حذرت مؤسستا
الأزهر الشريف ودار الإفتاء
المصرية، أمس الجمعة، المواطنين من متابعة أو نشر مقاطع تلاوة
القرآن الكريم المصحوبة بالموسيقى، مشددتين على أن ذلك محظور شرعًا لما يتضمنه من إطلاع على المنكر والتقليل من قدسية القرآن وتأثيره في القلوب.
تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف مؤخرًا تداول ظاهرة جديدة تُعرف بـ"
الأغاني القرآنية"، حيث يتم تلحين الآيات الكريمة وغناؤها باستخدام موسيقى غربية، بزعم الابتكار في تقديم القصص القرآني، وتُروّج هذه المقاطع من خلال حسابات مجهولة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأكد المرصد أن القرآن الكريم هو كلام الله ومعجزته الخالدة، ويحرم شرعًا قراءة القرآن مصحوبًا بالموسيقى. وأشار إلى أن تفسير الحديث النبوي الشريف "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآن" على أنه دعوة لغناء القرآن، هو تحريف وتضليل عن معناه الصحيح، والذي يقصد به تحسين الصوت بالتلاوة.
وأضاف المرصد أن هذه الظاهرة تأتي ضمن موجة مسيئة تستهدف القرآن الكريم والمسلمين، تتضمن حملات حرق المصحف ومحاولات تحريف آياته. كما أنه نبه إلى أن تقديم هذا الشكل الغربي بحجة تسهيل حفظ القرآن يُعد اجتراءً على التراث العظيم لتلاوة القرآن بأصوات عذبة، لا سيما من قراء مصر المشهورين.
ودعا مرصد الأزهر لمكافحة التطرف السلطة التشريعية إلى ضرورة التصدي لظاهرة "الأغاني القرآنية" عبر تفعيل قوانين تجرم ازدراء الأديان، وسنّ تشريعات جديدة تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في التعامل مع النصوص والمقدسات الدينية، للحيلولة دون وقوع مفاسد لا يعلم مداها إلا الله.
من جانبها، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الترويج لهذه المقاطع محرم شرعًا، معتبرة متابعة تلك المقاطع إعانةً على نشر الباطل والمنكر. ودعت الدار المسلمين إلى الإبلاغ عن القنوات التي تبث هذه المقاطع، باعتبارها قنوات تروّج للكراهية والإساءة للأديان.
وأكدت دار الإفتاء المصرية أن قراءة القرآن بمصاحبة المعازف والآلات الموسيقية حرام شرعًا بإجماع الأمة، لما فيه من تهاون بمكانة القرآن وقدسيته، وانتقاص من هيبته في نفوس الناس. وأوضحت الدار أن القرآن الكريم يجب أن يُتلى في أجواء من السكينة والاحترام تليق بجلاله.
وشددت على أن كل محاولات النيل من القرآن باءت بالفشل، بينما يستمر القرآن بالانتشار بفضل حفظ الله وتمسك المسلمين به.
وأشارت الدار إلى أن تحسين الصوت بالقرآن مستحب شرعًا، بشرط الالتزام بالأداء الصحيح، مع مراعاة أحكام التجويد المتلقاة بالسند المتصل. كما أنها دعت الجميع إلى احترام قدسية القرآن وعدم المساس بها، تحقيقًا للهدف الأسمى لرسالته، ككتاب هداية للبشرية.