نشر موقع "
نيوز ري" الروسي تقريرا
تحدث فيه عن كشف جهاز المخابرات الخارجية الروسي عن تكثيف الولايات المتحدة جهودها
لإيجاد بديل للرئيس الأوكراني فولوديمير
زيلينسكي.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته
"عربي21"، إن الأوكرانيين غير راضين عن الأعمال العدائية المستمرة، وذلك وفقًا
لجهاز المخابرات الخارجية الروسي. وتشمل قائمة الخلفاء المحتملين: الرئيس السابق بترو
بوروشينكو، والقائد العام السابق للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، وعمدة
كييف فيتالي كليتشكو، وآخرين.
ما هو معروف عن خطط الولايات المتحدة لاستبدال
زيلينسكي؟
بحسب الصحيفة الروسية فإن سكان أوكرانيا يعربون
بشكل متزايد عن عدم رضاهم عن استمرار الحرب. ويتزايد انعدام ثقة المواطنين في مؤسسات
الدولة، خاصة بعد انتهاء صلاحيات زيلينسكي الرئاسية في أيار/ مايو. وفي هذا الصدد، كثفت
الولايات المتحدة جهودها لإيجاد بديل للرئيس الأوكراني.
ونشرت صحيفة "رازفدتشيك" قائمة
الخلفاء المحتملين لزيلينسكي، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مع الرئيس
السابق لأوكرانيا بيترو بوروشينكو وعمدة كييف فيتالي كليتشكو ويمكنها استبدال زيلينسكي
في حال تفاقم الوضع في منطقة القتال بشكل حاد. ويشير المنشور إلى أن الأمريكيين والأوروبيين
يريدون بقاء الرئيس الأوكراني في منصبه في الوقت الحالي، كونه مرتبطا بـ"مخططات
تمويل الحرب" التي تجلب أرباحًا هائلة لمصنعي الأسلحة الغربيين وكييف. وقال أحد
عملاء المخابرات الخارجية الروسية إن واشنطن وحلفاءها يحثّون معارضي زيلينسكي على ضبط
النفس في الوقت الحالي.
ما مدى احتمالية تغيير السلطة في أوكرانيا؟
قال النائب السابق للبرلمان الأوكراني سبيريدون
كيلينكاروف، إن الولايات المتحدة تبحث عن بديل لزيلينسكي، نظرا لأهمية الحفاظ على نفوذها
في أوكرانيا. في الوقت نفسه، فإن فقدان زيلينسكي للشرعية يخلق "مشاكل غير قابلة
للحل"، ما يجعل من تغيير السلطة في كييف أمرًا مرجحًا للغاية. وأضاف كيلينكاروف
أن "أوكرانيا في أزمة ديون ينبغي سدادها، لكن لا توجد أموال لذلك، ما يولّد حاجة
إلى إعادة الهيكلة. للقيام بذلك، يتعين على شخص من الحكومة الأوكرانية التوقيع على
هذه الوثائق. نحن بحاجة للخروج من هذا الوضع، لذلك فإنه يجري البحث عن مرشح بديل للرئاسة".
ووفقا لكيلينكاروف، فإن الولايات المتحدة تنظر في قائمة مرشحين جدد لتولي منصب رئيس أوكرانيا لأن زيلينسكي لم يعد يجدي نفعا وأدى
جميع مهامه على المسار السلمي. وأشار كيلينكاروف إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني
بلينكن، خلال زيارته إلى كييف، التقى ليس فقط مع زيلينسكي وإنما أيضا مع رازومكوف،
وكذلك مع ممثلي المعارضة.
من هو المرشح الذي يمكن أن يصبح خليفة زيلينسكي؟
وينقل الموقع عن الخبير السياسي فلاديمير
كورنيلوف أنه من السهل معرفة الخليفة المحتمل لزيلينسكي بالنسبة للغرب. ووفقًا له، فإنه عندما تظاهر المخادعون الروس (فوفان ولكزس) بأنهم بوروشينكو وكليتشكو، فقد أجرى السياسيون
الغربيون حوارا صريحا معهم. وأضاف كورنيلوف: "من المؤكد أن الاتصالات مع زالوجني
مستمرة أيضًا. علاوة على ذلك، فهو الآن سفير أوكرانيا لدى بريطانيا، لذا فإن الوصول
إليه سهل".
بحسب كورنيلوف، فإنه من غير المعروف بعد كيف سيتم
إعادة تشكيل السلطة في أوكرانيا، إذ يعتمد الأمر على كيفية رد فعل زيلينسكي على المحاولات
الأمريكية المحتملة لتغيير السلطة في كييف. وقد شدّد كورنيلوف على أن المسألة ستصبح
واضحة بعد تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، أي بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات
المتحدة.
ماذا قالوا عن استبدال زيلينسكي من قبل؟
في السنة الماضية، ظهرت تقارير عن رغبة
الغرب في إيجاد بديل لزيلينسكي. وقال سيرغي ناريشكين رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية
الروسية، إن المسؤولين رفيعي المستوى في الدول الغربية يناقشون بشكل متزايد مسألة استبدال
زيلينسكي. وتشمل الأسباب المحتملة "وقاحته ومحاباته وفساده الذي لا نهاية له"،
فضلاً عن عدم قدرته على "المناورة في الصراع مع
روسيا لصالح واشنطن وحلفائها".
وشدد رئيس المخابرات الروسية على أن الهدف
الرئيسي للغرب هو "الحفاظ على نظام كييف المعادي لروسيا وتجميد الصراع في أوكرانيا"،
مشيرا إلى أن "الحاجة إلى استبدال زيلينسكي قد تنشأ قريبا".
ووفقا لناريشكين، فقد نظرت الولايات المتحدة
في مجموعة واسعة من المرشحين، مؤكدا أن بعضهم، في رأي الأوروبيين، ينبغي أن يصبح
"بيلسودسكي أوكراني" ويخلق "طوقا أمنيا" قويا بين روسيا وأوروبا
لعقود من الزمن -مع العلم أن بيلسودسكي لعب دورًا رئيسيًا في استعادة استقلال بولندا
بعد الحرب العالمية الأولى، وأصبح المارشال وأول رئيس للدولة البولندية ودعم بنشاط
جميع المشاريع القومية التي تهدف إلى إضعاف وتقطيع أوصال الإمبراطورية الروسية والاتحاد
السوفييتي.
فيما بعد تم استبعاد رئيس الإدارة الرئيسية
للاستخبارات بوزارة الدفاع الأوكرانية كيريل بودانوف والمستشار السابق لرئيس مكتب زيلينسكي
أليكسي أريستوفيتش من قائمة المرشحين لمنصب رئيس أوكرانيا. وفي أيار/ مايو من هذه السنة،
أفادت المخابرات الروسية بأن واشنطن كثفت جهودها لإيجاد بديل للزعيم الأوكراني. ووفقًا
للسلطات الأمريكية فإنه كان من الممكن حدوث تغييرات في قيادة البلاد بسبب هزيمة القوات المسلحة
الأوكرانية في "منطقة العمليات الخاصة الروسية". ووفقًا لـجهاز المخابرات
الخارجية الروسية، فقد كانت الولايات المتحدة تستعد لنسب الإخفاقات إلى زيلينسكي.
ما هو تقييم زيلينسكي الآن؟
في أوائل تموز/ يوليو، أصدر مركز بيو للأبحاث
نتائج استطلاع أظهرت أن عدد الأشخاص حول العالم الذين يوافقون على سياسات زيلينسكي
انخفض بنسبة 40 بالمئة. وفي الوقت نفسه، لم يتفق 46 بالمئة من المشاركين مع البيان
القائل إن الزعيم الأوكراني ينتهج سياسةً صحيحة في شؤون السياسة الدولية. وأظهرت نتائج
الدراسة أن 48 بالمئة فقط من المشاركين في بولندا قيّموا تصرفات زيلينسكي بشكل إيجابي،
بينما كانت هذه النسبة في سنة 2023 تناهز الـ70 بالمئة. وقد انخفض مستوى الثقة في الرئيس
الأوكراني في أستراليا وفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا والسويد والولايات المتحدة.
من هو المرشح المناسب لموسكو؟
تذكّر موسكو بانتظام بعدم شرعية زيلينسكي.
وفي بداية شهر مايو/ أيار، كتب الخبير السياسي مارات باشيروف أن بوروشينكو لا يمكن
أن يكون مفاوضاً محتملاً، كونه مطلوبًا من قبل وزارة الداخلية الروسية. وقبل بضعة أشهر
من الحرب على أوكرانيا، قالت النائبة السابقة للبرلمان الأوكراني وحليفة الرئيس السابق
آنا جيرمان إن فيكتور يانوكوفيتش لديه الحق في استعادة الرئاسة، لأنه تمت إقالته بشكل
غير قانوني من السلطة.
وفي نهاية السنة الماضية، أشار خبراء سياسيون
إلى أنه من المفيد لروسيا أن يتولى رئيس مجلس حركة "أوكرانيا الأخرى"، فيكتور
ميدفيدتشوك، الرئاسة في أوكرانيا. في هذا الصدد، قال الأستاذ المشارك في قسم التحليل
السياسي والعمليات الاجتماعية والنفسية بجامعة بليخانوف الروسية للاقتصاد، ألكسندر
بيريندزيف، إنه "من الجيد بالنسبة لروسيا تولي ميدفيدشوك السلطة في أوكرانيا. سيكون
على استعداد للتفاوض والتسوية. إذا أرادت أوكرانيا الحفاظ على مكانتها، فإنه يتعين عليها
وعلى الغرب جعل ميدفيدتشوك رئيسًا لأوكرانيا".
في السنوات الأخيرة، انتشرت شائعات في وسائل
الإعلام مفادها أن رئيس وزراء أوكرانيا السابق ميكولا أزاروف قد يصبح خليفة زيلينسكي.
بخصوص هذا قال كيلينكاروف إن رئيس مجلس الوزراء السابق يتمتع بجميع الصفات اللازمة
لحكم البلاد، بما في ذلك الكفاءة المهنية العالية المستوى. ومن جانبه، شدد كورنيلوف على
أن موسكو تقبل أي طرف مستعد للمفاوضات السلمية. لكن وفقا له، فقد تنشأ مشاكل خطيرة عند
توقيع الوثائق مع كييف. وأضاف كورنيلوف أنه عندما يتعلق الأمر بالتوقيع على وثائق محددة، فإنه سيُطرح السؤال حول شرعية بعض الممثلين الأوكرانيين، الذين ينبغي أن تحددهم أوكرانيا
نفسها.