سياسة عربية

طابور جرافات يهب لرفع الأنقاض عن مخيم جنين بعد انتهاء العدوان (شاهد)

جرف الاحتلال 20 كيلومترا من الطرقات في جنين- الأناضول
منذ اللحظات الأولى لانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية، انتشرت دعوات عبر منصات التواصل الاجتماعي تحث على تقديم الدعم والمساعدة للأهالي المتضررين.

وتجمعت فرق شبابية للمساهمة في إعادة بناء المدينة وإصلاح ما تضرر، بينما توافدت جرافات وجرارات وشاحنات من مختلف قرى المحافظة للمشاركة في إزالة الركام وإصلاح الشوارع المتضررة.

وبمجرد الانسحاب ظهرت مشاهد الدمار واضحة في شوارع وأحياء المدينة، حيث تعرضت الطرقات وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، بالإضافة إلى ممتلكات المواطنين والمحلات التجارية، لأضرار جسيمة.

واصطفّت على مداخل المدينة آليات المواطنين القادمة من قرى جنوبي وغربي جنين في طوابير مزدحمة، بانتظار دورها للمساهمة في إعادة الإعمار والعمل في وسط وأحياء المدينة.

المبادرة لاقت تفاعلًا إيجابيًا واسعًا في الشارع الفلسطيني، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات تُظهر الجرافات التي جاءت لدعم جنين، فيما أطلق البعض على هذه الجهود اسم "فزعة الجرافات". حيث قام عدد من الشبان في بلدة "جبع" بالتجمع برفقة جرافاتهم الخاصة.

وفي الجمعة الماضي انسحبت قوات الاحتلال من مدينة جنين ومخيمها، ما كشف عن دمار واسع وغير مسبوق في الشوارع والمنازل والبنية التحتية، جراء العدوان العسكري الذي استمر لمدة 10 أيام وأسفر عن استشهاد 21 مواطنًا وإصابة أكثر من 30 آخرين.


وأعادت هذه المشاهد للأهالي ذكريات اجتياح الاحتلال عام 2002، عندما تعرضت مدينة جنين ومخيمها لدمار مشابه على أيدي قوات الاحتلال.

وبحسب بلدية جنين فإن الاحتلال الإسرائيلي دمّر 70% من شوارع المدينة خلال حملته العسكرية الأخيرة، التي تعد الأعنف خلال العشرة أيام الماضية. وأشارت إلى أن الاحتلال قام بتجريف 20 كيلومتراً من الطرقات، بالإضافة إلى إحراق 10 منازل في مخيم جنين بالكامل، نتيجة استهدافها بقذائف "الإنيرجيا".

وأكدت البلدية في بيانها أن فرق العمل التابعة لها غير قادرة على إزالة الركام أو إصلاح الأضرار وحدها، داعية إلى ضرورة تقديم الدعم من الدفاع المدني ووزارة الأشغال العامة لإتمام عمليات إعادة البناء وإصلاح البنية التحتية.