سياسة دولية

أوكرانيا بموقف حرج.. روسيا تواصل مكاسبها والسويد تعلن مساعدة عسكرية لكييف

روسيا تواصل مكاسبها في جبهة الشرق- سبوتنيك
باتت  خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا في الشمال الشرقي القريب من الحدود الروسية، تقريبا بلا أي دفاعات أمام الهجمات الجوية.

الأوضاع في أوكرانيا صعبة جدا، وذلك باعتراف الرئيس الأوكراني وحلفائه في الغرب. وذلك بعد فشل الهجوم المضاد الذي عولت عليه كييف والناتو كثيرا، لكن الأراضي التي حررتها كييف في هجوم خاطف في 2023 باتت مهددة الآن.

ووفق مراقبين فقد انتهت تقريبا الآمال التي كانت موجودة خلال العام الأول من الحرب بأن روسيا ستتعرض للإرهاق وتتراجع عن الحرب، وليست هناك أي إشارة لذلك مع اقتراب العام الثالث للحرب من الانتصاف.


ويبقى الضعف الأكبر لأوكرانيا يتمثل في اعتمادها على الآخرين للحصول على السلاح، فأوكرانيا تواجه عدوا يصنع غالبية أسلحته بنفسه ولديه أعداد أكبر من البشر - فتعداد السكان في روسيا يتخطى 140 مليون شخص، وهو نحو 4 أضعاف عدد سكان أوكرانيا.

وحسب مسؤول بارز في الناتو، فإن "هذه الحرب هي حرب إنتاج، فروسيا تنتج سلاحا أكثر مما نقدمه من سلاح لأوكرانيا".

وتقوم روسيا أيضا بشراء المسيّرات من إيران لتستخدمها كسلاح قاتل، كما تشتري الذخيرة من كوريا الشمالية الحليف المقرب من الصين.

ويقول مسؤول الناتو: "لا شك أن الصين تساهم في الجهد العسكري الروسي بتعزيز الصناعات العسكرية، وهو ما يصنع فارقا كبيرا".

ويضيف: "واحدة من أبرز التغيرات الجيواستراتيجية في العلاقة بين روسيا والصين هي أن الصين لم تعد الشريك الأضعف".

مقتل سبعة أشخاص
أعلنت أوكرانيا، الأربعاء، أن سبعة أشخاص قتلوا في أربع مناطق من البلد التي مزقتها الحرب، فيما تواصل روسيا مكاسبها على خط المواجهة حيث تكافح القوات الأوكرانية لصدها.

وأدى هجوم صاروخي الأربعاء على منطقة سومي الشرقية المتاخمة لروسيا إلى مقتل شخصين وإصابة ثلاثة، وفق ما أعلنت سلطات الإقليم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال حاكم منطقة دونيتسك الواقعة على خط المواجهة، والتي يقول الكرملين إنها جزء من روسيا، إن ثلاثة أشخاص قتلوا الثلاثاء في هجمات منفصلة.

وقال الحاكم فاديم فيلاشكين إن شخصين قتلا في بلدة توريتسك، كما قتل شخص آخر في هجوم على بلدة سيليدوف الواقعة على خط المواجهة يوم الثلاثاء، والتي تقصفها القوات الروسية بشكل روتيني.

السويد تعد بمساعدات عسكرية
وعدت السويد، الأربعاء، بتقديم مساعدات عسكرية بقيمة 13,3 مليار كرونة أي 1,16 مليار يورو لأوكرانيا في وقت تعاني فيه كييف من تأخير في تسليم المعدات الغربية إلى روسيا.

وقالت نائبة رئيس الوزراء إيبا بوش في مؤتمر صحفي إن "السويد تدعم أوكرانيا بحزمة المساعدات السادسة عشرة، وهي الأكبر لها".

ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على منصة "إكس" بهذه المساعدة العسكرية الجديدة قائلا إنها "ستنقذ الأرواح".

وقال زيلينسكي إن "هذه المساهمات ضرورية للدفاع عن أوكرانيا وقدرتها على الصمود" مشيرا إلى أنها تتيح أيضا "ضمان السلام والأمن على المدى الطويل في أوروبا".

ستقدم ستوكهولم خصوصا طائرات رادار الاستطلاع "ASC890". هكذا ستكون أوكرانيا تملك "قدرة جديدة للاستطلاع عبر الرادار المحمول جوا وإدارة القتال ضد أهداف في الجو والبحر"، بحسب ما جاء في بيان حكومي.

وأوضح وزير الدفاع السويدي بال يونسون أن طائرات الرادار هذه ستسمح لكييف "بالتعرف على صواريخ كروز والمسيرات وكذلك الأهداف على الأرض والبحر".

ستقدم السويد أيضا كل مخزونها البالغ 302 ناقلة جند مدرعة لدعم إنشاء ألوية جديدة للجيش الأوكراني. وتشمل حزمة المساعدات أيضا صواريخ "آر بي 99" القتالية.

وكانت السويد تخطط أيضا لإرسال طائرات مقاتلة من طراز غريبن إلى أوكرانيا لكنها أعلنت، الثلاثاء، تعليق هذا المشروع تلبية لطلب من الدول الشريكة لإعطاء الأولوية لتسليم طائرات "اف-16" إلى أوكرانيا.

لا خطط لإرسال مدربين لأوكرانيا
كشف منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الثلاثاء، أن الدول الأوروبية منقسمة بشأن إرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا.

وقامت دول الاتحاد الأوروبي بتدريب 50 ألف جندي أوكراني على أراضيها في إطار مهمة تشكلت عام 2022.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد كسر واحدا من المحرمات في وقت سابق من هذا الشهر عندما تحدث عن إمكانية إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا.

كما صرّح قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، الاثنين، أن هناك مناقشات جارية بشأن إرسال مدربين عسكريين فرنسيين إلى بلاده.

وقال بوريل إن وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا في بروكسل، الثلاثاء، ناقشوا نقل جزء من برنامج التدريب الخاص بالتكتل إلى الأراضي الأوكرانية.

وأضاف بوريل بعد المحادثات: "كان هناك نقاش، لكن لا يوجد موقف أوروبي مشترك واضح بشأن ذلك"، مردفا: "ليس هناك إجماع".