سياسة عربية

روسيا تدين تفجير أجهزة الاتصال في لبنان.. نوع جديد من الهجمات الإرهابية

قد وقعت هجمات إرهابية أودت للأسف بأرواح عدد كبير من الأشخاص، وعانى منها عدد أكبر من الناس، ولكن هذا نوع جديد تمامًا من الأعمال الإرهابية التي تجمع بين هذا النطاق وتطبيق للتقنيات الجديدة.. (إكس)
أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الجمعة، أن بلادها تشعر بالقلق إزاء التطورات في لبنان، حيث تتصاعد التوترات منذ أيام عدة.

وقالت زاخاروفا في تصريحات مصورة نشرتها الخارجية الروسية على منصة "إكس": "نشعر بقلق عميق إزاء التطورات الخطيرة في الجمهورية اللبنانية. وأذكر أنه في 19 سبتمبر الجاري، قامت الطائرات الإسرائيلية بسلسلة من الغارات المكثفة على عدد من المناطق في جنوب لبنان، وقبل ذلك، وعلى مدى يومين متتاليين 17 و18 سبتمبر الجاري، تعرض لبنان لهجمات إرهابية غير مسبوقة، وكانت هجمات إلكترونية"، وفقا لوكالة سبوتنيك الروسية.

وأوضحت أن "عشرات الأشخاص، بينهم أطفال، سقطوا ضحايا لهذه الهجمات، كما أصيب آلاف الأشخاص"، مشيرة إلى أن "هذا الحدث غير مسبوق في تاريخ المجتمع العالمي".

وأضافت: "لم يسبق أن حدث شيء من هذا القبيل. لقد وقعت هجمات إرهابية أودت للأسف بأرواح عدد كبير من الأشخاص، وعانى منها عدد أكبر من الناس، ولكن هذا نوع جديد تمامًا من الأعمال الإرهابية التي تجمع بين هذا النطاق وتطبيق للتقنيات الجديدة".

وتابعت: "هذا نوع جديد تمامًا من العمل الإرهابي، يجمع بين هذا الحجم واستخدام التقنيات الجديدة، التي تبدو ذات طبيعة مدنية، ولكنها تستخدم لأغراض إرهابية".



وكان عدد كبير من أجهزة الـ"بيجر" قد انفجر في أجزاء مختلفة من لبنان، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وأصيب ما يصل إلى أكثر من 3 آلاف شخص، وتوفي 37 آخرون، ولم يعرف بعد سبب التفجير المتزامن لآلاف الأجهزة، واتهم "حزب الله" والسلطات اللبنانية إسرائيل في الحادث.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية اليوم الجمعة إن ثمانية على الأقل استشهدوا وأصيب 59 آخرون في حصيلة أولية للغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت شقة سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وسُمع دوي انفجارات قوية في العاصمة اللبنانية جراء ما قيل إنها صواريخ أطلقتها مسيرة إسرائيلية، كما شوهدت سحابة كثيفة من الدخان تتصاعد فوق العاصمة.

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام"، بأن طائرة حربية من طراز F35 شنت غارة على شقة في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقالت مصادر إسرائيلية إن "الغارة استهدفت قائد قوة الرضوان إبراهيم عقيل" ما أدى إلى مقتله، وهو "الرجل العسكري الثاني في حزب الله بعد فؤاد شكر"، الذي قتل بغارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية في 30 يوليو/تموز.

وأعلن حزب الله أنه استهدف مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات في المنطقة الشمالية في إسرائيل، المسؤولة ‏عن الاغتيالات في قاعدة ‏ميشار ب‏صواريخ الكاتيوشا.‏

وكانت إسرائيل استهدفت أمس الخميس "بالقذائف الفوسفورية والدخانية أطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية (جنوب)، ما أدى إلى تصاعد الدخان الكثيف على الحدود المشتركة مع فلسطين المحتلة في القطاع الأوسط". وفق الوكالة.

تأتي هذه التطورات بعد استشهاد 25 شخصا وإصابة 608 بينهم 61 في العناية الفائقة، جراء موجة تفجيرات ضربت أجهزة اتصال لاسلكية من نوع "أيكوم" في أنحاء لبنان، الأربعاء، وفق وزارة الصحة.

وجاءت هذه التفجيرات غداة أخرى مماثلة ضربت أجهزة المناداة الإلكترونية "بيجر"، وأدت إلى مقتل 12 شخصا، بينهم طفلان، وإصابة نحو 2800 آخرين، منهم 300 بحالة حرجة، بينما حملت حكومة لبنان و"حزب الله" المسؤولية لإسرائيل التي التزمت الصمت الرسمي.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

إقرأ أيضا: قصف متبادل بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله.. وحرائق شمالي الأراضي المحتلة