وصف وزير الخارجية
الصيني وانغ يي، الخميس،
الحرب الإسرائيلية على قطاع
غزة بأنها "وصمة عار على الحضارة"، مكررا دعوات
بكين إلى "وقف فوري لإطلاق النار".
وقال وانغ للصحفيين خلال مؤتمر صحفي في
بكين: "إنها مأساة للبشرية ووصمة عار على الحضارة، حيث إنه اليوم، في القرن الحادي
والعشرين، هذه الكارثة الإنسانية لا يمكن وقفها".
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد
على هامش الدورة الثانية للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب: "لا يوجد سبب يمكن
أن يبرر استمرار النزاع"، مشددا على أنه "يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل
عاجل، ويجعل من التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف الأعمال العدائية أولوية قصوى".
وأكد وزير الخارجية الصيني أن "ضمان
الإغاثة الإنسانية هو مسؤولية أخلاقية عاجلة".
ولليوم الـ153 على التوالي، يواصل الاحتلال
ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا
المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على
قطاع غزة إلى أكثر من 30 ألف شهيد، وأكثر من 71 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف
المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وشدد وانغ: "نحن ندعم أن تصبح
فلسطين
عضوا رسميا في الأمم المتحدة"، مشيرا إلى أن: "الكارثة في غزة ذكرت العالم
مرة أخرى بحقيقة أنه لم يعد بالإمكان تجاهل أن الأراضي الفلسطينية محتلة منذ فترة طويلة".
وأضاف أن "رغبة الشعب الفلسطيني التي
طال انتظارها في إقامة دولة مستقلة لم يعد من الممكن تفاديها، كما أن الظلم التاريخي
الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يستمر لأجيال دون تصحيحه".
وعلى صعيد العلاقات مع الولايات المتحدة قال وانغ يي إن الولايات المتحدة تلقي باللائمة على
الصين "تحت أي ذريعة".
وأضاف أن "الأساليب المستخدمة لقمع
الصين يتم تجديدها باستمرار، وقائمة العقوبات الأحادية يتم توسيعها باستمرار"،
مضيفا أن "الرغبة في تكديس اللوم تحت أي ذريعة وصلت إلى مستوى غير معقول".
وفي ذات السياق قال إن موقف الاتحاد الأوروبي
من الصين "ليس واقعيا أو قابلا للتنفيذ" مع تصاعد التوتر بين العملاقين الاقتصاديين
بشأن التجارة والتكنولوجيا وقضايا أخرى.
وفي إشارة إلى تحديد الاتحاد الأوروبي لبكين
على أنها "شريك ومنافس وخصم مؤسسي"، اعتبر وانغ يي أن "هذا الوضع الثلاثي
ليس واقعيا أو قابلا للتنفيذ، وقد تسبب في الواقع بتدخلات وعراقيل غير ضرورية أمام
تطوير العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي".
وحول العلاقات مع روسيا قال وانغ يي، إن
بكين وموسكو أنشأتا "نموذجا جديدا" للعلاقات بين القوى العظمى.
وأضاف أن "الصين وروسيا وضعتا نموذجا
جديدا للعلاقات بين القوى الكبرى يختلف تماما عن حقبة الحرب الباردة القديمة"،
مضيفا أن العلاقات الثنائية تقوم على "أساس عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم الاستهداف
لأطراف ثالثة".
وأكد أن بلاده ستكون قوة عالمية للسلام
والاستقرار.
وقال: "في مواجهة الاضطرابات المعقدة
في البيئة الدولية، ستستمر الصين في كونها قوة للسلام وقوة للاستقرار وأيضا قوة للتقدم
في العالم".
والتقى وانغ بالصحافة، الخميس، على هامش أكبر
تجمع سياسي سنوي في الصين افتتحته بكين في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ويشكل انعقاد "الدورتين السنويتين"
لعام 2024 للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري
السياسي بشكل متواز، فرصة نادرة لتلمس استراتيجية الحكومة الصينية التي يقودها الحزب
الشيوعي للعام المقبل. وتحظى اجتماعات هذا العام باهتمام ومراقبة عن كثب لرصد ثقة القادة
الصينيين بالظروف الجيوسياسية الحالية، مع استمرار التوتر عبر مضيق تايوان ودخول الحرب
الروسية في أوكرانيا عامها الثالث. وقال وانغ الخميس: "نحن نعارض بحزم جميع أعمال
الهيمنة والتنمر، وسندعم بقوة السيادة الوطنية والأمن فضلا عن مصالح التنمية".