ملفات وتقارير

لماذا غاب بشار الأسد عن مراسم تشييع الرئيس الإيراني؟

50 وفدا أجنبيا شارك في تشييع رئيسي ومرافقيه فيما غاب الأسد عن الحضور- سانا
أثار غياب رئيس النظام السوري بشار الأسد عن المشاركة بمراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، تساؤلات الكثير من المراقبين، خاصة أن العلاقة التي تربط دمشق بطهران توصف بأنها تجاوزت اعتبارات التحالف الاستراتيجي.

والأربعاء، ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن 50 وفدا أجنبيا شارك في تشييع رئيسي ومرافقيه الذين لقوا مصرعهم بحادث تحطم طائرة مروحية الأحد.

وأضافت أن من بين المشاركين الأجانب نحو 10 وفود على مستوى القادة، ونحو 20 وفدا على مستوى الوزراء، والباقي على مستويات مختلفة؛ مثل رؤساء البرلمانات والمبعوثين الخاصين.

وشارك في المراسم التي أقيمت في قاعة المؤتمرات في العاصمة الإيرانية طهران، قادة من بينهم أمير دولة قطر، تميم بن حمد، والزعيم الوطني لتركمانستان، قربان قلي بردي محمدوف، والرئيس التونسي قيس سعيد، ورئيس طاجيكستان، إمام علي رحمون.

وترأس وفد النظام السوري رئيس الوزراء حسين عرنوس، في خطوة غير متوقعة، بحيث كانت غالبية التوقعات تُشير إلى مشاركة بشار الأسد شخصيا في مراسم التشييع، خاصة أن النظام كان قد أعلن الحداد العام لمدة 3 أيام، وتنكيس الأعلام في سوريا وجميع السفارات والهيئات الدبلوماسية التابعة له في الخارج.

والخميس، قدم بشار الأسد تعازيه خلال اتصال هاتفي للرئيس الإيراني المكلف محمد مخبر، ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن الأسد قوله: "كنت حريصا جدا على أن أكون مع الشعب الإيراني هذه الأيام، وأن ألتقي بالمرشد الأعلى خامنئي، وأن أقدم شخصيا التعزية، لذلك سأسافر إلى إيران في أول فرصة لتقديم التعازي، وتعزيز العلاقات السياسية بين البلدين".

حسابات أمنية
وفي تفسيره لأسباب عدم ذهاب الأسد لطهران، يُشير الباحث بالشأن الإيراني عمار جلو إلى صعوبة الوقوف على إجابة دقيقة، ويردف: "الواضح أن للترتيبات الأمنية دورا كبيرا، ومن المعلوم أن زيارات الأسد المدرج اسمه على قوائم العقوبات الأمريكية، إلى خارج البلاد محدودة، ومن المؤكد أنها تجري في ظل تدابير أمنية مكثفة".

والحال ذاته ينطبق، وفق الباحث، على الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، الذي لم يشارك في مراسم التشييع، رغم أنه يعد الحليف الأول لإيران.

وبالعودة إلى عدم مشاركة الأسد، وصف جلو الوفد الذي أرسله النظام إلى طهران بـ"الوازن"، حيث ضم رئيس وزراء النظام حسين عرنوس، ومستشار شؤون الأمن الوطني اللواء علي مملوك، ووزير الاقتصاد، محمد سامر الخليل.

من جانب آخر، لفت جلو إلى "حرص النظام السوري على إظهار مشاعر الحزن بوفاة الرئيس الإيراني"، مرجعا ذلك إلى "حالة البرود" التي تسود العلاقات بين النظام السوري وإيران مؤخرا، وقال: "باعتقادي بالغ النظام في مظاهر الحزن، وتحديدا إعلان الحداد العام لمدة 3 أيام، خشية تفسير عدم حضور بشار الأسد شخصيا مراسم التشييع على أنه شكل من أشكال التجاهل".

وكانت وسائل إعلام النظام السوري، قد أعلنت عن إصابة أسماء الأسد زوجة بشار الأسد بمرض اللوكيميا (سرطان الدم)، الاثنين، بعد يومين من حادثة تحطم طائرة الرئيس الإيراني، ما دفع بالبعض إلى تفسير عدم مشاركة الأسد في مراسم تشييع رئيسي، إلى "حزن بشار الأسد على زوجته، وانشغاله بمتابعة عائلته".
 
مخاوف من ارتدادات في سوريا

في المقابل، يلفت الباحث المختص بالشؤون السورية والإيرانية، مصطفى النعيمي، إلى مخاوف قد تكون منعت الأسد من الذهاب إلى طهران، موضحا لـ"عربي21" أن "النظام يخشى ارتدادات غياب الرئيس الإيراني إبراهيم؛ نظرا لنفوذ إيران القوي في سوريا".

ويتابع النعيمي بالإشارة إلى "الحسابات الكبيرة التي تتخذ قبل أي تحرك لرئيس النظام السوري، خاصة في ظل الأوضاع غير المستقرة، وخطر الضربات الإسرائيلية التي تطال المنطقة".

يذكر أن وزارة السياحة في حكومة النظام السوري، قد أصدرت تعميما بإيقاف جميع الحفلات العامة والبرامج الفنية، ومظاهر الاحتفال كافة خلال فترة الحداد على رئيسي.