أكد رئيس حركة "التوحيد والإصلاح"
المغربية الدكتور أوس رمّال،
أن نصرة غزة وأهلها في مواجهة
الاحتلال واجب شرعي، لا ينبغي تركه.
وقال رمّال في تسجيل مصور له اليوم نشرته حركة "التوحيد
والإصلاح" على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي: "من القواعد
المقررة عند الأصوليين والفقهاء قولهم: "الأجر على قدر المشقة"، ومعنى
ذلك أن صيام اليوم الطويل ليس كصيام اليوم القصير، وأن أجر صيام اليوم شديد الحر
ليس كصيام غيره، فما بالنا بشعب يصوم ويقوم تحت القصف المستمر؟ يصومون نهارهم
ويقومون ليلهم بل يصلون ليلهم بنهارهم بالصيام لندرة ولقلة ولانعدام الغذاء، وحتى
من توفر لهم شيء من الغذاء يؤثر به الصبية والأطفال من حوله".
وأضاف: "هؤلاء قوم بخير، هؤلاء قوم يحصون يوميا أعدادا من الشهداء
في سبيل الله ويوميا يحتسبون الأجر والثواب عند الله.. ونشهد لهم أنهم لم يقصّروا
ولم يفرّطوا.. وأنهم يذودون عن أعراضهم وعن دمائهم وعن أرزاقهم، ويذودون عن
أعراضنا وعن مقدساتنا نحن معشر المسلمين.. فهم بخير إن شاء الله عند الله عز وجل".
وحول المطلوب من العرب والمسلمين لنجدة غزة قال رمّال: "نحن
الذين نبقى في حاجة إلى إعداد جواب يوم الوقوف بين يدي الله عز وجلّ، حين نُسأل:
ماذا فعلنا من أجلهم؟ وماذا فعلنا لنصرتهم؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه"... بالله عليكم معشر العرب
والمسلمين: هل منا من يحب لنفسه أو لأهله أو لبناته أو لأولاده أو لأطفاله أن
يصيبهم شيء من هذا الذي يجري على إخواننا في غزة؟".
وأضاف: "هذا والله ظلم عظيم.. ظلم كبير أن يتفرج عليهم العرب
والمسلمون ظلم كبير أن نتفرج عليهم من دون أن نفعل شيئا.. رسول الله صلى الله عليه
وسلم هو القائل: "المسلم أخ المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه
كان الله في حاجته".. وهذا الظلم: ظلم المسلم للمسلم أشد وقعا على نفس المسلم
من ظلم المشرك للمسلم، حتى قال طرفة بن العبد:
وظلم ذوي القربى أشد مظاظة على المرء من وقع الحسام المهنّد
رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرنا أن نكون في نصرتهم وأن نستجيب
لصرخاتهم لا أن نتفرج عليهم.. أين هم حكام العرب والمسلمين؟ أين هم من المعتصم،
الذي بلغته صرخة امرأة واحدة في العمورية في بلاد الروم".
وجوابا على سؤال: "أين هم العرب والمسلمون مما يتوجب عليهم في
شأن إخوانهم في غزة؟"، قال رمال: "إذا خذلهم العرب والمسلمون وإذا قهرهم
الاحتلال بجيشه وطغيانه.. هم إن شاء الله بخير.. لهم الله ومعهم الله عز وجلّ.. لن
يخيّب رجاءهم وسيستجيب دعاءهم لأنه يسمع دعاءهم.. وقد قال لنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة
المسافر".. وهؤلاء آباء وصائمون ومسافرون، لأنهم مهجرون ونازحون، وقد اجتمعت
لهم كل أسباب استجابة الدعوة.. بل اجتمعت لهم أكبر أسباب استجابة الدعوة أنهم
مظلومون ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن دعوة المظلوم: أنها ليس بينها وبين
الله حجاب.. فحق لهم أن يدعوا على عدوهم، وقد قال عزّ وجل: "لَّا يُحِبُّ
اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ
سَمِيعًا عَلِيمًا"، وحق لنا أن ندعو لهم".
وأنهى رمال كلمته قائلا: "حي على نصرة إخوانكم بكل ما تطيقون بالمال
والدعاء وإرسال المواد الإغاثية متى ما تيسرت الفرصة لذلك.. افعلوا ذلك ولا تترددوا
لعلكم تجدون الجواب الشافي حين تسألون عن نصرة إخوانكم"، وفق تعبيره.
والتوحيد والإصلاح هي الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض حاليا، والذي قاد الحكومة بين عامي 2011 و2021 للمرة الأولى في تاريخ المملكة.
ورغم دخول شهر رمضان، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة منذ 7
أكتوبر، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة
إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب
أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية بات سكان غزة ولا سيما محافظتا غزة
والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود،
مع نزوح نحو مليوني
فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.