اكتشف الجيولوجيون الذين قاموا بالتنقيب في الطبقة الجليدية الضخمة في غرب القارة
القطبية الجنوبية بقايا نظام نهر قديم كان يتدفق ذات يوم لمسافة تقرب من ألف ميل.
ويقدم هذا الاكتشاف لمحة عن تاريخ الأرض ويشير إلى مدى تأثير التغير المناخي الشديد على الكوكب، وفقًا للنتائج التي توصلوا إليها والتي نُشرت في مجلة "
ساينز أدفانسيس".
وقال يوهان كلاجيس، مؤلف مشارك في الدراسة وعالم الرسوبيات في مركز هيلمهولتز القطبي والبحري بمعهد ألفريد فيجنر: "إذا فكرنا في تغير مناخي حاد محتمل في المستقبل، فنحن بحاجة إلى التعلم من فترات في تاريخ الأرض حيث حدث هذا بالفعل".
ومنذ ما بين 34 مليونا إلى 44 مليون سنة مضت، وهي الحقبة المعروفة باسم العصر الأيوسيني المتوسط إلى المتأخر، تحول الغلاف الجوي للأرض بشكل جذري، ومع انخفاض مستويات ثاني أكسيد الكربون، أدى التبريد العالمي إلى تكوين الأنهار الجليدية على الأرض الخالية من الجليد.
ويهتم العلماء بالتحقيق في كيفية ظهور هذا الحدث المناخي الكبير في
القارة القطبية الجنوبية، خاصة مع استمرار ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون على الأرض بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.
وكانت كمية ثاني أكسيد الكربون خلال فترة الإيوسين المتأخرة تقريبا ضعف الكمية الموجودة لدينا اليوم. ومع ذلك، فإنه قد يكون مماثلا للمستويات المتوقعة خلال حوالي 150 إلى 200 عام إذا استمرت مستويات الغازات الدفيئة في الارتفاع، حسبما قال كلاجيس.
ويذكر أن معظم غرب القارة القطبية الجنوبية اليوم مغطى بالجليد، مما يجعل من الصعب الوصول إلى الصخور الرسوبية، والتي تعتبر ضرورية لدراسة البيئات المبكرة.
ويعتمد الجيولوجيون غالبا على نوع الحبوب والمعادن والحفريات المحبوسة داخل هذه الرواسب لتحديد نوع الظروف التي تميز المنطقة.
في عام 2017، عبرت كلاجيس وعلماء آخرون على متن سفينة الأبحاث "بولارشتيرن" من أقصى جنوب تشيلي، عبر ممر دريك الوعرة إلى الجزء الغربي من القارة الجليدية.
وشرع كلاجيس وفريقه، مجهزين بمعدات حفر متقدمة في قاع البحر، في جمع النوى من الرواسب الناعمة والصخور الصلبة داخل قاع البحر المتجمد.