وجهت الكاتبة والمترجمة ريم منصور الأطرش رسالة إلى
الدروز في الأراضي
الفلسطينية المحتلة للوقوف ضد
الاحتلال الإسرائيلي بشكل واضح والانشقاق عن جيشه، مشيرة إلى تحمل الطائفة الدرزية الظلم من أجل البقاء على أرض وطنها فلسطين.
وقالت ريم منصور، وهي حفيدة القائد العام للثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي سلطان باشا الأطرش: "لقد قدّر أهلنا جميعا تمسككم وتشبّثكم بأرضكم منذ عام 1948، عام النكبة التي حلت ببلاد الشام عامة، وبفلسطين على وجه الخصوص، كما قدّر الجميع تحمّلكم الجور والظلم، من القاصي والداني، في سبيل بقائكم في أرض الوطن، فلسطين الحبيبة".
وأشارت في مقال نشر في صحيفة "
الأخبار" اللبنانية وحمل عنوان "نداء إلى بني معروف في فلسطين الحبيبة"، إلى وثيقة يعود تاريخها إلى 16 حزيران/ يونيو من عام 1948، وهي من أرشيف أسد سليم الأطرش، من المجيمر في جبل العرب.
وبحسب الكاتبة، فقد ورد في الوثيقة ما يأتي: "من فلسطين، وصل الشيوخ أمين طريف وعلي الملحم وجبر داهش المعدّي إلى القريّا، جبل العرب، في التاريخ أعلاه، طالبين نصيحة من سلطان باشا الأطرش: هل يقومون بإخلاء قراهم في فلسطين، المجاورة لبعض القرى التي أصبحت للمستوطنين الصهاينة، من أجل الذهاب للعيش في جبل العرب؟".
وكان جواب سلطان الأطرش، بحسب الوثيقة: "إياكم ثم إياكم ترك قراكم. غيركم باع واشترى، أما أنتم، فما بعتم ولا اشتريتم. فعليكم الصمود في أرضكم والمحافظة على أرضكم وعرضكم، وإذا ما نزحتم إلينا، فلن نقبلكم أبدا، فأطاع الوفد مشورة الباشا".
وقالت الكاتبة مخاطبة الدروز: "لقد تحمّلتم مُرغَمين الخدمة الإلزامية في جيش الاحتلال، وبدأتم ترفضون تلك الأوضاع شيئا فشيئا، منذ عقود، تجاوبا مع نداءات سلطان الأطرش المتكررة، لكن التعتيم على ما تكابدونه لا يزال واسعا، كي لا يصل إلينا صوتكم الرافض للاحتلال الظالم".
وأضافت متسائلة :"لماذا اصطلح الناس، من مختلف الأطياف في بلاد الشام، إطلاق اسم "بني معروف" على الموحدين؟"، مجيبة بالقول: "لأنهم لمسوا منهم كل ما هو حق وخير وجمال! فتاريخ الموحّدين الحديث في بلاد الشام رافض للاحتلالات، على مختلف أشكالها ومشاربها".
وأشارت إلى أن "الكثير من شباب الموحّدين من بني معروف في فلسطين، عرفوا هدف العدو الصهيوني من إجبارهم على الخدمة الإلزامية، فرفضوها ودخلوا السجون لسنوات، لأنهم رفضوا قتال أهلهم في فلسطين، ومن لم يرفض ذلك إلى يومنا هذا، بعد كل ما يحدث من إبادة في غزة واليوم في الضفة الغربية، فهو بالنسبة إلى أغلب أهل بلاد الشام، لم يعد ينطبق عليه الاسم المعروفي الأصيل"، بحسب تعبيرها.
وشددت الكاتبة على أن "معركة تحرير فلسطين بدأت منذ السابع من أكتوبر 2023، وهي، إن طالت أم قصرت، وعلى الأرجح ستطول، لن تنتهي إلا بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، لتعود فلسطين حرّة عربية كما كانت قبل وجود هذا الاحتلال الإحلالي".
وتابعت مخاطبة الدروز: "برأيكم، يا أهلنا في فلسطين، إلى أي جانب يحتم عليكم الواجب المعروفي أن تكونوا؟".
واختتمت ريم منصور الأطرش مقالها بالقول: "أرجو من الله أن يكون خياركم هو الخيار الصحيح هو خيار الحق ضد الباطل الاستعماري الإحلالي، أرجو أن أرى كتيبة الموحّدين في جيش الاحتلال قد انشقتْ عنه وانضمّت بعتادها وعديدها إلى المقاومين الأشاوس. فهكذا تكونون إلى الجانب الصحيح للتاريخ، لتساهموا في تحرير فلسطين".