نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا مطوّلا، يكشف عن التفاصيل التي وُصفت بـ"المُهولة والصّادمة" لعدد من الأطباء والممرضين، ممّن عملوا في مستشفيات غزة، في ظل العدوان الأهوج الذي يواصل الاحتلال الإسرائيلي شنّه على القطاع.
وتاليا النص الكامل للتقرير:
عملت كجرّاح صدمات في غزة من 25 آذار/ مارس إلى 8 نيسان/ أبريل، وتطوعت في أوكرانيا وهايتي، ونشأت في فلينت بولاية ميشيغان. لقد عملت في مناطق النزاع وكنت شاهدة على العنف، ولكن من بين الأشياء العديدة التي استوقفتني في العمل بمستشفى في غزة، هو أنني: "في كل يوم كنت أرى طفلا رضيعًا مصابا بعيار ناري في الرأس أو الصدر، وجميعهم تقريبًا ماتوا، كانوا ثلاثة عشر طفلا في المجموع".
في ذلك الوقت، افترضت أن هذا كان فعلا فرديا من جندي سادي، ولكن بعد عودتي إلى الولايات المتحدة، التقيت بطبيب طوارئ كان يعمل بمستشفى آخر في غزة، قبلي بشهرين، وقلت له: "لم أستطع أن أستوعب عدد الأطفال الذين رأيتهم مصابين بطلقات نارية في الرأس"، واندهشت عندما أجابني: "نعم، أنا أيضا. كل يوم".
ميمي سيد، وهي الدكتورة التي عملت في خان يونس من 8 آب/ أغسطس إلى 5 أيلول/ سبتمبر، قدّمت هذه الصور بالأشعة السينية. وقالت: "جاءني العديد من الأطفال، معظمهم تحت سن 12 سنة، أصيبوا برصاصات في الرأس أو الجانب الأيسر من الصدر، وعادة ما كانت الإصابة برصاصة واحدة، وكان المرضى يأتون إما وقد فارقوا الحياة، أو في حالة حرجة ويموتون بعد وقت قصير من وصولهم".
تم جمع قدر هائل من المعلومات حول حجم الدمار في غزة من
بيانات الأقمار الصناعية و
المنظمات الإنسانية و
وزارة الصحة في غزة. في الأثناء، لا تسمح إسرائيل للصحفيين أو الحقوقيين بالدخول إلى غزة إلا في عدد قليل جدا من رحلات التغطية الصحفية مع الجيش الإسرائيلي، ولم تجد تقارير الصحفيين الفلسطينيين في غزة صدى واسعا، على الرغم من المخاطر الهائلة التي يتعرضون لها في التغطية هناك.
كذلك، هناك مجموعة من المراقبين المستقلين الذين شاهدوا هذه الحرب من أرض الواقع، يومًا بعد يوم، وهم العاملون المتطوعون في مجال الرعاية الصحية.
من خلال الاتصالات الشخصية وقدر كبير من البحوث على الإنترنت، تمكنت من التواصل مع العاملين في مجال الرعاية الصحية الأمريكيين الذين خدموا في غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. يملك العديد منهم روابط عائلية أو دينية بالشرق الأوسط، وآخرون مثلي، لا تربطهم علاقات عائلية أو دينية بالشرق الأوسط، لكنهم شعروا بضرورة التطوع في غزة لأسباب متنوعة.
اعتمادا على أسئلة مبنية على ملاحظاتي الخاصة ومحادثات مع زملائي الأطباء والممرضين، عملت مع صحيفة "نيويورك تايمز" على استطلاع رأي 65 من العاملين في مجال الرعاية الصحية حول ما شاهدوه في غزة، وكان سبعة وخمسون منهم، وأنا من بينهم، على استعداد للحديث عن تجاربهم بشكل علني، أما الثمانية الآخرون فاختاروا الحديث دون الكشف عن هوياتهم، إما لأن لديهم عائلات في غزة أو الضفة الغربية، أو لأنهم يخشون من الانتقام في مكان العمل.
هذا ما رأيناه
شاهد 44 من الأطباء والممرضين والمسعفين حالات متعددة لأطفال دون سن المراهقة أصيبوا بطلقات نارية في الرأس أو الصدر في غزة.
9 لم يشاهدوا ذلك.
12 لم يعالجوا الأطفال بشكل منتظم في حالات الطوارئ.
د. محمد رسول أبو نوار: طبيب مختص في الجراحة العامة وجراحة السمنة، 36 سنة، بيتسبرغ، بنسلفانيا
"في إحدى الليالي، رأيت في قسم الطوارئ على مدار أربع ساعات ستة أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و12 سنة، جميعهم مصابون بطلقة نارية واحدة في الجمجمة".
نينا ن.غ: ممرضة طوارئ، 37 سنة، نيويورك
"كان الأطفال المصابون بطلق ناري يعالَجون على الأرض، وغالبًا ما كانوا ينزفون على أرضية المستشفى بسبب ضيق المساحة وغياب المعدات والموظفين والدعم، توفي العديد منهم في غياب الرعاية".
د. مارك بيرلماتر: جراح تقويم عظام، 69 سنة، روكي ماونت، نورث كارولاينا
"رأيت العديد من الأطفال المصابين بطلقات نارية في الرأس والصدر".
د. عرفان غالاريا: جراح تجميل وترميم، 48 سنة، شانتيلي، فيرجينيا
"قدّم فريقنا الرعاية لحوالي أربعة أو خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و8 سنوات أصيبوا جميعا بطلقة واحدة في الرأس، كانوا قد جاؤوا جميعًا إلى غرفة الطوارئ في وقت واحد، وماتوا جميعًا".
رانيا عفانة: مسعفة، 23 سنة، سافانا، جيورجيا
"رأيت طفلا أصيب بطلق ناري في الفك، لم يتأثر أي جزء آخر من جسده، وكان مستيقظًا تمامًا ويدرك ما يحدث. كان يحدق في وجهي وهو يختنق بدمه بينما كنت أحاول شفط الدم من فمه بوحدة شفط مكسورة".
د. خواجة إكرام: جرّاح عظام، 53 سنة، دالاس، تكساس
"أثناء وجودي في غرفة الطوارئ ذات يوم، رأيت طفلا يبلغ من العمر 3 سنوات وطفلاً يبلغ من العمر 5 سنوات، وأصيب كل منهما بطلق ناري واحد في رأسه. وعندما سألت عما حدث، قال والدهما وشقيقهما إنهما أُخبرا بأن إسرائيل بدأت تنسحب من خان يونس، لذلك عادوا ليروا ما إذا كان قد بقي شيء من منزلهم، وقالا إن قناصًا كان ينتظرهما وأطلق النار على الطفلين".
د. عليا قطان: طبيبة تخدير وعناية مركزة، 37 سنة، كوستا ميسا، كاليفورنيا
"رأيت طفلة صغيرة تبلغ من العمر 18 شهرا مصابة بطلق ناري في الرأس".
د. نضال فرح: طبيب تخدير، 42 سنة، توليدو، أوهايو
"رأيت العديد من الأطفال المصابين، وبحسب خبرتي فإن الجرح كان ناتجا في الغالب عن طلق ناري في الرأس، وأصيب العديد منهم بتلف دماغي غير قابل للشفاء. لقد كان وصول الأطفال إلى المستشفى مصابين بجروح من طلق ناري في الرأس أمراً شبه يومي".
أرسلت صحيفة "نيويورك تايمز" أسئلة حول تجارب هؤلاء العاملين الأمريكيين في مجال الرعاية الصحية إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، ورد متحدث باسم الجيش، عبر بيان، لم يُجب فيه بشكل مباشر عما إذا كان الجيش قد حقّق في تقارير عن إطلاق النار على أطفال دون سن المراهقة أم لا، أو ما إذا تم اتخاذ أي إجراء تأديبي ضد الجنود لإطلاقهم النار على الأطفال.
بدأ البيان بالقول: "تلتزم وزارة الدفاع الإسرائيلية بتخفيف الأذى الذي يلحق بالمدنيين أثناء العمليات، وانطلاقا من هذه الروح، يبذل جيش الدفاع الإسرائيلي جهودا كبيرة لتقدير الأضرار الجانبية المحتملة على المدنيين في ضرباته، ويلتزم التزاما تاما باحترام جميع الالتزامات القانونية الدولية السارية، بما في ذلك قانون النزاعات المسلحة".
سوء التغذية
لاحظ 63 من الأطباء والممرضين والمسعفين سوء التغذية الحاد لدى المرضى والعاملين الفلسطينيين في المجال الطبي وعامة السكان.
2 لم يلاحظوا ذلك
ميريل تيدينغز: ممرضة طوارئ ورعاية مركزة، 44 سنة، سانتا في، نيو مكسيكو
"كان الناس يتضورون جوعًا، لقد تعلمت بسرعة كبيرة ألا أشرب الماء أو أتناول الطعام الذي أحضرته أمام العاملين في مجال الرعاية الصحية لأنهم قضوا أيامًا عديدة من دون طعام".
د. نضال فرح: طبيب تخدير، 42 سنة، توليدو، أوهايو
"كان سوء التغذية منتشرًا على نطاق واسع، كان من المعتاد رؤية مرضى يشبهون ضحايا معسكرات الاعتقال النازية وقد برزت هياكلهم العظمية".
عبيرة محمد: ممرضة طوارئ ورعاية مركزة، 33 سنة، دالاس، تكساس
"جميع من قابلناهم أرونا صورهم قبل تشرين الأول/ أكتوبر، وقد فقدوا جميعًا ما بين 15 إلى 30 كيلوغراما من وزنهم، وكان معظم المرضى والموظفين يبدون هزيلين ومصابين بالجفاف".
أسماء طه: ممرضة أطفال، 57 سنة، بورتلاند، أوريغون
"لم يكن من الممكن التعرف على رئيس وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة على وجه الخصوص، فقد خسر ما يقرب من نصف وزنه مقارنة بمظهره قبل الحرب، ولم تكن هذه التغيرات جسدية فقط؛ بل انعكست المآسي العاطفية والنفسية التي خلفها الصراع على أولئك الذين كرسوا أنفسهم لرعاية الآخرين، حتى وهم يكافحون لتجاوز آلامهم الشخصية".
د. نهرين أحمد: طبيبة أمراض صدرية ورعاية مركزة، 40 سنة، فيلادلفيا، بنسلفانيا
"كل مريض عالجته كان يظهر عليه علامات سوء التغذية، مثل ضعف التئام الجروح وسرعة تطور الالتهابات".
د. أمان عودة: طبيبة أطفال، 40 سنة، أوستن، تكساس
"كانت الأمهات في جناح الولادة يلدن قبل الأوان بسبب سوء التغذية والإجهاد والعدوى، وكان إنتاج الحليب ضعيفًا بسبب نقص الماء والغذاء".
د. مايك ملاح: جراح صدمات وطبيب رعاية مركزة وجراحة عامة، 40 سنة، تشارلستون، جنوب كاليفورنيا.
"كان جميع مرضاي يعانون من سوء التغذية، بنسبة 100 بالمائة".
د. ديبورا وايدنر: طبيبة نفسية للأطفال والمراهقين، 58 سنة، هارتفورد، كونكورد
"كان المرضى يعانون من النحافة الشديدة، وكان بإمكاني أن أرى أن سراويلهم كانت كبيرة جدًا عليهم، وأحزمتهم كانت مشدودة".
اضطرابات نفسية
52 من الأطباء والممرضين والمسعفين لاحظوا وجود اضطرابات نفسية لدى الأطفال الصغار، وشاهدوا بعض الأطفال الذين لديهم ميول انتحارية أو قالوا إنهم يتمنون الموت.
10 لم يلاحظوا أو يشاهدوا ذلك
3 لم يعملوا بانتظام مع الأطفال
د. ميمي سيد: طبيبة طوارئ، 44 سنة، أولمبيا، واشنطن
"كانت هناك طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات مصابة بحروق كبيرة في جسدها، وكانت منفصلة ذهنيًا تماما. كانت تنظر إلى الأعلى وتدندن، ولم تكن تبكي، لكنها كانت ترتجف في حالة صدمة تامة".
د. عليا قطان: طبيبة تخدير ورعاية مركزة، 37 سنة، كوستا ميسا، كاليفورنيا
"كل الأطفال الذين قضيتُ معهم بعض الوقت كانوا ينظرون إليّ كأم بحثًا عن الأمان. لقد كانوا يفتقرون إلى الأمان العاطفي والأمان الجسدي وكان ذلك واضحاً جداً من طريقة تعلقهم بنا وطلبهم أن نأخذهم معنا في حقائبنا".
د. تانيا حاج حسن: طبيبة رعاية مركزة للأطفال، 39 سنة
"كان أحد الأطفال الذين فقدوا جميع أفراد أسرتهم يتمنى لو أنه قُتل هو الآخر قائلاً: "كل من أحبهم في الجنة، لا أريد أن أكون هنا بعد الآن".
لورا سوبودا: ممرضة جروح، 37 سنة، ميكون، ويسكانسن
"في إحدى المرات التي كنت أقوم فيها بجولات على المصابين بجروح في جناح الأطفال، أمسكت رئيسة الممرضات بذراعي وتوسلت إلينا أن نحضر لهم مساعدة نفسية في المرة القادمة".
د. فيروز سيدهوا: جراح صدمات ورعاية مركزة وجراح عام، 42 سنة، لاثروب، كاليفورنيا
"استمتع معظم الأطفال بالتأكيد بلحظات من السعادة، لكنهم كانوا بشكل عام خائفين ومتوترين ويائسين وجائعين وعطشى ومشوشين. أحد الأطفال المصابين بجروح خطيرة، وهو طفل صغير بُترت ساقه اليمنى وكانت ذراعه اليمنى وساقه اليسرى مكسورين، سأل والدته بشكل متكرر لماذا لم يمت مع أفراد عائلته الآخرين".
عبيرة محمد: ممرضة طوارئ ورعاية مركزة، 33 سنة، دالاس، تكساس
"لقد عالجت العديد من الأطفال المصابين بجروح ناجمة عن المتفجرات والشظايا، وأظهر العديد من الأطفال رباطة جأش ولم يبكوا حتى عند الشعور بالألم؛ وهذه استجابة نفسية غير معتادة لدى الأطفال. لقد اضطررنا إلى خياطة العديد من الجروح دون مخدر، وكان الأطفال يبقون دون حراك أثناء قيامنا بذلك بدلاً من المقاومة. رأيت أطفالًا شهدوا مقتل العديد من أفراد عائلاتهم أمام أعينهم، وأعربوا جميعًا عن رغبتهم في الموت واللحاق بعائلاتهم، ورأيت أطفالًا في سن ما قبل المراهقة في سن المراهقة لديهم علامات إيذاء للنفس مثل وجود جروح على سواعدهم".
د. محمد الجغبير: طبيب أمراض صدرية ورعاية مركزة، 41 سنة، أوهايو
"كان العديد من الأطفال لا يتكلمون لأيام، حتى مع وجود عائلاتهم إلى جانبهم، ولم تقبل طفلة هدية أحضرتها لها، كانت عبارة عن سيارة بلاستيكية صغيرة، لأنها لم تكن تريد أن تتحدث مع أي شخص سوى والدها".
د. آدم حموي: جراح تجميل وترميم، 55 سنة، ساوث برونزويك، نيوجيرسي
"قال الأطفال الذين فقدوا أطرافهم ولم يتمكنوا من الجري أو اللعب إنهم يتمنون الموت، وبعضهم أرادوا الانتحار".
د. مارك بيرلماتر، جراح تقويم عظام، 69 سنة، روكي ماونت، نورث كارولاينا
"قال الكثيرون إنهم تمنوا أن تصيبهم القنبلة التالية لتضع حدًا لعذابهم".
رانيا عفانة، مسعفة، 23 سنة، سافانا، جورجيا
"أُحضرت طفلة مع والدها بعد قصف منزلهم، واستلقى والدها عاريا مغطى بغطاء بلاستيكي رقيق في السرير المجاور لها، غير قادر على الحركة بينما كان يستمع إلى صراخها. كانت مصابة، لكنها لم تكن تصرخ من الألم، بل كانت تصرخ من أجل والدتها ووالدها، وكانت خائفة إلى أن وضعتها في حضني وهدأتها حتى نامت".
د. طلال علي خان: طبيب أمراض كلى، 40 سنة، أوكلاهوما سيتي، أوكلاهوما
"الأطفال في غزة ليسوا كالأطفال العاديين، لقد انتُهكت طفولتهم؛ لا ابتسامات ولا تواصل بالعينين؛ حتى أنهم لا يلعبون مثل الأطفال العاديين، لقد رأيتهم يجلسون ويحدقون في أيديهم أو في زجاجات المياه، ولا يرغبون في التفاعل مع أي شخص".
تعدد أسباب الموت
رأى 25 من الأطباء والممرضين والمسعفين أطفالا كانوا قد وُلدوا بصحة جيدة يعودون إلى المستشفيات، ويموتون بسبب الجفاف أو الجوع أو العدوى الناجمة عن عدم قدرة أمهاتهم اللاتي يعانين من سوء التغذية على الإرضاع بشكل طبيعي ونقص حليب الأطفال والمياه النظيفة.
8 لم يشاهدوا ذلك
32 لم يعملوا مع الأطفال حديثي الولادة
لورا سوبودا: ممرضة جروح، 37 عامًا، ميكون، ويسكنسون
"توفي في غزة أطفال رضع كان من الممكن أن يعيشوا إذا توفرت الموارد. توفي طفل رضيع كان طبيب القلب يرعاه طوال الليل، وفي وقت لاحق من ذلك اليوم رأيت العائلة تحمل الجثة الصغيرة ملفوفة في ستارة طبية".
د. أرهام علي: طبيب رعاية مركزة للأطفال، 38 سنة، لوما ليندا، كاليفورنيا
"كانت الأمهات الجائعات يأتين إلى وحدة العناية المركزة يتوسلن للحصول على حليب صناعي لإطعام أطفالهن حديثي الولادة، وكان الأطفال حديثو الولادة الذين لم يمضِ على ولادتهم سوى بضع ساعات أو أيام يأتون إلى المستشفى وهم يعانون من الجفاف الشديد والعدوى وانخفاض درجة حرارة الجسم، لقد توفي العديد من الأطفال بسبب هذه الحالات التي كان يمكن الوقاية منها بنسبة 100 بالمائة".
ميريل تيدينغز: ممرضة طوارئ ورعاية مركزة، 44 سنة، سانتا في، نيو مكسيكو
"الأمر بسيط للغاية، الطفل الذي يولد لأم تعاني من سوء التغذية سيواجه صعوبة في النمو مع استمرار نقص العناصر الغذائية".
عبيرة محمد: ممرضة طوارئ ورعاية مركزة، 33 سنة، دالاس، تكساس
"كان هناك المئات من العائلات النازحة التي تعيش في المستشفى وحولها، وظهرت على الأطفال الرضع علامات الجفاف الحاد بما في ذلك الخمول والعيون الغائرة، وعدم إفراز دموع عند البكاء، وعدم إفراز البول".
مونيكا جونستون: ممرضة عناية مركزة للحروق والجروح، 45 سنة، بورتلاند، أوريغون
"خرجت إحدى الأمهات من المستشفى بعد ساعتين من الولادة، ورأيتها وأنا في طريقي إلى المستشفى بعد بضعة أيام وكانت تتوسل إليّ للحصول على حليب للأطفال لأنها لم تستطع إنتاج ما يكفي من الحليب".
أسماء طه: ممرضة أطفال، 57 سنة، بورتلاند، أوريغون
"كل يوم، كانت العائلات اليائسة تتوقف لتتوسل من أجل الحصول على علبة واحدة من الحليب الصناعي لإطعام مواليدها الجائعين. وللأسف، ومع شح الإمدادات، لم نتمكن غالبًا من تلبية احتياجاتهم الملحة".
الدكتورة أمان عودة: طبيبة أطفال، 40 سنة، أوستن، تكساس
"عملت في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وكان العديد من الرضع يموتون كل يوم بسبب نقص الإمدادات الطبية والتغذية المناسبة. لقد كنا مضطرين لاتخاذ قرارات صعبة بشأن أي طفل مريض سوف يستخدم جهاز التنفس الاصطناعي بسبب نقص المعدات. ورأيت عائلة تأتي بجثمان طفل لم يتجاوز 3 أيام من العمر، وكان يعيش في خيمة".
الموت بالعدوى
شاهد 53 طبيبًا وممرضًا ومسعفًا العديد من الأطفال الذين يعانون من عدوى يمكن الوقاية منها بسهولة، وتوفي بعضهم بسببها.
1 لم يشاهد ذلك.
11 منهم لم يعملوا بشكل منتظم مع الأطفال المصابين بالعدوى.
د. مارك بيرلماتر: جراح تقويم عظام، 69 سنة، روكي ماونت، نورث كارولاينا
"الأطفال الذين يعانون من إصابات بسيطة نسبيًا، بما في ذلك الكسور والحروق، توفوا نتيجة إصاباتهم رغم أنه كان من السهل إنقاذهم حتى في الدول النامية".
عبيرة محمد: ممرضة طوارئ وعناية مركزة، 33 سنة، دالاس، تكساس
"كانت النساء والفتيات يستخدمن بقايا الخيام وقطع الحفاضات والمناشف والأقمشة كفوط صحية، مما أدى إلى تعرضهن لمتلازمة الصدمة السامة".
د. عرفان غالاريا: جراح تجميل وترميم، 48 سنة، شانتيلي، فرجينيا
"أصيب 100 بالمائة من المرضى الذي أجريت لهم عمليات جراحية بالعدوى. لقد كانت الجروح متسخة نظرًا لطبيعة الإصابة، وبسبب الأنقاض والحطام".
د. عليا قطان: طبيبة تخدير ورعاية مركزة، 37 سنة، كوستا ميسا، كاليفورنيا
"تعرض العديد من المرضى الصغار لبتر أطرافهم التي أصيبت بالعدوى. وأدى سوء التئام الجروح نتيجة نقص النظافة والتغذية إلى مزيد من عمليات البتر".
مونيكا جونستون: ممرضة عناية مركزة للحروق والجروح، 45 سنة، بورتلاند، أوريغون
"توفي جميع الأطفال حديثي الولادة تقريبًا الذين تم قبولهم خلال فترة عملي. ولم تكن جميع هذه الوفيات تقريبًا لتحدث لو كان لدينا التغذية المناسبة ومواد مكافحة العدوى (ببساطة الصابون ومعقم اليدين) والإمدادات الكافية".
الدكتور آدم حموي: جراح تجميل وترميم، 55 سنة، ساوث برونزويك، نيو جيرسي
"عانى تقريبًا جميع الأطفال الذين قمت برعايتهم من سوء التغذية الحاد. وقد أدى ذلك إلى صعوبة في التعافي بعد الجراحة وارتفاع معدلات العدوى. وكان معدل الوفيات بين الأطفال المصابين الذين قمت برعايتهم تقارب 80 بالمائة".
ويلهيلمي ماساي: ممرض عناية المركزة وصدمات، 50 سنة
"أدى الافتقار التام للمعدات الطبية والإمدادات إلى وفاة المرضى بسبب عدوى كان من الممكن الوقاية منها".
حاجات بسيطة غير متوفرة
لاحظ 64 طبيبا وممرضا ومسعفا أن حتى أبسط الاحتياجات الطبية، مثل الصابون والقفازات، كانت عادة غير متاحة في غزة.
1 لم يلاحظ ذلك
د. نضال فرح: طبيب تخدير، 42 سنة، توليدو، أوهايو
"أجرينا الجراحة بدون ستائر أو أثواب جراحية. لقد قمنا بإعادة استخدام المعدات التي ينبغي أن تكون للاستعمال مرة واحدة. لقد كنت في مناطق حرب أخرى، لكن هذا كان أسوأ بكثير مما رأيته من قبل".
بريندا مالدونادو: ممرضة طوارئ، 58 سنة، فانكوفر، واشنطن
"كان الأطفال والرضع يأتون وهم مصابون بحروق البارود من المتفجرات -والتي تسبب ألمًا شديدًا- ولم يكن لدينا أي من مسكنات الألم المناسبة أو مرهم الحروق لوضعه على جروحهم".
مونيكا جونستون: ممرضة عناية مركزة للحروق والجروح، 45 سنة، بورتلاند، أوريغون
"لا توجد أغطية للأنابيب الوريدية المركزية، مما يتركها معرضة للجراثيم. ولم يكن هناك صابون أو مطهر لليدين. ولم يكن هناك إمدادات لتنظيف المرضى في الفراش بعد التغوط. لقد قمت بتنظيف البراز باستخدام القطن، وكان ذلك مروعا للغاية".
د. أيمن عبد الغني: جراح قلب وصدر، 57 سنة، هونولولو، هاواي
"كانت عملية التعقيم في غرفة العمليات فظيعة؛ حيث انتشر الذباب في كل مكان، وكان هناك مياه صرف صحي في أراضي المستشفى حيث كان الناس يحتمون".
الدكتور محمد الجغبير: طبيب أمراض الرئة والعناية الحرجة، 41 سنة، أوهايو
"كان العديد من الجرحى مصابين بالعدوى بسبب نقص الإمدادات الصحية المناسبة. ولأول مرة في مسيرتي المهنية، رأيت يرقات الذباب تخرج من الجروح".
د. عمار غانم: طبيب أمراض رئة وعناية مركزة، 54 سنة، ديترويت، ميشيغان
"لم يكن لدينا معدات الحماية الشخصية، بما في ذلك القفازات والكحول والأثواب والصابون. وكان الذباب موجودًا في كل مكان، ينقل البكتيريا والعدوى بين المرضى. إن المرضى الذين نجوا من القصف توفوا بسبب العدوى".
د. عرفان غالاريا: جراح تجميل وترميم، 48 سنة، شانتيلي، فرجينيا
"لقد أجريت عمليات جراحة باستخدام أدوات بدائية. لم يكن هناك مسكنات للألم لتغيير الضمادات وبقي المرضى على الأرض بعد الجراحة".
نينا ن. غ: ممرضة طوارئ، 37 سنة، مدينة نيويورك
"كنا نعتني بالمرضى في أغلب الأحيان دون قفازات أو نظافة للأيدي بشكل مناسب. كانت لديّ هذه الموارد في بلدان فقيرة مثل هايتي".
د. مارك بيرلماتر: جراح تقويم عظام، 69 سنة، روكي ماونت، نورث كارولاينا
"لو لم يكن هناك إمدادات طبية أحضرناها معنا، لما كان هناك أي شيء يمكن استخدامه. لقد كانت معدلات الإصابة بالأمراض والوفاة الناتجة فقط عن نقص الصابون والتعقيم كبيرة لدرجة لا يمكن قياسها".
د. محمد عبد الفتاح: طبيب أمراض رئة وعناية مركزة، 37 سنة، توستين، كاليفورنيا
"انتشرت العدوى في جميع أنحاء وحدة العناية المركزة، وكانت جميع أجهزة التنفس الاصطناعي ملئية ببكتيريا شديدة المقاومة. أصيب معظم الأشخاص الذين كانوا على أجهزة التنفس بالالتهاب الرئوي الحاد".
د. ميمي سيد: طبيبة طوارئ، 44 سنة، أولمبيا، واشنطن
"لقد أعدنا استخدام كل قطعة تقريبًا من المعدات الطبية -حتى تلك التي لا يُفترض إعادة استخدامها- مما أدى إلى حدوث العدوى. لم تكن هناك مضادات حيوية، وكثيرا ما كان الماء الجاري ينفد، وينقطع التيار الكهربائي في المستشفى. ولم نتمكن من غسل أيدينا".
لورا سوبودا: ممرضة جروح، 37 عامًا، ميكون، ويسكنسون
"كانت كل الجروح التي رأيتها تقريبًا مصابة بالعدوى. لقد رأيت عددًا من الديدان في يوم واحد أكثر مما رأيته طوال حياتي المهنية كأخصائية في علاج الجروح".
إن ما شاهده الأطباء والممرضون الأمريكيون في غزة يجب أن يؤثر على سياسة الولايات المتحدة تجاه القطاع بشكل مباشر. حيث إنّ المزيج المدمر مما تصفه منظمة "
هيومن رايتس ووتش" بالعنف العسكري العشوائي، وما تسميه "أوكسفام" بالتقييد المتعمد للغذاء والمساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى النزوح شبه الشامل للسكان، وتدمير نظام الرعاية الصحية، يؤدي إلى آثار كارثية حذر منها العديد من
الباحثين المتخصصين في الإبادة الجماعية قبل نحو سنة.
حظرت القوانين والسياسات الأمريكية منذ فترة طويلة نقل الأسلحة إلى الدول والجيوش المتورطة في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وخاصة كما توضح
تحديثات سنة 2023 لسياسة نقل الأسلحة التقليدية الأمريكية، عندما تكون هذه الانتهاكات موجهة نحو الأطفال.
ومن الصعب تصوّر انتهاكات أكثر خطورة ضمن المعيار من تعرض الأطفال الصغار لإطلاق النار على رؤوسهم بشكل ممنهج، وتجويع الأمهات والأطفال حديثي الولادة بسبب حجب المساعدات الغذائية وتدمير بنية المياه التحتية، بالإضافة إلى تدمير نظام الرعاية الصحية.
على مدار الاثني عشر شهرا الماضية، كان من الممكن لحكومتنا أن توقف تدفق المساعدات العسكرية الأمريكية إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي. ولكننا، بدلا من ذلك، قمنا بتأجيج النار في كل فرصة تقريبا، حيث تم شحن أكثر من 50,000 طن من المعدات العسكرية والذخيرة والأسلحة منذ بدء الحرب، وفقًا لأرقام وزارة الدفاع الإسرائيلية في أواخر آب/ أغسطس، وهذا يعادل حمولة أكثر من 10 طائرات نقل وسفينتي شحن من الأسلحة بمعدل أسبوعين.
الآن، بعد أكثر من سنة من الدمار، تتراوح تقديرات وفيات الفلسطينيين بين عشرات الآلاف إلى مئات الآلاف. وتصف لجنة الإنقاذ الدولية غزة بأنها "أخطر مكان في العالم للعمل الإنساني، بالإضافة إلى كونها أخطر مكان يوجد فيه مدنيون".
وتصنف
اليونيسف غزة على أنها "أخطر مكان في العالم لوجود الأطفال". وتفيد منظمة "
أوكسفام" أنه في منطقة المواصي، التي حددتها إسرائيل منطقة إنسانية آمنة في غزة، يوجد مرحاض واحد لكل 4,130 شخصا.
قُتل ما لا يقل عن 1,470 إسرائيليا في هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر والحرب التي تلتها، فيما تفيد التقارير بأن نصف الأسرى الذين احتُجزوا في غزة قد لقوا حتفهم.
وبينما يلقي المسؤولون الأمريكيون باللوم على حماس في إطالة أمد الحرب وإعاقة المفاوضات، تقول وسائل الإعلام العبرية، باستمرار، إن "رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، عطّل محادثات وقف إطلاق النار مع كل من حماس وحزب الله، ويعمل على تصعيد الصراع بتهور، بدلا من الوصول إلى اتفاق يمكن أن يحقق العديد من الأهداف المعلنة للحرب الإسرائيلية، بما في ذلك الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين".
هل كانت هذه النتيجة المروعة للفلسطينيين ودولة الاحتلال الإسرائيلي تستحق انتهاك سيادة القانون الأمريكي؟
بالتأكيد، لا يمكن للإدارة الحالية برئاسة بايدن وهاريس أن تقول إنها لم تكن تعرف ماذا تفعل. فقد أخبر ثمانية أعضاء حاليين في مجلس الشيوخ الأمريكي، و88 عضوًا في مجلس النواب، و185 محاميًا (بما في ذلك العشرات الذين يعملون في الإدارة الحالية)، و12 موظفًا حكوميًا (استقالوا احتجاجا على سياستنا تجاه غزة) الإدارة الأمريكية أن استمرار تسليح إسرائيل غير قانوني بموجب القانون الأمريكي.
وفي أيلول/ سبتمبر، كشفت بروبابليكا عن المدى الذي وصلت إليه إدارة بايدن-هاريس لتجنب الامتثال للقوانين التي تحدد عواقب واضحة للدول، مثل إسرائيل، التي تعيق المساعدات الإنسانية.
وفي "نيويورك تايمز"، قال الصحفي والمعلق، بيتر بينارت، مؤخرًا، إن "نائبة الرئيس كامالا هاريس يمكن أن تنأى بنفسها عن الإدارة الكارثية تجاه غزة خلال حملتها للرئاسة. كيف؟ يجب على هاريس أن تقول ببساطة إنها ستطبق القانون".
إن دولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، تعملان معا، على تحويل غزة إلى صحراء قاحلة. لكن لم يفت الأوان أبدا لتغيير المسار: بوسعنا أن نوقف استخدام إسرائيل لأسلحتنا وذخائرنا ووقود الطائرات والمعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي من خلال حجبها، وبوسعنا أن نوقف تدفق الأسلحة إلى جميع الأطراف من خلال الإعلان عن حظر دولي على الأسلحة ضد إسرائيل وجميع الحركات المسلحة الفلسطينية واللبنانية.
وسوف تحظى عملية فرض القوانين الأميركية التي تتطلب وقف المساعدات العسكرية لإسرائيل بدعم واسع النطاق: فالمنظمات الإنسانية وعشرات أعضاء الكونغرس وأغلبية الأميركيين والأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة متفقون على ذلك.