أدانت عدد من
الدول العربية اغتيال الأمين العام لحزب الله
اللبناني، حسن نصر الله، في غارات لطيران
الاحتلال الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وأعلنت العديد من الدول
الحداد.
وفيما فضلت
دول أخرى الصمت، اكتفت أخرى بالدعوة إلى الهدوء في المنطقة، وما يفسر إحجام عدد من
الدول العربية هو أن حزب الله، بما في ذلك أمينه العام، مصنف كمنظمة إرهابية في
هذه الدول.
إجماع خليجي
صنفت دول مجلس
التعاون الخليجي في آذار/ مارس من عام 2016 حزب الله منظمة إرهابية،
معتبرة أن الحزب يشكل "تهديدا للأمن القومي العربي".
وأصدر المجلس الذي
يجمع كلا من (مملكة البحرين، ودولة الكويت، وسلطنة عمان، ودولة قطر، والمملكة
العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة) قائمة "إرهابية" معتمدة
وموحدة أقرها وزراء داخلية هذه الدول في اجتماع بالعاصمة السعودية الرياض في تشرين
الثاني/ نوفمبر عام 2016.
وإلى جانب حزب
الله اللبناني، صنف المجلس تنظيم الدولة الإسلامية، والقاعدة، وحركة شرق تركستان
الإسلامية، والحركة الإسلامية الأوزبكية، وحركة طالبان الباكستانية، منظمات إرهابية.
وفي أيار/
مايو 2018 أعلنت السعودية إدراج اسم الأمين العام لحزب الله، الراحل حسن نصر الله،
على قوائم الإرهاب، إلى جانب عدد آخر من قيادات الحزب بالشراكة مع الولايات
المتحدة الأمريكية ودول مجلس التعاون الخليجي المنضوية في "مركز استهداف
تمويل الإرهاب".
ولسلطنة عمان كالعادة تحفظاتها على بعض ما يتفق عليه مجلس التعاون، رغم عدم معارضتها لتصنيف الحزب، إلا أن وزير الخارجية العماني
بدر بن حمد البوسعيدي، أشار إلى أن حزب الله يتمتع بدعم شعبي وسياسي كبير داخل لبنان يتعدى الأمور الطائفية.
إلى جانب دول
مجلس التعاون الخليجي، تتهم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا حزب الله بدعم
جماعة أنصار الله اليمنية (الحوثيين)، التي تسيطر على أجزاء من البلاد، غير أنه لا
يوجد إعلان رسمي بتصنيف الحزب حركة إرهابية.
ويشذ عن
الموقف في منطقة الخليج العربي، العراق، الذي لا يعتبر حزب الله منظمة إرهابية،
وأعلنت بغداد الحداد ثلاثة أيام بعد اغتيال نصر الله، بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.
الجامعة
العربية: مواقف متباينة
وبالتوازي مع
إعلان مجلس التعاون الخليجي، أعلنت الجامعة العربية في آذار/ مارس 2016 حزب الله
منظمة إرهابية وطلبت منه التوقف عن نشر "الطائفية والتطرف" والتدخل في
شؤون الدول الداخلية ودعم الإرهاب، وتحفظ على القرار العراق ولبنان.
وفي حزيران/
يونيو 2024 تراجعت الجامعة، وأعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية،
حسام زكي، أن الجامعة لم تعد تصنف حزب الله كمنظمة إرهابية، وذلك عقب زيارته
العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك لإتاحة إمكانية التواصل مع الحزب.
على مستوى
الدول، رفضت تونس تصنيف الحزب منظمة إرهابية، قائلة إنها لا تتدخل في الشؤون
الداخلية للدول الأخرى، داعية الحزب إلى تجنب تهديد استقرار المنطقة.
أما السلطة
الفلسطينية، فلا تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، وأدان رئيس السلطة، محمود عباس،
اغتيال نصر الله، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن عباس
"قدم التعازي لحزب الله اللبناني باستشهاد أمينه العام الشيخ حسن نصر
الله".
وفي الأردن،
تتسم العلاقة مع الحزب بالتوتر، ورغم عدم تصنيفه منظمة إرهابية بشكل رسمي، إلا أن
السلطات الأردنية أعلنت غير مرة اعتقال خلايا مرتبطة بالحزب، ووجهت لأعضائها تهما
متعلقة بالإرهاب أمام محكمة أمن الدولة.
ولا يعتبر
النظام السوري الحزب إرهابيا، وأعلن التعزية باغتيال نصر الله، وأعلن الحداد ثلاثة
أيام وتنكيس الأعلام في الداخل السوري والسفارات والهيئات الدبلوماسية في الخارج.
ولا يصنف لبنان
بطبيعة الحال الحزب إرهابيا، ويملك الحزب نوابا في البرلمان اللبناني، ويعتبر جزءا
من الخريطة السياسية للبلاد.
أما المغرب،
فقد اتهم الحزب في عام 2018 بدعم جبهة البوليسارو الانفصالية، وقطع العلاقات
الدبلوماسية مع إيران التي تدعم الحزب.
ورفضت الجزائر
قرار الجامعة العربية بتصنيف الحزب إرهابيا وذلك على لسان الوزير السابق عبد القادر
مساهل الذي دعا إلى الالتزام بقواعد الأمم المتحدة في تصنيف الجماعات الإرهابية،
والتي لا تشمل بحسب الوزير التشكيلات السياسية المعترف بها وطنيا ودوليا وتساهم في
المشهد السياسي والاجتماعي الوطني.
ولم تصنف مصر الحزب إرهابيا رغم مزاعم بضلوع الحزب في عمليات ضد الدولة المصرية، واستهداف السفن
في قناة السويس، وسياح على الأراضي المصرية، وتقدم المحامي طارق محمود في عام 2017
بدعوى قضائية لإدراج الحزب منظمة إرهابية.
كما لم يعلن السودان
رسميا الحزب منظمة إرهابية، رغم إعلان مسؤول أمريكي في 2020 أن السودان وافق على
اعتبار الحزب منظمة إرهابية، ووافق على التطبيع مع إسرائيل، ودفع تعويضات لضحايا
"العمليات الإرهابية" مقابل إزالة اسمه عن قوائم الدول الراعية للإرهاب.
أما الموقف
الموريتاني فهو ينسجم مع ما تعلنه جامعة الدول العربية حيث قال وزير الاتصال
الموريتاني في 2016 إن بلاده تنسجم مع قرارات الجامعة بشأن حزب الله، لكنها لم
تعلق على قرار إزالته عن قائمة الإرهاب في 2024.
ولم تصدر كل
من ليبيا، والصومال، وجيبوتي أي موقف رسمي معلن وواضح من حزب الله.