حول العالم

زوجة البغدادي: علمت بتنصيب زوجي خليفة للمسلمين من خلال التلفاز

زوجة البغدادي: تغير زوجي بعد اعتقاله من قبل الجيش الأمريكي - أرشيفية
من داخل أحد السجون العراقية النسائية٬ تقول أم حذيفة٬ وهي الزوجة الأولى لزعيم تنظيم الدولة السابق أبو بكر البغدادي٬ في حوار مع "بي بي سي" إنها كانت تشاهد التلفاز سرا.

 وتوضح: "كنت أشغله عندما لا يكون في المنزل"، موضحةً أنه كان يعتقد أن الجهاز لا يعمل.

وتقول أم حذيفة إنها كانت معزولة عن العالم منذ عام 2007 ولم يُسمح لها بمشاهدة التلفاز أو استخدام أي وسائل تكنولوجية أخرى، مثل الهواتف المحمولة.



وتضيف أنها قامت بتشغيل التلفاز وصُدمت بالمفاجأة الكبرى. فقد رأت زوجها يخطب في جامع النوري الكبير في مدينة الموصل شمالي العراق، ويظهر لأول مرة معلناً نفسه خليفة للمسلمين. وكان ذلك بعد أسابيع فقط من سيطرة مقاتليه على المنطقة.

من هي زوجة البغدادي؟
ولدت أم حذيفة عام 1976 لعائلة عراقية محافظة، وتزوجت عام 1999 من إبراهيم عوض البدري، الذي عُرف فيما بعد بـ"أبو بكر البغدادي". 

وكان البغدادي قد أنهى دراسة الشريعة في جامعة بغداد، وتقول أرملته إنه كان في ذلك الوقت "متديناً، لكنه لم يكن متطرفاً٬ وكان محافظاً ومنفتحاً بنفس الوقت". 

وبعد عام من احتلال الولايات المتحدة للعراق في عام 2004، اعتقلت القوات الأمريكية البغدادي واحتجزته في مركز اعتقال في معسكر بوكا في الجنوب لمدة عام٬ والذي يعد أكبر سجن أمريكي في العراق٬ برفقة عدة رجال آخرين أصبحوا فيما بعد أعضاء بارزين في تنظيم الدولة وجماعات جهادية أخرى.
 
وبالنسبة لأم حذيفة كان اعتقال زوجها نقطة التحول "لقد أصبح سريع الغضب وكانت تنتابه نوبات غضب".

وبحسب بي بي سي٬ فإن بعضا ممن يعرفون البغدادي أكدوا أنه كان مع تنظيم القاعدة قبل اعتقاله في معسكر بوكا.

وتضيف زوجته: "لقد بدأ يعاني من مشكلات نفسية"٬ وعندما سألته عن السبب، قال لها إنه "تعرض لشيء لا تستطيع فهمه". وتعتقد أنه "تعرض لتعذيب جنسي أثناء احتجازه على الرغم من أنه لم يقل ذلك صراحةً".

وتوضح أنها بدأت تتساءل عما إذا كان ينتمي إلى جماعة جهادية، قائلة: "كنت أقوم بتفتيش ملابسه عندما يعود إلى المنزل، أو عندما يستحم، أو عندما ينام".

 وتواصل: "كنت أفتش حتى جسده بحثاً عن كدمات أو جروح٬ وكنت في حيرة من أمري لكني لم أجد شيئاً"٬ وتضيف: "قلت له في ذلك الوقت أنه ضل٬ وهو ما أصابه بنوبة غضب شديدة".

وعن طريقة العيش مع البغدادي تقول أم حذيفة٬ إنهما كانا يتنقلان من منزل إلى آخر، كما كان لديهما هويات مزيفة، وتقول إنها طلبت الطلاق عندما تزوج من زوجة ثانية٬ لكنها لم توافق على شرط الطلاق بأن تتخلى عن أطفالهما، فبقيت معه. 

وفي عام 2010 أصبح زعيم تنظيم الدولة في العراق.

وتقول أم حذيفة: "انتقلنا إلى ريف إدلب في سوريا في كانون الثاني/ يناير عام 2012، وهناك اتضح لي تماماً أنه زعيم تنظيم الدولة".

وتضيف زوجة البغدادي أنه مع تدهور الوضع الأمني في شمال غربي سوريا خلال الحرب الأهلية في البلاد، انتقلوا إلى الشرق في مدينة الرقة، التي أصبحت فيما بعد العاصمة الفعلية للتنظيم.

وفي شباط/ فبراير الماضي٬ أعلنت السلطات القضائية العراقية استجواب عائلة الزعيم الأسبق لتنظيم الدولة، موضحة أنهم استُعيدوا من خارج العراق.

 وقال مجلس القضاء العراقي في بيان إنه "بإشراف مباشر من القاضي المختص في محكمة تحقيق الكرخ الأولى، ألقي القبض على عائلة البغدادي، ودُوّنت أقوالهم، بينما لا تزال التحقيقات مستمرة معهم للكشف عن أهم أسرار تنظيم الدولة".



ولم يحدّد البيان عدد أفراد عائلة البغدادي الذين ألقي القبض عليهم ولا هُوياتهم، ولا من أي بلد استُعيدوا.

 لكنَّ مصدرا قضائيا قال إن "جهاز المخابرات بالتعاون مع السلطات التركية استرد زوجة أبي بكر البغدادي وأولادها"، مضيفا أنها "كانت موقوفة في تركيا".