كشفت وسائل إعلام تركية عن عقد اجتماع أمني بين وفد عسكري من
تركيا ومسؤولين بالنظام السوري على الأراضي السورية لأول مرة الأسبوع الماضي، مشيرة إلى وجود مساع لعقد لقاء ثان بين الطرفين في العاصمة العراقية بغداد.
وقالت صحيفة "آيدن ليك" (Aydınlık) التركية نقلا عن مصادر لم تسمها، أن مسؤولين عسكريين من القوات التركية والنظام السوري عقدوا الثلاثاء 11 حزيران /يونيو لقاء توسطت به روسيا.
ولفتت المصادر إلى أن اللقاء الذي يعد الأول من نوعه بين الطرفين على الأراضي السورية، جرى في قاعدة حميميم الجوية التي تتخذها روسيا مقرا لها في محافظة اللاذقية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
وأوضحت أن المحادثات بين الجانبين تركزت بشكل خاص على التطورات الأخيرة في إدلب والمناطق المحيطة بها، مشيرة إلى أن روسيا نظمت هذا الاجتماع بين تركيا والنظام السوري في قاعدة حميميم بعد يوم من اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في العاصمة موسكو.
وبالنسبة لمصادر الصحيفة التركية، فإن الجانبين اتفقا على عقد اجتماع جديد في العاصمة العراقية بغداد، دون التطرق إلى مزيد من التفاصيل حول موعده.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أعرب عن استعداد بلاده للتوسط بين
النظام السوري وتركيا، وذلك بالتزامن مع تقدم العلاقات بين بغداد وأنقرة خلال الآونة الأخيرة.
وقال السوداني في بيان صدر في 31 أيار /مايو الماضي، "إننا نحاول خلق أساس للمصالحة والحوار بين سوريا وتركيا"، موضحا أن "المفاوضات بهذا الشأن مستمرة. ونأمل أن تكون هناك بعض الخطوات في هذا الصدد قريبًا"، حسب تعبيره.
يأتي اللقاء التركي مع النظام السوري، في إطار المساعي الرامية إلى استئناف مسار تطبيع العلاقات بين الجانبين الذي انطلق عام 2021 وتعثر جراء خلافات عميقة بين أنقرة ودمشق، من بينها الوجود العسكري التركي شمال غربي سوريا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان أعلن في وقت سابق عن استعداده للقاء رئيس النظام السوري بشار
الأسد، وذلك ضمن مسار بدأته أنقرة قبيل الانتخابات العامة منتصف العام الماضي من أجل إعادة تطبيع العلاقات مع دمشق عقب انقطاعها إثر اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وفي أيار/ مايو 2023، عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري، في العاصمة الروسية موسكو، وذلك ضمن ما عرف بـ"الصيغة الرباعية".
لكن المساعي التركية لإعادة تطبيع العلاقات، تعثرت بعدما زعم الأسد أن "هدف أردوغان من الجلوس معه هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا"، زاعما أن الإرهاب في سوريا "صناعة تركية"، ومطالبا بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.