ما
زالت صدمة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر تلقي بثقلها على الواقع المرير الذي يعيشه
الاحتلال منذ سبعة أشهر، ولا يملك القدرة على تغييره، فالحرب الحالية مع
حماس لن
تنهي الصراع التاريخي الدموي بين الفلسطينيين ومحتليهم، بحسب دبلوماسي إسرائيلي
سابق.
آفي
غيل المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، والباحث بمعهد سياسة الشعب
اليهودي (JPPI)، أكد أن "الأولوية الأساسية أمام الاحتلال يجب أن تكون استعادة
الأسرى من عند حماس التي تصرّ على تضمين "نهاية الحرب" في الاتفاق الذي
سيؤدي لإطلاق سراحهم من بين أيديها، كما أنها تطالب بضمانات دولية بأن الاحتلال لن ينتهك
هذا الاتفاق، رغم أن الحركة ليست ساذجة إلى الحدّ الذي تضع معه ثقتها في مثل هذه
الضمانات، وكأنها تملك القدرة على منع الاحتلال من استغلال أول فرصة تقع في يديها
للقضاء على قادتها".
وأضاف
في مقال نشره موقع "
واللا" العبري، وترجمته "عربي21" أن "الهدف الكبير لدى حماس هو تدمير الاحتلال، وسيستغرق تحقيق هذا الهدف
سنوات عديدة، ما يعني أن إصرارها على انتزاع رسالة منه مفادها أن الحرب قد انتهت
ينبع من اعتبار استراتيجي وتاريخي، فالحركة تريد أن ترسّخ في وعي شعبها والعالم
أجمع أن الحرب الأخيرة التي جرت تحت قيادتها انتهت بانتصار حماس، وهزيمة نتنياهو،
وهي تفهم هذا المنطق، ولذلك يعارض الاحتلال وقادته بشدة إعلان نهاية الحرب، لأن
هذه النهاية ستُذكر باعتبارهم تعرضوا لهزيمة مذلة".
وأشار
إلى أن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يرفض الاعتراف بالحقيقة التي يفهمها قادة
حماس جيداً، وهي أن أمامنا المزيد من جولات القتال، هذا هو مصير الفلسطينيين
والإسرائيليين، طالما أن قادتهم يسعون للنصر الكامل، ويرفضون التسوية المقبولة
عليهما، لاسيما نتنياهو الذي يعارض مثل هذه التسوية، لا يستطيع لأسباب شخصية أن
يقبل الاستنتاج الوحيد الذي يترتب على غيابها، وتعني المزيد والمزيد من جولات
القتال، وهو غير قادر على الاعتراف بأن جولة القتال الحالية تحت قيادته انتهت بفشل
ذريع، وهكذا يتمسك بوهم "النصر المطلق"، لأنه يطيل أمد الحرب، ويبعده عن
الانكشاف كزعيم فاشل".
وأكد
أن "الوهم الإسرائيلي بتدمير حماس على وشك أن يتحطم، لسبب بسيط، وهو أن
الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن إنهاؤه من خلال القرار العسكري، بل من خلال
التسوية السياسية فقط، وهو حلّ الدولتين، ومن دون أفق سياسي يمكن الاعتماد عليه،
فإن الجولة المقبلة من القتال لن تكون سوى مسألة وقت، أما وهم "النصر المطلق"،
فهو فقط يحمي عرش نتنياهو، ويمنع المختطفين من العودة لمنازلهم، ولذلك فقد رفض أي
مقترح لإعادتهم، بزعم أن ذلك يجب أن يسبقه تحقيق تفكيك حماس، وعدم وجود أي وسيلة
لإجراء مفاوضات معها، بزعم أن الاحتلال يريد محوها عن وجه الأرض".