صعبة في علاقات الأردن وإسرائيل"، مشيرة إلى أنه "من الصعب تصديق ذلك، ولكن يوم السبت القادم سيتم الاحتفال بمرور 30 عاما على توقيع اتفاقيات السلام".
وأضافت: "من يتذكر المقابلة الأولى التي اختار الملك حسين أن يمنحها لصحيفة يديعوت أحرونوت، حيث أعلن أنها ستكون سلاما فريدا من نوعه. وبعد الحدث، تظل الصورة التي يُشعل فيها الملك حسين سيجارة لرئيس الوزراء الراحل إسحاق رابين".
لكن هذه "الصورة تغيرت" في رأي الكاتبة الإسرائيلية، التي أشارت إلى أن "الملك الأردني عبد الله صرح لصحيفة بريطانية بالقول: أصعب فترة بالنسبة لي هي بسبب (رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو".
وأشارت بيري إلى أن "العلاقات بين الجانبين تدهورت، وتوالت الأحداث السيئة، وأصبحت سفارة إسرائيل في حي الرابية بعمان مركزا لاحتجاجات مئات، وأحيانا الآلاف من الأردنيين الغاضبين".
ولفتت إلى أن "اتفاق السلام مع الأردن كان يهدف إلى تحويل العلاقات السرية بين الدولتين، التي نشأت قبل عقود، إلى نمط العلاقة بين أختين كبيرتين وصغيرتين".
واعتبرت الكاتبة أن "الملك عبد الله، مثل والده، كان يحلم بعلاقات وثيقة. ولكن عندما وصل نتنياهو إلى السلطة، توقفت التحركات فجأة. على الرغم من عقد بعض الاجتماعات رفيعة المستوى بين الحين والآخر، إلا أن الملك لم يخفِ مرارته".
وذكّر المقال في إطار حديثه عن العلاقات المتدهورة بين الجانبين، بتلميح نتنياهو إلى نيته منح السعودية الوصاية على المسجد الأقصى.
وقالت الكاتبة الإسرائيلية: "لا توجد علاقات علنية حالية بين الدولتين"، موضحة أن "العلاقات العسكرية ما زالت قائمة، لكنها انخفضت درجة واحدة على الأقل".
ووفقا لما أورده المقال، فسيتم عقد "حدث في الأيام المقبلة للاحتفال بمرور 30 عاما على السلام المهم، في معهد أبحاث الأمن القومي، لكن تم التأكيد على عدم وجود مشاركة أردنية، بناءً على تعليمات عليا من عمّان".
وكشفت الكاتبة الإسرائيلية في ختام مقالها، أنها قامت مؤخرا بمحاولة لزيارة الأردن "لكنها قوبلت ببرود"، مشيرة إلى أن مسؤولا أردنيا رفيع المستوى حذرها قائلا: "لا تأتي، وإذا أصررتِ على القدوم، فلا تتصلي بي، لأنك ستتسببين في مشاكل لنا".