أعلنت جمعية الهلال
الأحمر الفلسطيني، الجمعة، توقف جميع مركبات الإسعاف التابعة لها في شمال قطاع
غزة
عن العمل بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها إثر الهجوم الإسرائيلي البري المتواصل
لليوم السادس على التوالي والمتزامن مع حصار مشدد مفروض على المحافظة.
وأشار المتحدث باسم
جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" بغزة رائد النمس، إلى تواصل أعمال
الإبادة والتطهير العرقي التي يمارسها
الاحتلال بحق الفلسطينيين هناك.
وفي وقت سابق الجمعة،
قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن الوضع بمستشفيات محافظة شمال القطاع بلغ
مرحلة "كارثية" تهدد حياة الأطفال بقسم العناية المركزة، ويشكل تهديدا
لحياة 400 ألف إنسان.
والثلاثاء، قالت وزارة
الصحة بغزة إن الجيش الإسرائيلي أنذر مستشفيات "كمال عدوان"
و"الإندونيسي" و"العودة" بالإخلاء من الطواقم الطبية والمرضى،
وإنه هدد بـ"القتل والتدمير والاعتقال" على غرار ما حدث في "مستشفى
الشفاء" قبل شهور.
وقال النمس، إن
"6 مركبات إسعاف خرجت عن الخدمة تماما بسبب نفاد الوقود ومنع الاحتلال
الإسرائيلي إدخال أي كميات من الوقود إلى شمال القطاع ضمن الحصار المطبق الذي
يفرضه هناك".
وأوضح أن هذا التوقف
أدى إلى "شلل في القدرة على تقديم الخدمات الإسعافية للمصابين والمرضى هناك".
وعلى مدار سنة من حرب
الإبادة، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن جيش الاحتلال تعمد استهداف مركبات
الإسعاف التابعة لهم ما أدى إلى خروج معظمها عن الخدمة.
وذكر أن استمرار
الهجوم الإسرائيلي والحصار المفروض على الشمال، أعاق عملية إجلاء 80 مريضا من
مستشفيات الشمال إلى مستشفيات مدينة غزة ووسط وجنوبي القطاع.
وقال عن ذلك:
"الجمعية أدخلت خلال الـ48 ساعة الماضية 6 مركبات إسعاف إضافية إلى شمال القطاع
لإجلاء 80 مريضا، لكن الأزمة ما زالت قائمة ولم تتم عملية الإجلاء".
وأشار النمس، إلى أن
توقف مركبات الإسعاف يتزامن مع "نقص حاد في المعدات الطبية والوقود والأدوية
داخل مستشفيات شمال قطاع غزة، ما يضع الفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون هناك في
دائرة الخطر الشديد".
وفي وقت سابق، أعلن
ماهر شامية، وكيل مساعد وزارة الصحة أن "الجيش أعاد وفد منظمة الصحة العالمية
المكلف بإجلاء مرضى العناية المركزة والأطفال من مستشفيات الشمال، ولم يسمح له
بالوصول إلى شمال القطاع".
وأوضح شامية، أن
"الجيش الإسرائيلي منع دخول شاحنات الوقود إلى مستشفيات غزة والشمال للمرة
الخامسة على التوالي منذ بدء العملية العسكرية، الأحد الماضي".
ومنذ 6 أيام، قال
فلسطينيون في شمال القطاع ومؤسسات رسمية إن جيش الاحتلال فرض حصارا مطبقا على
المنطقة ويمنع دخول الإمدادات الأساسية كالمياه والطعام والأدوية، كما يمنع مغادرة
المواطنين ويستهدفهم بالقذائف والنيران.
وأوضح النمس، أن صدور
أوامر الإخلاء القسرية لمناطق الشمال والتهديدات التي وجهت للسكان والطواقم الطبية
هناك "تسببت في خروج 4 نقاط طبية ميدانية عن الخدمة".
وذكر أن مستشفيات شمال
القطاع تواصل عملها رغم الظروف الخطيرة التي تتعرض لها من تهديدات إسرائيلية أو
استهداف مستمر لفرقها الميدانية.
وأشار إلى أن النقص
الحاد في المعدات الأساسية والمستلزمات الطبية مثل الأكسجين وأدوية التخدير يفاقم
من الظروف الصعبة التي تمر بها المستشفيات.
ولفت النمس، إلى أن
"الهلال الأحمر" يواصل "التنسيق مع الجهات الدولية مثل منظمة الصحة
العالمية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة (أوتشا) لمحاولة إدخال
المساعدات الطبية والإغاثية إلى الشمال، في ظل الوضع الحرج للغاية بسبب نقص الوقود
والأدوات الطبية الضرورية".
ويواصل جيش الاحتلال
لليوم السادس هجومه البري على مخيم جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، وسط حصار
بري مطبق، حيث يمنع أي محاولات للدخول والخروج بإطلاق النار المباشر تجاه كل من
يتحرك.
وخلال الأيام الماضية،
كثف الجيش اعتداءاته البرية والجوية شمال القطاع، ما أسفر عن استشهاد وجرح عشرات
الفلسطينيين، فيما يقول جهاز الدفاع المدني الفلسطيني إن جثث الشهداء ما زالت تحت
أنقاض المنازل المدمرة وفي الشوارع وسط تعذر انتشالها جراء الاستهداف المتعمد
لطواقم الإنقاذ.