يواصل جيش
الاحتلال الإسرائيلي،
اقتحام مجمع الشفاء في
غزة ومحاصرة عشرات آلاف الفلسطينيين في الأحياء المحيطة به لليوم الثالث، بالتزامن مع عمليات قتل واعتقالات واسعة نفذها في صفوف النازحين داخل المجمع وقصف منازل قريبة.
ونقلت "الأناضول" عن شهود عيان قولهم إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل اقتحام المستشفى والتوغل في المناطق المحيطة به وتنفيذ عمليات قصف واسعة لمنازل قريبة من المستشفى.
وذكر الشهود أن الجيش يستهدف منذ مساء الثلاثاء عدة منازل وبنايات سكنية بقذائف وقصف جوي في محيط "الشفاء" ما أدى إلى سقوط عدد من
الشهداء والجرحى جرى نقلهم إلى المستشفى "المعمداني" شرق غزة.
ومنذ فجر الأربعاء تسمع أصوات اشتباكات عنيفة وقصف مدفعي في المناطق المحيطة بالمستشفى، فيما ألقى جيش الاحتلال قذائف مضيئة في سماء المنطقة طوال الليل، للكشف عن تحركات عناصر المقاومة الفلسطينية، وفق الشهود.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن الاحتلال قتله 90 فلسطينيا والتحقيق مع 300 في "مستشفى الشفاء"، فيما اعتقل 160 آخرين ونقلهم إلى "إسرائيل" للتحقيق.
وزعم أن "قوات تابعة للوحدة 13 من الكوماندوز البحري ومجموعة القتال التابعة للواء 401 تحت قيادة الفرقة 162، قضت على مدار آخر 24 ساعة على مسلحين، وعثرت على وسائل قتالية".
وادّعى الاحتلال أنه "تجنّب المساس بالمدنيين والمرضى والطواقم الطبية والمعدات الطبية في منطقة المستشفى"، وذلك على عكس ما تفيد المصادر المحلية.
وقال: "قتل الجنود ما يزيد على الـ90 مخرّبا، في حين تم التحقيق مع ما يزيد على الـ300 مشتبه فيهم في المجمّع (المستشفى) من قبل محققي وحدة 504 التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية ومركزي جهاز الأمن العام".
وتابع: "لاحقًا تم تحويل ما يزيد على الـ160 مشتبها فيهم لمتابعة التحقيق معهم في إسرائيل".
ورغم حديث الجيش عن تجنب المساس بالمدنيين، إلا أن شهود عيان أفادوا لوكالة الأناضول مساء الثلاثاء، بأنه أجبر مرضى على مغادرة مجمع الشفاء، بينما قام متطوعون بنقل بعضهم "وهم بحالة حرجة" إلى المستشفى المعمداني شرق غزة.
وبالتوازي مع ذلك، شهدت بعض المناطق المحيطة بالمستشفى، الأربعاء، حركة نزوح لمئات الفلسطينيين نحو شرق مدينة غزة، بحسب شهود عيان.
ونقلت الوكالة عن الشهود، أن "هناك حركة نزوح كبيرة تشمل المئات من منطقة شارع أبو حصيرة الواقع شمالي المستشفى".
وأضافوا أن الفلسطينيين اتجهوا إلى مناطق أحياء التفاح والدرج والشجاعية شرق مدينة غزة.
وبحسب الشهود، فإن النازحين شاهدوا جثامين عشرات الفلسطينيين ممن قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي في الطرقات المحيطة بالمستشفى.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن إفادات وصلته تتحدث عن تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي إعدامات ميدانية بحق مدنيين فلسطينيين نازحين داخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة في إطار عملياته العسكرية المستمرة في المجمع منذ يومين.
ونقل عن شهود عيان من النازحين قولهم إنهم شاهدوا اقتياد قوات الاحتلال 8- 10 مدنيين فلسطينيين لمنطقة مشرحة مجمع الشفاء (ثلاجات الموتى)، ثم سمع أصوات إطلاق نار كثيف قبل أن تعود قوات الاحتلال أدراجها من دون المدنيين.
وعبر “الأورومتوسطي” عن مخاوفه من تعرض هؤلاء المدنيين لعمليات إعدام ميداني، معبرا عن قلقه العميق إزاء الوضع في المجمع والمخاطر الماثلة أمام المدنيين.
وأكد المرصد أن فريقه الميداني جمع شهادات عن استشهاد 60- 80 شخصا برصاص قوات الاحتلال داخل مجمع الشفاء الطبي وفي محيطه منذ إعادة اقتحامه ليلة الأحد/الاثنين.
ومنذ فجر الاثنين، تواصل قوة من الجيش الإسرائيلي اقتحام المجمع الطبي رغم وجود آلاف المرضى والجرحى والنازحين داخله.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المستشفى منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد حصاره لمدة أسبوع، جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات الطبية ومولد الكهرباء.