نشر موقع "
كوين تريبون" الفرنسي تقريرا
تحدث فيه عن انضمام المملكة العربية
السعودية إلى مشروع نظام الدفع الدولي الجديد
"إم بريدج" باعتبارها خطوة أخرى نحو نهاية البترودولار والبيتكوين.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته
"
عربي21"، إن بنك التسويات الدولية والبنوك المركزية في الصين وهونغ
كونغ وتايلاند والإمارات العربية المتحدة تعمل على مشروع "إم بريدج"
منذ أكثر من ثلاث سنوات، وهو نظام دفع دولي يستخدم العملات الرقمية للبنك المركزي.
تعتبر الصين المهندس الرئيسي لهذا المشروع الذي يمكن أن ينافس شبكة سويفت. ويضم
هذا النظام البلوكتشين الذي يوفر ميزة الدفع الفوري عبر الحدود من خلال ما يسمى
بالمدفوعات الذرية بالإضافة إلى معاملات الصرف الأجنبي.
حقق نظام "إم بريدج" مؤخرًا إنجازا كبيرا
باستكمال نموذجه الأولي وقرار المملكة العربية السعودية بالانضمام إلى المشروع.
وفقًا لبنك التسويات الدولية، قامت البنوك المركزية الأربعة بنشر عقدة التحقق وقام
عدد قليل من البنوك التجارية بالفعل بتنفيذ معاملات اختبارية. تشارك الشركة
الصينية العملاقة "تينسنت" منذ أيلول/ سبتمبر 2023 في التحقق من حالات
الاستخدام للمدفوعات عبر الحدود بالإضافة إلى تطوير المنصة.
السعودية تحمي ظهرها
ذكر الموقع أن انضمام المملكة إلى مجموعة
"البريكس" أمر مهم. من خلال هذه الخطوة، تظهر البلدان الأعضاء عزمها على
تطهير تجارتها من الدولار. وعليه يعني انضمام السعوديين أن صادرات النفط السعودية
إلى الصين يمكن أن تتم يومًا ما باستخدام نظام "إم بريدج".
والجدير بالذكر أن الرئيس الصيني شي جين بينغ دعا في
تشرين الثاني/نوفمبر 2022 أثناء زيارته الرياض دول الخليج إلى قبول العملة الصينية
اليوان كوسيلة للدفع. ومن العلامات الواضحة الأخرى أن البنكين المركزيين في
البلدين وقّعا في تشرين الثاني/ نوفمبر على اتفاقية مبادلة عملات بقيمة 50 مليار
يوان.
وتساءل الموقع عن الإجراءات التي يمكن أن تتخذها
الولايات المتحدة في حال التخلي عن البترودولار وعما إذا كان بث قناة "سي بي
إس" الأمريكية للتو اتهامات بتواطؤ الحكومة السعودية في هجمات 11 أيلول/
سبتمبر 2001 مجرد صدفة تزامنًا مع زيارة وزير الدفاع السعودي إلى الصين هذا
الأسبوع. علاوة على ذلك، وقّع مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي وبنك الشعب
الصيني اتفاقية لتجديد مبادلة العملات بهدف تعزيز التعاون في تطوير العملات
الرقمية للبنك المركزي.
من سيتحكم في نظام إم بريدج؟
في الوقت الحالي، لا يوجد شكل رقمي للدولار. وقد
أعلن دونالد ترامب أنه لن يكون هناك عملات رقمية للبنك المركزي في حال تم انتخابه.
مع ذلك، كتب الموقع الإلكتروني للبنك المركزي الأمريكي أنه "على الرغم من عدم
اتخاذ الاحتياطي الفيدرالي أي قرارات بشأن تنفيذ العملة الرقمية للبنك المركزي،
فقد استكشفنا فوائد ومخاطر العملات الرقمية للبنوك المركزية من زوايا مختلفة، بما
في ذلك من خلال البحث التكنولوجي والتجريب".
كما أن بنك التسويات الدولية الذي يشرف على مشروع
"إم بريدج" هو مؤسسة غربية مقرها في سويسرا، علمًا بأن صندوق النقد
الدولي والبنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك هم من بين
"الأعضاء المراقبين".
ونقل الموقع عن رئيسة البنك المركزي الأوروبي
كريستين لاغارد أن البنك المركزي الأوروبي قد حقق "تقدمًا كبيرًا ليكون
جاهزًا لإصدار اليورو الرقمي، إذا لزم الأمر". ينبغي وضع كل هذا في سياق
التوترات الجيوسياسية القائمة. وقد يؤدي تصعيد العقوبات إلى فصل الدول الأخرى عن
شبكة سويفت وتجميد جديد لاحتياطيات النقد الأجنبي. ويمكن أن تصبح شبكة "إم
بريدج" خيارًا احتياطيًا. ومن الواضح أن
البيتكوين هي الخطة "ب"
التي أثبتت فاعليتها قبل أكثر من 15 سنة.
بيتكوين ونظام "إم بريدج"
أورد الموقع أن بيتكوين هي عملة بالإضافة إلى كونها
شبكة دفع، ولا يمكن لأي دولة استخدامها كسلاح جيوسياسي. في هذا الصدد، قال المؤسس
المشارك في "ميكرو استراتيجي" مايكل سايلور: "يرتبط النظام المصرفي
العالمي بأصل إلزامي، وهو الدولار، الذي ينهار بنسبة 7 و10 بالمائة سنويا. اسأل
بنك أستراليا أو بنك النمسا أو بنك الصين في حال كانوا يرغبون في الحصول على أصل
لا يفقد 7 و10 بالمئة من قيمته كل عام. اسأل عما إذا كانوا يرغبون في التعامل مع
أي بنك آخر في العالم".
سئم العالم تمويل الديون الأمريكية. ويرتبط مناخ
الحرب الباردة الحالي إلى حد كبير بالامتياز الباهظ الشهير الذي يتمتع به الدولار
ولن يستقر إلا مع وجود نظام نقدي دولي جديد. في الأثناء، يتعيّن على واشنطن
الموافقة على التخلي عن هيمنتها النقدية.