نشر موقع "
نيوز ميديكال"، تقريرا من جامعة كوين ماري في لندن، كشف أن نتائج أبحاث جديدة، أوضحت أن الجسم يخضع لتغيرات منهجية كبيرة عبر أعضاء متعددة خلال فترات
الصيام الطويلة.
وتظهر النتائج، وفقا للتقرير الذي ترجمته "عربي21"، دليلا على الفوائد الصحية التي تتجاوز فقدان الوزن، ولكنها تظهر أيضا أن أي تغييرات محتملة في
الصحة، يبدو أنها تحدث فقط بعد ثلاثة أيام دون طعام.
وتعمل الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Metabolism، على تعزيز فهمنا لما يحدث في جميع أنحاء الجسم بعد فترات طويلة دون طعام.
من خلال تحديد الفوائد الصحية المحتملة من الصيام والأساس الجزيئي الأساسي لها، يقدم باحثون من معهد أبحاث جامعة كوين ماري للرعاية الصحية الدقيقة (PHURI)، والمدرسة النرويجية لعلوم الرياضة، خريطة طريق للأبحاث المستقبلية التي يمكن أن تؤدي إلى تدخلات علاجية، بما في ذلك الأشخاص الذين قد يستفيدون من الصيام، ولكن لا يمكنهم الخضوع للصيام لفترات طويلة أو محاكاة الصيام، مثل الأنظمة الغذائية الكيتونية.
على مدى آلاف السنين، طور البشر القدرة على البقاء دون طعام لفترات طويلة من الزمن. يمارس الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم الصيام لأغراض طبية وثقافية مختلفة، بما في ذلك الفوائد الصحية وفقدان الوزن. منذ العصور القديمة تم استخدامه لعلاج أمراض مثل الصرع والتهاب المفاصل الروماتويدي، وفقا للتقرير.
أوضح التقرير أنه أثناء في الصيام، يغير الجسم مصدر الطاقة ونوعها، فيتحول من السعرات الحرارية المستهلكة إلى استخدام مخزون الدهون الخاص به. ومع ذلك، بخلاف هذا التغيير في مصادر الوقود، لا يُعرف سوى القليل عن كيفية استجابة الجسم لفترات طويلة دون طعام وأي آثار صحية - مفيدة أو ضارة - قد يكون لها ذلك. توفر التقنيات الجديدة التي تسمح للباحثين بقياس آلاف البروتينات المنتشرة في الدم، الفرصة لدراسة التكيفات الجزيئية للصيام لدى البشر بشكل منهجي بتفصيل كبير.
وتابع الباحثون 12 متطوعا أصحاء شاركوا في صيام الماء فقط لمدة سبعة أيام. وتمت مراقبة المتطوعين عن كثب يوميا لتسجيل التغيرات في مستويات حوالي 3000 بروتين في دمائهم قبل وفي أثناء وبعد الصيام. ومن خلال تحديد البروتينات المشاركة في استجابة الجسم، يمكن للباحثين بعد ذلك التنبؤ بالنتائج الصحية المحتملة للصيام لفترات طويلة، من خلال دمج المعلومات الجينية من الدراسات واسعة النطاق.
وكما هو متوقع، لاحظ الباحثون أن الجسم يقوم بتحويل مصادر الطاقة –من الجلوكوز إلى الدهون المخزنة في الجسم– خلال أول يومين أو ثلاثة أيام من الصيام. فقد المتطوعون ما متوسطه 5.7 كغم من كتلة الدهون والكتلة غير الدهنية. وبعد ثلاثة أيام من تناول الطعام بعد الصيام، بقي الوزن ثابتا، وانعكس فقدان الكتلة غير الدهنية بالكامل تقريبا، لكن كتلة الدهون التي فقدت لم تعد، حسب التقرير.
ولأول مرة، لاحظ الباحثون أن الجسم يمر بتغيرات واضحة في مستويات البروتين بعد حوالي ثلاثة أيام من الصيام، مما يشير إلى استجابة الجسم بالكامل لتقييد السعرات الحرارية بالكامل. بشكل عام، تغير واحد من كل ثلاثة من البروتينات المقاسة بشكل ملحوظ في أثناء الصيام في جميع الأعضاء الرئيسية. وكانت هذه التغييرات متسقة بين المتطوعين، ولكن كان هناك علامات مميزة للصيام تتجاوز مجرد فقدان الوزن، مثل التغيرات في البروتينات التي تشكل البنية الداعمة للخلايا العصبية في الدماغ.
ونقل التقرير عن مايك بيتزنر، رئيس البيانات الصحية في PHURI والقائد المشارك لمجموعة الطب الحسابي في معهد برلين للصحة في شاريتيه، قوله: "لقد وفرت النتائج التي توصلنا إليها أساسا لبعض المعرفة القديمة حول سبب استخدام الصيام في حالات معينة. وفي حين أن الصيام قد يكون مفيدا لعلاج بعض الحالات، إلا أنه في كثير من الأحيان، لن يكون الصيام خيارا للمرضى الذين يعانون من اعتلال الصحة. نأمل أن توفر هذه النتائج معلومات حول سبب فائدة الصيام في حالات معينة، التي يمكن استخدامها بعد ذلك لتطوير علاجات يستطيع المرضى القيام بها".