سياسة دولية

بلينكن يعلق على اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى

تحذيرات من نوايا الاحتلال تجاه المسجد الأقصى ومدينة القدس- الأناضول
أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن "الولايات المتحدة تعارض بقوة زيارة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى في القدس المحتلة".

وقال بلينكن، إن زيارة بن غفير أظهرت تجاهلا صارخا للوضع الراهن التاريخي للأماكن المقدسة في القدس، مشيرا إلى أن واشنطن تتطلع إلى منع "حكومة إسرائيل من ارتكاب حوادث مماثلة في المستقبل".

من جانبه، قال نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، "لن  أتحدث عن ما هو ممكن أو غير ممكن، لكنني أود أن أقول إننا بالتأكيد نولي اهتماما وثيقا للإجراءات والأنشطة التي نجد أنها تنتقص من أمن إسرائيل، وتساهم في انعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة، ومن المؤكد أن هذه هي الإجراءات التي رأيناها ، والتي شارك فيها بن غفير".

وأكد باتيل أن الولايات المتحدة "تقف بحزم من أجل الحفاظ على الوضع الراهن التاريخي فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس، وهذا يعني أن أي عمل أحادي الجانب مثل هذا يعرض الوضع الراهن للخطر يعد أمرا غير مقبول".

وبين، "ليس هذا فحسب، بل إنه جاء في وقت حيوي حيث نعمل على تحقيق اتفاق وقف إطلاق النار، وهذا ينتقص من هدفنا المعلن للمنطقة، وهو حل الدولتين، دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية جنبا إلى جنب، تعيشان بكرامة ووئام".

وأردف،  "نحن ندرك مدى أهمية المكان المقدس، لذا نحث جميع الأطراف على احترام الوضع الراهن ولكن من المؤكد أن أفعالاً مثل نجدها غير مقبولة".


واقتحم مئات المستوطنين، صباح  الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، وسط حماية وحراسة مشددة من قوات الاحتلال التي فرضت قيودا كبيرة في محيط المسجد وفي البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة.

وشارك في الاقتحامات الوزير المتطرف بحكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، ووزير النقب والجليل يتسحاك فاسرلوف، مع رئيس إدارة ما يسمى "جبل الهيكل" الحاخام شمشون إلبويم، وعضو لجنة الخارجية والأمن البرلمانية عميت هاليفي من حزب "الليكود" الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وعلى ضوء ذلك، يدرس حزب "يهدوت هتوراه" الديني الإسرائيلي بقاءه في حكومة بنيامين نتنياهو، بعد أن أقدم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير على المس بقدسية المسجد الأقصى من خلال اقتحامه رفقة مئات المستوطنين المتطرفين وممارسة طقوس تلمودية واستفزازية.

وقال عضو الكنيست موشيه غافني في منشور على منصة "إكس": "إن المس بقدسية جبل الهيكل (المسجد الأقصى) والوضع القائم، ليس له أهمية بالنسبة للوزير بن غفير الذي يقف ضد رجال إسرائيل العظماء والحاخامات الكبار منذ أجيال"، وفق تعبيره.

وأضاف أن "الضرر الذي يلحقه بالشعب اليهودي كبير بشكل لا يطاق، كما أنه يسبب كراهية لا مبرر لها في يوم خراب الهيكل"، وفق تعبيره.

وتابع غافني: "سيتعين علينا أن نتحقق من الحاخامات ما إذا كان بإمكاننا أن نكون شركاء معه (بن غفير)، وأن نوضح ذلك لرئيس الوزراء أيضًا".

ويلتزم حزب "يهدوت هتوراه" بالفتوى الصادرة عن حاخامات إسرائيل منذ العام 1967، بعدم اقتحام منطقة المسجد الأقصى "لعدم توفر عنصر الطهارة".

ويلتزم الغالبية العظمى من الإسرائيليين بهذه الفتوى، ويمتنعون عن الاقتراب من منطقة المسجد الأقصى. وتعتقد الغالبية من اليهود أن المسجد الأقصى أقيم على أنقاض الهيكل.

وتعارض مجموعات إسرائيلية صغيرة، بما فيها حزب "القوة اليهودية" الذي يقوده بن غفير، الفتوى الصادرة عن حاخامات إسرائيل. وتدعو هذه المجموعات إلى اقتحام المسجد، وأداء الصلوات فيه لحين إقامة الهيكل على أنقاضه.

وقال بن غفير في رسالة فيديو من داخل المسجد الأقصى، اليوم الثلاثاء، خلال اقتحامات واسعة نفذها مستوطنون متطرفون: "لقد حققنا تقدمًا كبيرًا في سيادة إسرائيل هنا. سياستنا هي السماح لليهود بالصلاة".


غير أن مكتب نتنياهو رد عليه في بيان: "تحديد السياسات في الحرم القدسي يخضع مباشرة للحكومة ورئيسها".

 وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى المبارك، إن "نحو 2250 مستوطن اقتحموا باحات المسجد الأقصى في الساعات الأولى من الاقتحام".

وأفادت بأن المستوطنين قاموا بتدنيس الباحات، وأدوا طقوسا تلمودية، في مشهد غير مسبوق من عمليات الاقتحام، ورفعوا العلم الإسرائيلي في باحاته، إذ من المتوقع أن يقتحم آلاف المستعمرين المسجد الأقصى خلال هذا اليوم في فترتي الاقتحام الصباحية والمسائية.

وأضافت الأوقاف، أن قوات الاحتلال عرقلت دخول المصلين إلى باحات المسجد الأقصى، ونشرت قوات كبيرة على أبوابه من أجل تسهيل عمليات اقتحام المستوطنين.

وحوّلت شرطة الاحتلال البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، ونشرت مئات من عناصرها على مسافات متقاربة، خاصة عند بوابات المسجد الأقصى، وشددت إجراءاتها العسكرية عند أبوابه وأبواب البلدة القديمة، وفرضت قيودا على دخول المصلين.

وتأتي هذه الاقتحامات بعد دعوات من قبل مستوطنين متطرفين لاقتحام واسع للأقصى، في ذكرى ما يعرف بـ"خراب الهيكل" المزعوم.

وانطلقت دعوات واسعة لشد الرحال وتكثيف الرباط وصد اقتحامات المستوطنين، وحماية المسجد المبارك من مخططات الاحتلال والمستوطنين.


وأكدت الدعوات على ضرورة شد الرحال من أهالي القدس والداخل الفلسطيني المحتل، وكل من يستطيع الوصول للأقصى من أهالي الضفة الغربية، للدفاع عنه أمام جرائم الاحتلال الخطيرة ضد الفلسطينيين ومقدساتهم.

بدوره، قال الناشط المقدسي وعضو رابطة أمناء الأقصى فخري أبو دياب: "جماعات الهيكل تستغل أي مناسبة لتوظفها في زيادة الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك والاقتحامات والاستفزازات، ومحاولة تغير الوضع التاريخي في المسجد".

وأوضح أن جماعات الهيكل تستغل انشغال العالم بتسليط الضوء على غزة، إلى جانب أن هذه الحكومة هي جزء من هذه الجماعات، ويريدون تصعيد الأوضاع بشكل أكبر، خاصة في القدس المحتلة، وتسجيل إنجازات سياسية على حساب المسجد الأقصى المبارك.