الكتاب: غنى الأمم وفقرها لماذا بعضها غني جدًا وبعضها فقير جدًا
الكاتب: ديفيد لانديز ، ترجمة هدى عبد الفتاح الكيلاني
الناشر: الهيئة العامة السورية للكتاب، دمشق، الطبعة الأولى 2023.
(عدد الصفحات 861 من القطع الكبير)
إذا لم يتم توزيع مكاسب المعرفة بالتساوي، حتى داخل الأمم الغنية؛
فنحن نعيش في عالم يتسم باللامساواة والتنوع. ينقسم هذا العالم تقريباً إلى ثلاثة
أنواع من الأمم: أمة تنفق أموالاً طائلة للمحافظة على وزن مثالي؛ وأمة تأكل للبقاء
على قيد الحياة؛ وثالثة لا يعرف أفرادها من أين يحصلون على الوجبة التالية.
بالتوازي مع هذه الفوارق، تظهر تناقضات حادة في معدلات المرض والعمر
المتوقع. في الدول الغنية يشعر الناس بالقلق حيال تقدمهم في العمر، الذي يزداد
طولاً، فيقومون بممارسة الرياضة للحفاظ على لياقتهم، ويراقبون مستوى الكوليسترول
ويكافحونه، بينما يقضون وقتاً طويلاً مع التلفاز والهاتف والألعاب، يعزون أنفسهم
بتلك العبارات الملطفة، مثل "السنوات الذهبية" و"التقدم في السن".
في الوقت عينه، يحاول سكان الدول الفقيرة البقاء على قيد الحياة
بالنسبة إليهم لا داعي للقلق حيال ارتفاع نسبة الكوليسترول أو الدهون في الشرايين،
وذلك بسبب النظام الغذائي الهزيل من جهة، ولأنهم يواجهون الموت مبكراً، من جهة
ثانية. يحاولون ضمان شيخوخة آمنة، في حال بقوا على قيد الحياة، وذلك بإنجاب عدد
كبير من الأبناء الذين يشبون وهم يشعرون بالتزام بنوي تجاه آبائهم.
خمدت حدة التقسيم القديم للعالم إلى كتلتين قويتين، الشرق والغرب،
ويظهر الآن التحدي الكبير والتهديد الواضح في الفجوة القائمة في الثروة والوضع
الصحي اللذين يفصلان بين الأغنياء والفقراء. اتخذ التقسيم سمة جغرافية، لذلك أطلق
عليه "الشمال" الغني و"الجنوب" الفقير؛ ولكن المؤشر الأكثر دقة هو
"الغرب" و"سائر العالم" غير الغربي، لأن للتقسيم سمة تاريخية
أيضاً.
في هذا الكتاب الجديد، الذي يحمل العنوان التالي: "غنى الأمم
وفقرها-لماذا بعضها غني وبعضها فقير
جدَّا"، لمؤلفه رجل الاقتصاد والمفكر الاجتماعي البريطاني ديفيد لاندير، والصادر عام 1998، وحظي بشهرة
عالمية، وترجمته الأستاذة هدى عبد الفتاح الكيلاني من
سوريا، حيث طبعته الهيئة
العامة السورية للكتاب في عام 2023، وهو يتكون من مقدمة وسبعة وعشرين فصلا، إضافة
للحواشي، ويتضمن حوالي 861 صفحة من القطع الكبير، يقدم المؤرخ البريطاني وجهة نظر
تاريخية بشأن الفجوة المتزايدة بين الدول الغنية والدول الفقيرة، ربما كانت هذه
الفجوة بين الأغنى والأفقر تبلغ خمسة مقابل واحد، والفارق بين أوروبا ولنقل شرق أو
جنوب آسيا (الصين أو الهند) نحو واحد ونصف أو اثنين مقابل واحد.
أما اليوم، فقد ازدادت هذه الفجوة في الاتساع، بوضوح: نعم وعند
الحدود القصوى. هناك بعض الدول التي لا تحقق أي مكاسب وحسب، بل إنها تزداد فقراً،
بشكل نسبي وأحياناً بشكل مطلق. وثمة دول أخرى لا تكاد تحاول الصمود. في حين تسعى
بعض الدول للحاق بالركب.
يطرح المؤرخ البريطاني ديفيد لانديز العديد من الأسئلة، بشأن ردم
الهوة بين الأغنياء والفقراء على الصعيد الكوني، فيقول: "أقترح معالجة تلك
المشكلات من وجهة نظر تاريخية، وذلك لأنني مؤرخ من حيث المعرفة والميول، وفي مثل
تلك الموضوعات الشائكة، من الأفضل أن يقوم المرء بما يعرفه ويتقنه من جهة أخرى،
أعتقد أن الطريقة المثلى لفهم معضلة ما هي طرح السؤال الآتي: كيف ولم وصلنا إلى ما
نحن عليه؟ كيف تمكنت الدول الغنية من تحقيق هذا الثراء؟ لماذا تعاني الدول الفقيرة
هذا الفقر المدقع؟ لماذا تولت أوروبا (الغرب) دفة القيادة في تغيير العالم؟
ازدادت هذه الفجوة في الاتساع، بوضوح: نعم وعند الحدود القصوى. هناك بعض الدول التي لا تحقق أي مكاسب وحسب، بل إنها تزداد فقراً، بشكل نسبي وأحياناً بشكل مطلق. وثمة دول أخرى لا تكاد تحاول الصمود. في حين تسعى بعض الدول للحاق بالركب.
لا توفر المقاربة التاريخية جواباً شافياً، فقد فكر آخرون في تلك
الأمور، وتوصلوا إلى تفسيرات متنوعة، يقع معظمها في واحدة من مدرستين. يرى البعض
أن الثروة والهيمنة الغربية هما انتصار الصالح على الطالح؛ إذ يؤكدون أنَّ الأوروبيين
أكثر ذكاء وتنظيماً وتفانياً في العمل، في حين يتسم الآخرون بالجهل والعجرفة
والكسل والتخلف والإيمان بالخرافات بينما عكس البعض الآخر الفئات إذ يعتقدون أن
الشعب الأوروبي يتسم بالعدوانية والقسوة والجشع وانعدام الضمير والنفاق؛ أما
ضحاياهم فهم سعداء وأبرياء وضعفاء، ينتظرون قدرهم ثم يتعرضون للأذى بشكل كامل. سوف
نرى أن كلاً من تلك الرؤى المانوية تملك عناصر من الحقيقة، ومن الخيال الأيديولوجي
أيضاً؛ لا شك أن الأمور تبدو دائماً أكثر تعقيداً مما هي عليه.
تقترح مدرسة ثالثة أن فكرة التمايز بين الغرب وسائر دول العالم هو
ببساطة أمر زائف. إذ يبدو في السياق الكبير من تاريخ العالم أن أوروبا وافد جديد
حقق مكاسب سهلة على حساب إنجازات الآخرين الأولى. يبدو بوضوح أن هذا الكلام غير
صحيح. كما يبدو واضحاً في السجل التاريخي، أنه عبر آلاف السنين الماضية، كانت
أوروبا (الغرب) المحرك الرئيسي للتنمية والحداثة.
لكن ستبقى القضية الأخلاقية قائمة؛ إذ قد يقول البعض إن المركزية
الأوروبية ليست في صالحنا، أو في صالح العالم ككل، لذلك يجب تجنبها. يجب على هؤلاء
الناس تجنبها، إذ بالنسبة إلي أفضل الحقيقة على حسن النية، وأشعر أنني أكثر يقيناً
في أرضي (ص13من المقدمة)..
التميز الأوروبي.. طريق مختلف
يبدأ المؤرح البريطاني بسرد تاريخي عن التميز الأوروبي، لنقل منذ ألف
عام مضت، حيث لم يكن من المتوقع أن تكون قارة أوروبا الموجودة في الطرف الغربي من
اليابسة الأوراسية ذات شأن عظيم.. في المعنى الشائع بين المؤرخين الاقتصاديين
الجدد اليوم، كانت إمكانية وجود هيمنة أوروبية شاملة على تلك النقطة تكاد تكون
معدومة. بعد مضي خمسمئة عام، لاح في الأفق بصيص أمل.
في القرن العاشر، كانت أوروبا تنفض عنها غبار معاناة طويلة مع الغزو
والسلب والنهب من قبل أعداء اجتاحوها من الأطراف كافة. قدموا من مناطق نعرفها
اليوم باسم الدول الإسكندينافية، النورسيين أو الفايكنغ، لصوص قدموا من البحر على
متن قوارب خفيفة يمكن أن تمخر أعتى البحار، وتقطع في الوقت نفسه الأنهار الضحلة
لتغير على المناطق الداخلية وتعيث فيها سلباً ونهباً، وتضرب بعد ذلك شواطئ الأطلسي
والبحر المتوسط وصولاً إلى إيطاليا وصقلية. بينما اتجه آخرون شرقاً نحو الأراضي
السلافية، واستقروا فيها طبقة حاكمة جديدة (الروس، الذين أطلقوا اسمهم على روسيا،
وحكموا تلك الأراضي المظلمة نحو سبعمئة عام)، واخترقوا تقريباً في النهاية أسوار
مدينة القسطنطينية.
يقول المؤرح البريطاني ديفيد لانديز، في وصفه لتلك الحالة البربرية
التي عاشتها أوروبا: "كان هؤلاء الغزاة يثيرون الهلع في النفوس بسبب أساليبهم
الوحشية (كانوا يجدون متعة بالغة في قذف الأطفال الرضع في الهواء والتقاطهم برؤوس
رماحهم، أو تهشيم رؤوسهم على الحائط)، حتى إن الشائعات وحدها التي انتشرت حول
وصولهم تسببت في انحلال أطراف ومفاصل السكان من الخوف، ودفعت بقادتهم، حتى زعمائهم
الروحيين، إلى الهروب، حاملين معهم ما خف وزنه وغلا ثمنه. ترك رجال الدين إلى
رعاياهم بعض الصلوات المكتوبة حديثاً ليحميهم الله، لكن المذبح لم يكن بالملاذ
الآمن، إذ يعرف رجال الفايكنغ أين تكمن الغنائم، فتوجهوا مباشرة نحو الكنائس
والقصور.
كذلك قدم المسلمون من البحر، عبر شواطئ المتوسط، إذ أقاموا قواعد
جبلية في جبال الألب وفي الكوت دازور، وانطلقوا منها للإغارة على طرق التجارة بين
شمال أوروبا وجنوبها. كانت هذه الحصون التي يصعب الوصول إليها، مع أنها مرتبطة
بأراضي المسلمين عن طريق البحر، منيعة جداً، وتتحدث الأسطورة الشعبية أنه حتى
يومنا هذا يحمل بعض القرويين في جبال الألب الشاهقة ملامح ولون أصولهم
المغاربية" (ص54).
وتتالت موجات الغزو لأوروبا من الغزاة الآسيويين، قبائل وثنية كثيرة
الترحال من المجر أو الهنغاريين، يتحدثون اللغة الأورالية الألتائية (مشتقة من
اللغة التركية). نفذوا عاماً بعد آخر موجات اجتياح، بعد اختيار أهدافهم بناءً على
أنباء تصلهم عن وجود انقسامات ومشكلات بين السلالات الحاكمة، فينطلقون مسرعين في
حملة واحدة من قواعدهم عند نهر الدانوب باتجاه شرق فرنسا أو سفوح إيطاليا.
من وجهة نظر المؤرخ، لقد تعلم الأوروبيون كيف يواجهون تلك الهجمات
سواء بسواعدهم أو بدعم من قادتهم، أولئك القادة الذين سارعوا إلى عقد صفقات خاصة
مع الغزاة على حساب الفلاحين. لجأ القرويون، بدلاً من إقصاء الغزاة، إلى استدراجهم
للدخول، ونصب الكمائن لهم، ومن ثم الانقضاض عليهم من جميع الأطراف. كان الهنغاريون
سريعين في التعامل مع الناس لدى دخولهم البلاد، لكن خروجهم منها كان بطيئاً؛ فبعد
سلسلة من المكائد المحكمة التي أثقلت كاهلهم، تشكلت لديهم قناعة أنه لا بد أن يكون
هناك سبل أفضل لكسب العيش أما بالنسبة إلى المسلمين، فيكمن الحل، كما في الأراضي
الإسلامية في فرض حراسة عسكرية ترافق البغال وعربات القطار (القوافل).
أصبح العالم التقليدي في منطقة المتوسط يشبه، من الناحية السياسية بشكله الأخير، حضارات الشرق، نخبة صغيرة وقوية محاطة بعدد من المريدين والخدم والعبيد، يرأسهم زعيم مطلق. لكن كان ذلك مجرد تشابه. أدرك المنشقون الخطأ الجسيم المترتب على ذلك، فرفعوا أصواتهم وعبروا عن آرائهم بالكتابة، وعانوا الأمرين نتيجة جرأتهم في المقابل، قاومت المثل العليا للنظام الجمهوري حتى الرمق الأخير..
يقول المرح البريطاني ديفيد لانديز: "خلاصة القول، رفع
الأوروبيون كلفة الاعتداء على أراضيهم. في كل هذه الحالات، كان الأوروبيون
للمفارقة، يتلقون المساعدة من مراكز قيادة الأعداء. على مر السنين استقرت القبائل
القادمة من الشمال والغزاة الهنغاريون واندمجوا مع السكان الأصليين. أنشئت الممالك
عوضاً عن معسكرات الحرب المتنقلة، وكان الحكام ينظرون بامتعاض إلى أولئك القادة
العسكريين المتعجرفين الذين يتباهون بجيوشهم الخاصة ومآثر بطولاتهم، وهم عائدون من
غزواتهم محملين بالغنائم، مهددين السلم الداخلي. فالملوك ليسوا بحاجة إلى احتواء
مثيري شغب محترفين بين ظهرانيهم. هكذا، أثمرت محاولات التهديد فضلاً عن المكافآت،
في إقناع الأشرار والقراصنة أن المكاسب التي سيجنونها من كونهم أصحاب أملاك ومربي
أغنام في أوطانهم أكبر بكثير من تلك التي ستعود عليهم جراء كونهم أمراء حرب وقتلة
مواشي في الخارج" (ص55).
للحصول على فكرة عن الطبيعة الأكبر لهذه العملية، يتعين على المرء أن
يرى العصور الوسطى كجسر يربط بين عالم قديم يقع في البحر المتوسط ـ اليونان ومن ثم
روما ـ وأوروبا الحديثة الواقعة شمال جبال الألب والبيرينيه. في تلك السنوات
الوسطى، ولد مجتمع جديد، يختلف كلية عما كان موجوداً في السابق، واتخذ مساراً
يميزه عن غيره من الحضارات.
لا شك أن أوروبا لطالما عُدَّتْ نفسها مختلفة عن المجتمعات الأخرى في
الشرق، فقد انتقلت في الذاكرة الشعبية المعارك العظيمة بين الإغريق والفرس عند
مدينتي سلاميس وثرموبيلي ـ كرمز للقتال بين الغرب والشرق، بين المدينة الحرة
الدولة المدنية التي تعد مصدر كلمة علم السياسة والامبراطوريات الأرستقراطية،
وبين السيادة الشعبية للرجال الأحرار على الأقل والاستبداد الشرقي (العبودية
للجميع).
قيل للناس في تلك الأيام إنَّ الإغريق هم الذين ابتكروا
الديموقراطية، كلمة وفكرة لا تزال هذه الحكمة التقليدية سائدة، على الرغم من
التعديل الكبير الذي طرأ عليها بفضل إدراك الممارسات العبودية لدى الإغريق، إلى
جانب إقصائهم للنساء عن العملية السياسية (وإن لم يكن في المجال العام ككل).
يرتبط التضاد الموجود بين الديمقراطية الإغريقية والاستبداد الشرقي
مع تضاد آخر قائم بين الملكية الخاصة والحاكم المالك لكل شيء. في الواقع، كانت تلك
هي السمة البارزة للاستبداد، أن الحاكم، الذي كان ينظر إليه على أنه إله أو أنه
يشارك في الألوهية، ومن ثم يختلف عن رعاياه ويتفوق عليهم، يمكنه أن يتصرف بحياتهم
وممتلكاتهم كيفما يشاء، التي يمتلكونها من أجل سعادته. ما كان يحق للحاكم، يحق
لأتباعه كانت الطبقة الأرستقراطية العسكرية تحتكر عادة اقتناء الأسلحة، وكان الناس
العاديون حريصين على عدم الإساءة إليهم، أو إثارة شهواتهم، أو حتى لفت انتباههم؛
مجرد رفع النظر إليهم كان يعد تصرفاً وقحاً يستدعي أشد العقوبات.
في هذه الظروف، كانت فكرة التنمية الاقتصادية بحد ذاتها ابتكاراً
غريباً. كانت الإمبراطوريات الأرستقراطية (المستبدة) تمارس عمليات الضغط بشكل
مميز، فإذا رغب أفراد الطبقة العليا في الحصول على المزيد من المكاسب، لا يفكرون
في تحقيقها عبر العملية الإنتاجية. من أين يحصلون عليها إذا كانوا يلجأون ببساطة
إلى المزيد من الضغط والقمع، وعادة ما يجدون بعضاً من العصارة الدفينة.
قد يخطئون
التقدير في بعض الأحيان ويبالغون في الضغط، ما قد يسبب عملية فرار، وأعمال شغب،
وتوفير فرص للتمرد. هذه الأنظمة الاستبدادية، وعلى الرغم من ادعائها الصفة
الإلهية، ليست خالدة. لذلك، يمكن فقط للمجتمعات التي تملك مجالاً لمبادرات متعددة،
تنطلق من القاعدة أكثر مما تنطلق من قمة الهرم، أن تفكر في التنمية والتطور.
يقول المؤرخ البريطاني ديفيد لانديز: "میّز قدامى الإغريق بين
الحر والعبد ليس بمعنى الفوائد المادية إلى حد كبير (لم يكونوا حريصين بشكل خاص
على الاستثمار الاقتصادي، الذي ربطوه بالتجار غير المقيمين وغيرهم)، أو حتى من حيث
المزايا التي يتمتع بها نظامهم الخاص، بل بسبب خطأ الآخر، الذي عدوه استبداداً. مع ذلك، استسلم الإغريق إلى الاستبداد، الذي تجلى بشكل مذهل في الإمبراطورية التي
أسسها الإسكندر وحكمها الخلفاء في آسيا ومصر؛ فيما بعد حذا الرومان حذوهم وانزلقوا
جميعاً بسهولة إلى الحكم الاستبدادي المطلق. أصبح العالم التقليدي في منطقة
المتوسط يشبه، من الناحية السياسية بشكله الأخير، حضارات الشرق، نخبة صغيرة وقوية
محاطة بعدد من المريدين والخدم والعبيد، يرأسهم زعيم مطلق. لكن كان ذلك مجرد
تشابه. أدرك المنشقون الخطأ الجسيم المترتب على ذلك، فرفعوا أصواتهم وعبروا عن
آرائهم بالكتابة، وعانوا الأمرين نتيجة جرأتهم في المقابل، قاومت المثل العليا
للنظام الجمهوري حتى الرمق الأخير" (ص58).