أثار توجه واشنطن لفرض
عقوبات على كتيبة "
نيتسح يهودا" التابعة لجيش الاحتلال، غضبا واسعا لدى قادة الحكومة الإسرائيلية، في مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وصف الخطوة بأنها "قمة السخافة والتدني الأخلاقي".
ومضى نتنياهو مصعدا هجومه على واشنطن: "في الوقت الذي يحارب فيه جنودنا وحوش الإرهاب، فإن التوجه لفرض عقوبات على كتيبة في الجيش الإسرائيلي هي قمة السخافة والتدني الأخلاقي"، متعهدا بالتصدي لهذه التحركات.
ونقل موقع "
أكسيوس" الأمريكي عن مصادر أمريكية قولها إنه من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عن فرض عقوبات على كتيبة "نيتسح يهودا" في جيش الاحتلال، على خلفية انتهاكات لحقوق الإنسان في الضفة الغربية المحتلة.
ورغم أن هذه المرة هي الأولى التي تفرض فيها واشنطن عقوبات على وحدة في جيش الاحتلال، إلا أن حزمة العقوبات تبدو شكلية وضعيفة، إذ إن موقع أكسيوس قال إن العقوبة المتوقعة تتمثل في حظر حصول أعضاء الكتيبة على أي نوع من المساعدة أو التدريب العسكري الأمريكي.
الأسوأ سمعة
تعيد هذه الكتيبة التذكير بالعصابات الصهيونية التي ارتكبت مجازر بحق الفلسطينيين إبان نكبة عام 48، وأصبحت لاحقا نواة لجيش الاحتلال.
تأسست "نيتسح يهودا" الأسوأ سمعة بين قطاعات "الجيش"، عام 1999 وتعني بالعبرية "يهودا الأبدي"، وهي كتيبة تسمح لليهود المتدينين بالانخراط في الجيش في جو يتوافق مع معتقداتهم الدينية، ولا تضم في صفوفها نساء، وطعامها من "الكوشير" الموافق للشريعة اليهودية.
تأسست الكتيبة من قبل جمعية "
نيتسح يهودا" عام 1999 على يد مجموعة من الحاخامات الحريديين الذين يعملون مع قسم الأمن الاجتماعي في وزارة الحرب، كان قوامها 30 جنديا من الحريديم المتدينين، وأطلق عليها "نحال حريدي"، وجرى التأسيس في حينه بالتعاون الكامل مع وزارة الحرب والجيش، وبعد عامين شكل "الجيش" أول كتيبة حريدية من نيتسح يهودا، وسميت "كتيبة 97".
تعد الكتيبة جزءاً من لواء كفير التابع لجيش الاحتلال وتعمل في رام الله وجنين وسط وشمال الضفة الغربية، وهي حالياً جوهر الخدمة الحريدية في "الجيش" ويخدم فيها حوالي ألف جندي في جميع الأوقات.
تستهدف الكتيبة تجنيد "الشباب الحريدي الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عامًا من خلفيات حريدية، ولا يتعلمون في المدارس الدينية".
جرائم الكتيبة
على مدى سنوات تم تسجيل العديد من الانتهاكات التي اقترفها أفراد الكتيبة وكان آخرها استشهاد المسن عمر الأسعد بعد أن قام أفرادها بتوقيفه في بلدة جلجليا، وتعصيب عينيه وتكبيل يديه في ساعات الليل بداعي أنه رفض إبراز هويته الشخصية.
وأبدت وزارة الخارجية الأمريكية اهتمامًا خاصًا بكتيبة نيتسح يهودا، خلال العامين الماضيين، بعد ورود تقارير عن ارتكاب جنود الكتيبة
جرائم بحق مدنيين فلسطينيين، من بينها سرقة مركبات واعتداءات جسدية.
ويعتبر المسن الثمانيني عمر الأسعد، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، أحد ضحايا كتيبة نيتسح يهودا، عندما تركه جنود الكتيبة مقيدًا من يديه لعدة ساعات في العراء وفي البرد الشديد خلال شهر كانون الثاني/ يناير 2022، حتى فارق الحياة.
أثارت حادثة استشهاده، حفيظة وزارة الخارجية الأمريكية، التي طلبت المرة تلو الأخرى بتحقيق شامل في استشهاده، دون استجابة فاعلة من قبل جيش الاحتلال.
تتكرر جرائم الكتيبة بسبب الاحتكاك اليومي بين جنودها والفلسطينيين نتيجة إصرار الجيش على حصر عملها في الضفة الغربية فقط، وغالبًا في نفس المواقع، وفق ما كتبه يوآف زيتون في صحيفة "يديعوت أحرونوت".