نشرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية تقريرًا، تحدثت فيه عن دعوة نواب من ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي حكوماتهم إلى إعادة النظر في العلاقات مع أوكرانيا في حال ثبت تورطها في تقويض خط أنابيب نورد ستريم في أيلول/ سبتمبر 2022.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الخبراء يشككون في مدى معقولية فرضية تورط السلطات الأوكرانية في التخريب، موجهين أصابع الاتهام إلى واشنطن.
كيف يتفاعل الغرب مع المعلومات حول نورد ستريم؟
وتضيف الصحيفة أنه بعد التقارير الأخيرة التي نشرتها وسائل الإعلام الألمانية وصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية حول تورط
كييف المحتمل في انفجار نورد ستريم، دعا بعض السياسيين الغربيين إلى إعادة النظر في العلاقات مع كييف.
وهكذا، فإن "حزب الحرية" الهولندي الذي يتزعمه خيرت فيلدرز، والذي يتمتع بأكبر تمثيل في مجلس النواب في برلمان البلاد، ناشد الحكومة رسمياً مطالباً "بتوضيح" الوضع. ويصر النواب بشكل خاص على ضرورة إعادة النظر في العلاقات بين هولندا وأوكرانيا في حال تأكد تورط كييف. كما يرى زميلهم في الائتلاف خينك فيرمير، أن الكشف عن المسؤولين عن التفجيرات يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على العلاقات بين البلدين، لكن "الشيء الأهم ليس من فعل ذلك، بل من أمر به".
وتحدثت نائبة البرلمان الألماني، من حزب اليسار، سارة واجنكنخت، بشكل أكثر وضوحًا، حيث دعت "ائتلاف إشارة المرور" الحاكم في البلاد إلى وقف إمدادات الأسلحة على الفور في حال تبين أن كييف متورطة في الهجوم على نورد ستريم.
ووفق إريك دينيس، الذي يشغل حاليًا منصب مدير المركز الفرنسي للدراسات الاستخبارات (سي.إف2.إر)، فإن موقف الغرب فيما يتعلق بالمساعدة العسكرية لكييف لن يتغير، مشككًا - في الوقت نفسه - في صحة سيناريو تورط كييف في استهداف خط أنابيب "نورد ستريم".
وبحسب الموقع، يرى دينيس أنه بدلا من ذلك تشير جميع الحقائق في رأيه إلى تورط الولايات المتحدة في تدمير خطوط أنابيب الغاز. في الوقت نفسه، يعتقد دينيس أن الغرب لديه أسباب أخرى للتوقف عن مساعدة كييف، مثل اعترافها بتورطها في الهجوم الذي شنه مسلحون الطوارق على جنود مالي في نهاية تموز/ يوليو. في جميع الأحوال، يتعين على الغرب النأي بنفسه عن كييف، حتى لو كان ذلك فقط بسبب ما حدث في أفريقيا. وأوضح دينيس أن مساعدة الأوكرانيين، وبالتالي الأمريكيين، الطوارق في تنفيذ الهجمات تشير إلى قيامهم بشكل غير مباشر أو حتى بشكل مباشر جدًا بتعليم الجماعات الإرهابية أساليب عمل جديدة.
وتزعم صحيفة وول ستريت جورنال، في مقال بتاريخ 14 آب/أغسطس، أنه تمت الموافقة على عملية تدمير نورد ستريم من قبل زيلينسكي. وبحسب الصحيفة، عندما علمت واشنطن بذلك أجبرته على التخلي عن هذه الخطط. ومع ذلك؛ فإن قائد القوات المسلحة الأوكرانية في ذلك الوقت، فاليري زالوجني، عصى الأمر وواصل العملية.
وتدَّعي موسكو أنه من خلال نشر مثل هذه المعلومات، يحاول الغرب إعفاء نفسه من المسؤولية عن الهجوم الذي طال نورد ستريم.
وتابع دينيس بالقول: "إنهم يريدون من الجميع نسيان الاقتباسات غير المريحة من القيادة الأمريكية حول أهمية تدمير خطوط أنابيب الغاز. إنهم يحاولون تحميل عملائهم الأوكرانيين المسؤولية على الرغم من إدراكهم أن كييف لن تتخذ خطوة واحدة دون الحصول على الضوء الأخضر من واشنطن".
من الذي فجر نورد ستريم؟
وأوردت الصحيفة أن التقارير حول تورط كييف في أعمال تخريبية بدأت تظهر في وسائل الإعلام بعد أيام قليلة من بدء هجمات القوات المسلحة الأوكرانية على منطقة كورسك. في الأيام الأولى بعد الهجوم على كورسك، أكد الغرب أن تصرفات كييف فاجأته.
في الوقت الراهن، تتلاءم التقارير حول تورط أوكرانيا المحتمل في الهجمات على نورد ستريم بشكل جيد مع المناقشات حول تعسف كييف واستقلالها في التعامل مع الشركاء الغربيين.
ويرى الخبير السياسي المجري غابور ستير أن النسخة المطروحة لمسؤولية أوكرانيا عن تدمير خط أنابيب الغاز هي وسيلة يمكن للغرب استخدامها حسب تقديره ضد موسكو وكييف. من ناحية، يمكن أن يُظهر هذا أن أوكرانيا قوة قادرة على القيام بعمليات معقدة مثل تدمير خط أنابيب الغاز وتحقيق اختراق في منطقة كورسك. ومن ناحية أخرى يمكن استخدام هذا أيضًا كأداة لاحتواء أوكرانيا، من أجل إخبارها في اللحظة المناسبة "أنها لا تفعل ما تحتاج إليه".
ويعتقد ستير أن كييف لم تكن لتقرر ولم يكن بإمكانها تنفيذ مثل هذه العملية المعقدة بمفردها دون موافقة ومساعدة واشنطن. وفي الوقت نفسه، يشكك ستير في تخلي أوروبا عن مساعدة كييف، مؤكدا على إمكانية استخدام مثل هذه الاتهامات في المستقبل كوسيلة للضغط عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات مع
روسيا.
وفي ختام التقرير، نوهت الصحيفة بأن الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك خلق نوعًا من الضبابية بشأن الوضع. وفي حال لم تعرب وسائل الإعلام الغربية عن سعادتها بتصرفات القوات المسلحة الأوكرانية، فإن رد فعل المسؤولين متحفظ إلى حد ما.
للاطلاع إلى النص الأصلي (
هنا)