سياسة عربية

WSJ: قوات خاصة إسرائيلية تدخل أنفاق حزب الله تمهيدا للعملية البرية

أشارت الصحيفة إلى أن الغارات الإسرائيلية شملت دخول أنفاق حزب الله الواقعة على طول الحدود- إكس
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير نشرته، اليوم الاثنين، أن قوات خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت عددا من الأنفاق التابعة لحزب الله على طول الحدود اللبنانية، تمهيدا للعملية البرية المتوقعة.

وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن القوات الخاصة الإسرائيلية تنفذ اقتحامات صغيرة ومحددة الأهداف في جنوب لبنان، لجمع المعلومات الاستخبارية والتقصي قبل توغل بري أوسع نطاقاً قد يحدث هذا الأسبوع.
 
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن هذه الاقتحامات، التي شملت دخول أنفاق حزب الله الواقعة على طول الحدود، حدثت في الآونة الأخيرة، وكذلك على مدى الأشهر الماضية كجزء من الجهود الأوسع التي تبذلها إسرائيل لإضعاف قدرات حزب الله على طول الحدود الفاصلة بين إسرائيل ولبنان.

وأفادت المصادر بأن توقيت التوغل البري قد يتغير، حيث تتعرض إسرائيل لضغوط شديدة من الولايات المتحدة لوقف أي غزو واسع النطاق، ولم يتضح بعد هل ستعمل إسرائيل على الاحتفاظ بالأرض، أم أن التوغل سيكون محدودا.

وقال أمير أفيفي، وهو مسؤول عسكري إسرائيلي كبير سابق لا يزال على اطلاع على ما يجري داخل المؤسسة العسكرية، إن التوغل البري الإسرائيلي وشيك وإن الاقتحامات جزء من التحضير له.

خطوة استفزازية

ترى الصحيفة أن توغلا بريا واسع النطاق سيكون خطوة استفزازية للغاية في المنطقة وضربة أخرى لبلدٍ أثخنته الاجتياحات السابقة التي انتهت في 2000 و2006.

وتؤكد الحكومة الإسرائيلية في هذا السياق أنها تعمل على إنشاء منطقة عازلة لوقف هجمات حزب الله التي أجبرت نحو 60 ألف شخص على النزوح من منازلهم في الشمال، ومنع وقوع هجوم عبر الحدود كالذي قادته حماس ضد إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

وقد عملت إسرائيل -وفقا للصحيفة- على تعزيز قواتها في الشمال مع تحول التركيز إلى القتال مع حزب الله، حيث يوجد على هذه الجبهة قوات أكثر من أي مكان آخر في البلاد حاليا.

وقد أخبر قائد الجيش الإسرائيلي قواته الأسبوع الماضي أن الضربات الجوية ضد حزب الله كانت استعدادًا لاحتمال غزو بري للبنان، بينما أكدت الولايات المتحدة والدول العربية أنها تريد حلاً دبلوماسياً للأزمة، محذرة من خطر اندلاع حرب إقليمية.

على صعيد متصل، عززت الولايات المتحدة قواتها في المنطقة فيما يبدو أنه استعداد لردع أي تدخل إيراني في الأزمة والرد على أي تصعيد، وقال البنتاغون يوم الأحد إنه سيبقي على حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لينكولن والسفن المرافقة لها بالقرب من البحر الأحمر.

وكان من المتوقع أن تغادر حاملة الطائرات لينكولن عندما تصل حاملة الطائرات هاري ترومان، لكن ترومان ستعمل بالقرب من البحر الأبيض المتوسط، ومن غير المعتاد أن تحتفظ الولايات المتحدة بحاملتين في المنطقة.

التمهيد للتوغل
تتابع الصحيفة أن العملية البرية المتوقعة تأتي بعد نحو أسبوعين من العمليات الاستخباراتية عبر أجهزة الاتصالات، والغارات المكثفة على مقرات القيادة والسيطرة والأسلحة التابعة لحزب الله، وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن غارات جوية على أكثر من 2000 هدف الأسبوع الماضي، في أعنف قصف على لبنان منذ سنوات.

وقد اغتالت إسرائيل زعيم حزب الله حسن نصر الله بغارة جوية ضخمة على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة، حيث سوّت بالأرض عدة مبان للقضاء على الرجل الذي قاد الحزب لثلاثة عقود.

وقبل ذلك بأسبوع، انفجرت آلاف أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكي التي كان يحملها أعضاء حزب الله، مما أسفر عن مقتل 37 شخصًا وإصابة حوالي 3000، وبعد ذلك بوقت قصير أدت غارة جوية في بيروت إلى مقتل أكثر من عشرة من أكبر القادة العسكريين للحزب.

وتختم الصحيفة بأن التصعيد بين حزب الله وإسرائيل بدأ بعد فترة وجيزة من الهجمات التي قادتها حماس في 7 تشرين الأول /أكتوبر، حين تبادل الطرفان إطلاق النار بشكل شبه يومي منذ ذلك الحين، مما أدى إلى إخلاء مناطق على جانبي الحدود وأثار مخاوف من التصعيد إلى حرب أوسع نطاقًا.