قالت صحيفة
نيويورك تايمز، إن
الاحتلال فشل على مدار 7 أشهر من
العدوان على
غزة، في تحقيق هدفيه الرئيسيين، بل وتآكل دعم الاحتلال الدولي، مع
زيادة معاناة الفلسطينيين.
فمنذ سبعة أشهر، فشلت إسرائيل في تحقيق هدفيها
الرئيسيين وأدت معاناة الفلسطينيين بسبب الحرب إلى تآكل الدعم الدولي لها.
وأوضحت الصحيفة، أن إسرائيل فشلت في تحقيق
الهدفين اللذين شنت الحرب من أجلهما، تحرير الأسرى وتدمير
حماس بالكامل، وقالت إن
الحرب نفسها وأساليب الجيش جاءت بثمن باهظ: قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين
وانتشر الجوع في غزة وأدى استشهاد المدنيين وهم يبحثون عن الطعام حول القوافل
الإنسانية لشجب عالمي.
وتساءلت: "سبعة أشهر على الحرب، والسؤال
يدور حول ما حققته إسرائيل، ومتى ستنتهي؟".
ولفتت إلى أن الحرب تحولت إلى مجموعة من
الأشكال التي باتت معتادة، مناوشات وغارات جوية واستمرار القوات الإسرائيلية
بالعمل في داخل غزة لاستهداف ما تقول إنهم مقاتلون من حماس والجهاد الإسلامي. ووسط
التوتر مع إيران في الأسبوع الماضي، قالت إسرائيل إنها ضربت 100 هدف في القطاع
وقتلت عددا من مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي بمن فيهم ضابط في أمن حماس.
ورأت أن الطرفين يحضران لعملية رفح التي لم
تدخلها القوات الإسرائيلية، وهناك أسئلة حول ما سيحدث بعد، ومن سيدير القطاع ويوفر
الأمن له؟
وقالت الصحيفة: "رغم الخسائر الكبيرة
لحماس، لا تزال القيادة المركزية قائمة وهي من تتخذ القرارات في الحرب وفي مسألة الأسرى،
ومن هم في شبكة الأنفاق سيقومون بإعادة تشكيل قوة حماس بعد نهاية الحرب، حسب مسؤولين
أمريكيين".
وقال دوغلاس لندن، ضابط سي آي إيه المتقاعد: "المقاومة الفلسطينية التي تتمظهر من خلال حماس وبقية الجماعات المسلحة هي
فكرة مثلما هي قتال مادي وجماعة ملموسة" و"حتى هذا الوقت، مهما تسببت
إسرائيل بالضرر على حماس، فلا تزال لديها القدرات والتصميم والتمويل وطوابير من
الناس ينتظرون للانضمام إليها والمشاركة في القتال بعد كل هذا الدمار والخسائر
البشرية".
وفي التقرير السنوي للوكالات الاستخباراتية
الأمريكية الذي نشر في آذار/مارس عبرت فيه عن شكها بقدرة إسرائيل على تدمير حماس.
وجاء فيه أن "إسرائيل، على الأرجح، ستواجه
مقاومة مسلحة متواصلة من حماس ولسنوات قادمة" و"سيكافح الجيش لتحييد
حماس وأنفاقها الأرضية والتي تسمح للمقاتلين بالاختفاء واستعادة القوة ومفاجأة
القوات الإسرائيلية".
ويعترف المسؤولون الإسرائيليون أن الهدف الأهم لعملية
رفح، هو تدمير الأنفاق بين غزة ومصر التي تصل منها الأسلحة لحماس، إلا أن العملية
التي يخطط لها باتت مسألة خلافية مع الولايات المتحدة. وبخاصة أن إسرائيل لم تقدم
خطة واضحة حول كيفية إجلاء وحماية المدنيين في رفح.
وبدونها فسيرتفع عدد الشهداء الحالي، 34,000
شخص، إلى مستويات أعلى. وترفض إسرائيل هذه الأرقام وتقول إنها لا تفرق بين المقاتل
والمدني. وفي بداية الشهر الحالي، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان للصحافيين،
إنه لم ير بعد خطة موثوقة ويمكن تنفيذها لنقل السكان وليس إسكانهم فقط بل وإطعام
وتوفير الدواء لهؤلاء المدنيين الأبرياء. وكذا توفير المرافق الصحية والمياه
والخدمات الأساسية.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن على القوات
الإسرائيلية تشكيل خطتها بناء على خطة حصار الموصل عام 2017، حيث تم تدمير مناطق
واسعة فيها وقتل 3,000 شخص، لكن قوات التحالف ضد تنظيم الدولة بقيادة الولايات
المتحدة أجلت أكثر من مليون شخص قبل العملية.
وفي رفح يريد الأمريكيون من إسرائيل القيام
بعملية مستهدفة ولكن بعد إجلاء المدنيين. ويقول الإسرائيليون "إنهم يتوقعون
من السكان الانتقال إلى مناطق آمنة، لكن الأمريكيين يرون أن إسرائيل بحاجة لخطة
أفضل، في ظل الدمار والمناطق التي لم تعد قابلة للعيش في القطاع. وقال الجنرال
المتقاعد مارك سي شوارتز، وقائد العمليات الخاصة سابقا ومنسق التعاون بين إسرائيل
والسلطة الفلسطينية، إن هذه فرصة سانحة لإسرائيل كي تنتقل لوجه جديد وتركز على
عمليات مكافحة الإرهاب وبخاصة في ظل وجود ما بين 1.2 إلى 1.3 مليون نسمة تجمعوا
كلهم في رفح ونواحيها".
ويرى جي تاب، ضابط المارينز الذي قاتل في
العراق كمسؤول في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي أي) أن "استعادة الرهائن تقوم على مفاوضات مدروسة وموحدة، ولن يحدث هذا إلا في حالة سحب إسرائيل
المطرقة". وتقول إسرائيل إنها دمرت عددا من العقد التي تربط شبكة
الأنفاق الطويلة في غزة، كما قتلت 13,000 من مقاتلي حماس ودمرت معظم كتائب حماس
الـ 24 حيث لم تعد الحركة قادرة على العمل بشكل جيد. لكن الضباط المخضرمين
والسابقين في الجيش الأمريكي يرون أن عدد الشهداء والأنفاق التي دمرت ليس مقياسا
للنجاح ومضلل أحيانا.
وتقدر الاستخبارات الأمريكية أن حماس خسرت قوة
عسكرية كبيرة وتحتاج لوقت طويل كي تعيد بناء واستعادة ما خسرته، لكن لا يعني ذلك أنها
دمرت بشكل كامل. وتقول إسرائيل إن لدى حماس والجماعات المقاتلة الأخرى قوات
فوق الأرض تقدرها بما بين 3,000 إلى 4,000 مقاتل في شمال غزة.
وقالت الصحيفة، إن الأمريكيين، يرفضون فكرة
استمرار الحرب لشهرين آخرين علاوة على عامين. ويطالب الأمريكيون إسرائيل بإعلان
النصر والتحرك لمرحلة جديدة، واحدة تركز على قادة حماس وخطوط الإمدادات ولا تمس
بالمدنيين أو تروعهم ومنع حماس من إعادة بناء نفسها. وبشكل مهم يدعو الأمريكيون
إسرائيل للتقدم بخطة لإعادة القطاع للفلسطينيين، حيث يبحث الأمريكيون مع دول عربية
خطط دولة فلسطينية منزوعة السلاح في غزة والضفة. ويعارض بنيامين نتنياهو أي خطة
أمريكية وهو وحكومته مترددون في التقدم بخطة حول من سيسلمون غزة له وما هي
الترتيبات الأمنية التي يريدونها هناك.
وصوتت الولايات المتحدة يوم الخميس ضد قرار في
مجلس الأمن يمنح العضوية الكاملة لفلسطين. وفي غياب أي خطة إسرائيلية أو أمريكية
متفق عليها فإن الفوضى وانعدام القانون ينتشر في غزة. وفي الوقت الذي لم تستطع فيه
إسرائيل تدمير حماس إلا أنها جعلت من هجمات مماثلة كتشرين الأول/أكتوبر أمرا
بعيدا. ويقول عاموس يالدين، مسؤول الاستخبارات العسكرية السابق إن الهدف تحقق
بتفكيك حماس ولن تكون قادرة على تنظيم هجمات مثل 7 تشرين الأول/ أكتوبر.