صحافة دولية

تعهد بسحق داعمي فلسطين.. تفاصيل اجتماع سري عقده ترامب مع متبرعين يهود

كشفت الصحيفة عن استياء ترامب من نتنياهو وتجنبه ذكر اسم الأخير خلال الاجتماع- الأناضول
تعهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسحق المتظاهرين المؤيدين للشعب الفلسطيني في الجامعات الأمريكية وبترحيلهم من البلاد في حال وصوله مجددا إلى السلطة، وذلك في لقاء سري مع متبرعين يهود لحملته الانتخابية، وفقا لما كشفته صحيفة "واشنطن بوست".

وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن ترامب أخبر غرفة محتشدة بالمانحين، قال مازحا إنها تمثل 98% من أصدقائه اليهود، أنه سيسحق المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في الجامعات الأمريكية وسيرحل المتظاهرين، حسب ما نقله عن أشخاص شاركوا في الاجتماع الذي عقد في نيويورك.

وقال ترامب خلال اللقاء في 14 أيار /مايو الجاري: "شيء واحد سأعمله، أي من الطلاب الذين تظاهروا فسأرميهم خارج البلد. وكما تعرفون هناك الكثير من الطلاب الأجانب. وفي اللحظة التي يسمعون فيها بهذا الكلام، فسيتعدل سلوكهم".

وعندما اشتكى أحد الحاضرين أن بعض الطلاب والأساتذة الذين يشاركون في التظاهرات يمكن أن يتولوا يوما ما مناصب في السلطة، كان رد ترامب بأن المتظاهرين هم جزء من "ثورة راديكالية" وأقسم أنه سيهزمها. وأثنى على شرطة مدينة نيويورك التي هاجمت مخيم اعتصام بجامعة كولومبيا، وقال إن على بقية المدن أن تحذو حذوها وأن "هذا يجب أن يتوقف الآن"، وفقا للتقرير.


وأضاف مخاطبا المانحين، "حسنا، لو ساعدتم في انتخابي، ويجب عليكم عمل هذا، ولو ساعدتم في إعادة انتخابي فإننا سنعيد تلك الحركة 25 أو 30 عاما للوراء"، وفقا لما نقلته الصحيفة الأمريكية عن مانحين رفضوا الكشف عن هويتهم.

وأشارت "واشنطن بوست"، إلى أن ترامب عبر أمام الرأي العام عن مواقف مترددة بشأن إذا ما كان يجب مواصلة الاحتلال الحرب على غزة أم عليه التوقف، حيث قال "انهوا الأمر وعودوا إلى السلام وتوقفوا عن قتل الناس". إلا أن المانحين الكبار للحزب الجمهوري ضغطوا عليه في الأشهر الأخيرة لكي يظهر موقفا قويا ويدعم "إسرائيل" ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.

واعتبرت الصحيفة أن "اللقاء الخاص في نيويورك يقدم رؤية جديدة حول موقفه الجديد"، حيث قال في لقائه الخاص مع المانحين الأثرياء إنه يدعم "حق إسرائيل في حربها ضد الإرهاب" وتفاخر بسياسات إدارته تجاه دولة الاحتلال.

ولم يذكر ترامب خلال حديثه اسم نتنياهو الذي يمقته بسبب اعترافه بفوز جو بايدن في انتخابات 2020، ولم يتحدث معه منذ سنوات، كما لم يقدم ترامب تفاصيل محددة بشأن تعامله مع إسرائيل في ولايته الثانية، وفقا للتقرير.

وكان الرئيس الأمريكي السابق، شكك في مقابلة مع مجلة "تايم" بإمكانية نشوء دولة فلسطينية قابلة للحياة وقال "لست متأكدا إن كان حل الدولتين سينجح"، مضيفا: "ربما لم تكن هناك فكرة أخرى"، مع أن حل الدولتين كان سياسة الإدارات الجمهورية والديمقراطية ولعقود.

ولم ترد حملة ترامب على أسئلة مفصلة من الصحيفة بشأن تقريرها عن لقاء نيويورك، إلا أن المتحدثة الإعلامية باسم الحملة، كارولين ليفيت، ردت برسالة إلكترونية قالت فيها: "عندما يعود الرئيس ترامب إلى المكتب البيضاوي، ستحصل إسرائيل على الحماية مرة أخرى، وستتحطم إيران وسيلاحق الإرهابيون وسيتوقف سفك الدم". 

وقالت الصحيفة إن كلا من بايدن وترامب وجدا صعوبة في التعامل في حملاتهم الانتخابية مع السياسات المتعلقة بالنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. فمعسكر بايدن منقسم وبعمق بشأن الحرب، إلا أن خطاب ترامب المحدود المتعلق بالنزاع حد من قدرته على استثمار المشاكل التي يعاني منها المعسكر المعارض له.


وأضافت أنه، طالما أكد ترامب في لقاءاته الصحافية وتصريحاته العامة أن هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر ضد إسرائيل، لم يكن ليحدث لو كان في السلطة. لكنه انتقد طريقة إدارة "إسرائيل" للحرب، ففي مقابلة أجرتها معه صحيفة "إسرائيل اليوم" في آذار/مارس الماضي قال: " يجب عليكم إنهاء حربكم، ولوقفها عليكم استكمالها".

وفي نيسان /أبريل قال إن "الحرب ليست جيدة لصورة إسرائيل"، وأضاف لمقدم برامج الإذاعة المحافظ هيو هيويت أن "إسرائيل تخسر وبالتأكيد حرب العلاقات العامة".  

إلا أن ترامب، وفقا للصحيفة، اتخذ نهجا مختلفا في لقائه مع المانحين الأثرياء اليهود، فبدلا من  مطالبته إسرائيل بوقف الحرب، قال إنه مع حقها في مواصلة الهجوم على غزة و"لكنني الوحيد الذي يقول هذا الآن وهناك الكثير من الناس لا يعرفون ما هو 7 تشرين الأول/أكتوبر".  

وقدم ترامب قائمة بكل ما فعله من أجل الاحتلال الإسرائيلي في البيت الأبيض، من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس إلى اعترافه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها "إسرائيل" عام 1967، وفقا لما نقله التقرير.

وقال: "فعلت مرتفعات الجولان، التي تصل قيمتها كما تعرفون تريليوني دولار، كما قالوا، تلك القطعة، لو تحدثت عنها بصيغة العقارات، لكنها تستحق أكثر من هذا".

وأضاف أن "إسرائيل بحاجة إليه، وأن التظاهرات المؤيدة لإسرائيل أصبحت صغيرة وأصغر من تجمعات أنصاره. وفي واشنطن، وتحديدا بالكونغرس تخسر إسرائيل السلطة وهذا لا يصدق".

ونقلت الصحيفة عن المانحين، قولهم إن "ترامب عبر عن إحباطه من أن اليهود الأمريكيين لم يصوتوا له بنفس القوة التي كانت يتوقعها"، وتساءل "كيف يمكن لشخص يهودي منح صوته للديمقراطيين، وتحديدا لبايدن، ولكن تجاهل بايدن، فهم دائما ما يخيبون أملك"، في إشارة إلى الديمقراطيين.

وأطلق بايدن تصريحات مماثلة أثناء حملاته الانتخابية، مما أدى لردة فعل من اليهود الأمريكيين الذين قالوا إن خطابه في استعادة للفكرة المعادية للسامية وهي أن اليهود الأمريكيين موالون أكثر لدينهم أو إسرائيل وأكثر من الولايات المتحدة.

وضغط عدد من المانحين الأمريكيين اليهود بمن فيهم مريام أديلسون على ترامب ليس لدعم إسرائيل علنا ولكن لرئيس وزرائها المحاصر، بنيامين نتنياهو. ولم يحضر اسم الأخير في لقاء الطاولة المستديرة، مع أنه ظل يعبر عن إحباطه منه، بسبب اعترافه بفوز بايدن في انتخابات 2020 التي لا يزال ترامب يشك بصحتها، وفقا لـ"واشنطن بوست".

وقال ترامب لمجلة "تايم"، إنه جرى "انتقاد بيبي نتنياهو بحق بسبب ما حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر"، في إشارة لفشل حكومته منع الهجمات. وأضاف أن "تجربته مع بيبي كانت سيئة"، مشيرا إلى أن "إسرائيل كانت تريد المشاركة في الغارة التي قتلت الجنرال قاسم سليماني في 2020، إلا أنها تراجعت في اللحظة الأخيرة".

ووفقا للتقرير، فإن انزعاج ترامب من نتنياهو يعود إلى أيامه وهو في البيت الأبيض وشعوره أنه لم يحصل على الثناء الذي يستحقه لقاء ما قدمه من هدايا لإسرائيل، وذلك حسب تصريحات جون بولتون، مستشار ترامب للأمن القومي، الذي قال إن ترامب "لم يحب نتنياهو، وهذا لأن بيبي هو واحد من رؤساء الوزراء الديمقراطيين في العالم  القادر على بناء دعاية عن نفسه، وهذا يثير حنق ترامب".

وذكرت الصحيفة أن ترامب يعتقد أن نتنياهو ينسب الفضل لنفسه في أمور يعتقد أنه قام بها ويستحق الشكر عليها. وظلت العلاقة بينهما دافئة حتى عام 2020 وبعد خسارة ترامب الانتخابات، حيث فوجئ بشريط فيديو يهنئ فيه نتنياهو بايدن بالفوز و"شعر أنه ودي أكثر من اللازم"، حسب التقرير.


ونقلت الصحيفة عن نائب المدير التنفيذي لتحالف اليهود الجمهوريين ماثيو بروكس، قوله إن علاقة ترامب ونتنياهو ستظل مزدهرة لو كانا في الحكم و"منح الإسرائيليين صكا مفتوحا لعمل ما يريدون من أجل تدمير حماس ومحو تهديدها القادم من غزة، وما قاله أيضا، وهو صحيح، فقد قال: لكن افعلوا هذا بسرعة لأن الوقت ليس في جانب حليف إسرائيل الآن".

وقال المتحدث باسم حملة بايدن، جيمس سينغر "يقف الرئيس بايدن ضد معاداة السامية وملتزم بسلامة المجتمع اليهودي وأمن إسرائيل، أما ترامب فلا".

وفي الفترة الأخيرة، زار حلفاء ترامب "إسرائيل" واجتمعوا مع نتنياهو وبقية المسؤولين الإسرائيليين، وضم الوفد روبرت أوبراين، أحد حلفاء ترامب السابقين في مجلس الأمن القومي. ونظمت الرحلة اللجنة الأمريكية- الإسرائيلية للعلاقات العامة، أيباك، لكن الوفد لم يحمل رسالة من ترامب  أو زار "إسرائيل" نيابة عنه.

وقال ترامب في لقاء نيويورك، إنه درس التاريخ اليهودي وفكر بهذه اللحظة في التاريخ الأمريكي، وأضاف مخاطبا المانحين "كما تعرفون، تعودون إلى التاريخ، وهذا يشبه ما قبل الهولوكوست، أقسم بهذا. ولو نظرتم إليها، فهي نفس الشيء. لديكم رئيس ضعيف أو رأس دولة، كل شيء فوق بعض، ثم فجأة انتهيتم بهتلر وانتهيتم بمشاكل لم يعرفها أحد"، حسب مصادر "واشنطن بوست".